بغداد تدافع عن «حصر» سفر المسؤولين الأكراد... وأربيل لا تعلق

نشر في 26-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 26-11-2012 | 00:01
No Image Caption
ثلاثة ملايين زائر أحيوا ذكرى عاشوراء في كربلاء... وقوات الأمن تنجح في منع وقوع هجمات

في تصعيد جديد للأزمة بين بغداد وإقليم كردستان العراق، طبق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي النص الدستوري الذي يمنع بموجبه سفر أي من مسؤولي الإقليم إلا بموافقة الحكومة المركزية، الأمر الذي
لا تزال أربيل تلتزم الصمت حياله.
تعقيبا على القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأول، بعدم مغادرة رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البرزاني والمسؤولين الأكراد إلى خارج العراق من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد، قال المستشار القانوني في مجلس النواب العراقي صالح المالكي أمس، إن حديث رئيس الحكومة عن حصر زيارات المسؤولين في إقليم كردستان إلى الخارج بالمركز مطابق للدستور وفق المادة 110.

وقال المستشار، إن «إدارة المطارات والحدود من اختصاصات حكومة المركز»، مشيرا إلى أن «الوفود الرسمية التي تسافر الى خارج البلاد يجب أن تنسق بشكل مباشر مع الحكومة المركزية».

وأضاف أن «الإقليم هو جزء من حكومة المركز»، لافتا إلى أن «هناك اختصاصات حصرية نص عليها الدستور في المادة 110 والموافقات يجب أن تحصل بتنسيق مباشر مع الحكومة المركزية في بغداد».

وتنص المادة 110 من الدستور على أن رسم السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي والتفاوض بشأن المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وسياسات الاقتراض والتوقيع عليها وإبرامها، ورسم السياسة الاقتصادية والتجارية الخارجية السيادية، هو من اختصاص الحكومة الاتحادية.

في السياق، قال المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم سفين دزي، إنه «لم يصل حتى الآن أي كتاب رسمي بشأن حصر زيارات مسؤولي الإقليم عن طريق حكومة المركز»، مقللاً من «أهمية هذا الأمر».

وأضاف دزي أن «حكومة إقليم كردستان لا تعلق على ما ينشر عبر وسائل الإعلام، وإنما تعطي الرأي في ضوء الكتب الرسمية».

وفد رسمي

في غضون ذلك، قال نائب وزير الشؤون العسكرية الكردي أنور حاج عثمان أمس، إنه تم تعبئة مزيد من القوات والدبابات الكردية واتجهت صوب المناطق المتنازع عليها في محافظة صلاح الدين وكركوك، مضيفا أن هذه القوات ستقف في مواقعها ما لم تقم القوات العراقية بتحرك. وأكد عثمان أنه اذا تجاوزوا الخط فستتم مهاجمتهم.

إلى ذلك، رفض رئيس الإقليم مسعود البرزاني دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للقاء المالكي لبحث الوضع.

وفي بيان نشر على موقع الحكومة الكردية على الانترنت قال متحدث باسم البرزاني، إن سبب الرفض هو لأن القضية ليست شخصية، ولكن الى حد ما نتيجة ما وصفه البيان بعدم التزام المالكي المستمر بالدستور.

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة البشمركة جبار ياور أمس، إن «وفدا عسكرياً من اللجنة العليا لوزارة البشمركة برئاستي، سيتوجه اليوم الاثنين إلى بغداد»، مؤكدا أن «الوفد سيلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع العراقية لبحث الأزمة».

وأشار ياور إلى أنه «لا توجد حاليا أي تحركات عسكرية لا من قبل الجيش ولا من قوات البشمركة»، مؤكدا «التزام البشمركة بشكل تام بالتهدئة».

ذكرى عاشوراء

على صعيد آخر، أحيا نحو ثلاثة ملايين زائر شيعي من العراق ودول عربية وأجنبية ذكرى عاشوراء في كربلاء أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة نجحت في منع وقوع هجمات ضد الزوار. وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر إن «نحو ثلاثة ملايين شخص بينهم نحو 200 ألف زائر من دول عربية وأجنبية أحيوا ذكرى العاشر من المحرم». وأشار المحافظ الى قيام وزارات النقل والدفاع والتجارة إضافة الى محافظة كربلاء بتأمين 2400 حافلة في أماكن خاصة لنقل الزوار الى مدنهم.

يذكر أن كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين ثالث الأئمة المعصومين وأخوه العباس، هي مركز إحياء ذكرى واقعة «الطف» حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين مع عدد من أفراد عائلته عام 680 ميلادية.

إجراءات أمنية

وجرت مراسم إحياء الذكرى وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن العراقية من الجيش والشرطة، وشارك في تنفيذها نحو ثلاثين ألف عنصر أمن في عموم المدينة والطرق الرئيسية المؤدية إليها.

ونجحت قوات الأمن العراقية للمرة الأولى هذا العام في منع وقوع هجمات ضد الزوار والمواكب التي توافدت طوال الأيام الماضية الى محافظة كربلاء بعد أن كانت هذه الذكرى هدفا في السنوات الماضية للعديد من الهجمات.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات الفرات الأوسط حيث تقع كربلاء أحمد الحسناوي أمس، إن «الزيارة جرت في أجواء آمنة، ولم يحدث خلالها أي خرق أمني أو عمل إرهابي من خلال تعاون قوات الأمن من الشرطة والجيش».

(بغداد - أ ف ب،

يو بي آي، د ب أ)

back to top