الأمير في بغداد... علامة فارقة في قمة عادية
• «إعلان بغداد» يدعم خطة أنان ويتهم دمشق بجرائم ضد الإنسانية • القمة حضت المعارضة السورية على توحيد صفوفها لمباشرة حوار يحقق الديمقراطية
على الرغم من أن لقاء بغداد أمس كان اجتماعا لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وانعقد وسط كمّ هائل من الأحداث والأزمات في العالم العربي، فإنه كان بامتياز قمة الكويت والعراق، لأنها الأولى التي تستضيفها بغداد منذ عام 1990، الذي حصل فيه الغزو المشؤوم، في حين اعتبرت مشاركة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مهمة جداً، لأنها أول زيارة كويتية بهذا المستوى إلى العراق منذ الاجتياح الصدامي.وشكل هذان الأمران العلامة الفارقة في الاجتماع العربي، خاصة أن الأمور الأخرى، وفي طليعتها الملف السوري، كانت قراراتها معروفة مسبقاً، ولا تخرج عن إطار ما اتفق عليه في جامعة الدول العربية.وجاءت كلمة سمو الأمير، الذي عاد إلى البلاد مساء أمس، لتؤكد أهميةَ الحدث الكويتي – العراقي، إذ عبر سموّه عن الأمر، قائلاً: "أعبر عن سعادتي البالغة منذ أن وطئت قدماي أرض العراق الشقيق لحضور هذه القمة، بعد أن استعاد العراق حريته وكرامته وديمقراطيته عقب حقبة مظلمة وصعبة مرت عليه، ليبدأ بعدها معاودة دوره المعهود في العمل العربي المشترك".وأضاف سموه: "هذه القمة تشكل علامة طيبة في تاريخ عملنا العربي المشترك بانعقادها اليوم في جزء عزيز من وطننا العربي، غاب عن الإسهام الفعلي في هذا العمل سنوات طويلة، ومثل بآلامه ألماً لنا جميعاً، ونحن مع الشعب العراقي الشقيق اليوم نسعى لتجاوز تلك الآلام والجراح لنتمكن، من خلال إصراره ودعمنا لهذا الإصرار على انعقاد القمة في بغداد، من تحقيق إضافة قيمة لعملنا العربي المشترك، أساسها الدور العراقي المميز والفاعل بكل ما يمثله من ثقل وتأثير على مسار هذا العمل". وتناول سموه ملف الأزمة السورية، فدعا إلى تطبيق خطة العمل التي "أصدرها المجلس الوزاري للجامعة العربية ضمن قراره رقم 7444، وتبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأضاف: "إننا نعتقد أن هذه الخطة ستكون في حال تطبيقها مخرجاً لهذه الأزمة وحقناً لدماء الأشقاء وحفاظاً على سورية من الانزلاق في أتون حرب أهلية سيدفع ثمنها الأشقاء من أرواحهم ومكتسباتهم التنموية".وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل افتتح أعمال القمة وسلّم إلى العراق رئاسة الدورة الـ23 لاجتماعات الجامعة العربية على مستوى القمة، توالى بعدها الزعماء العرب الذين حضر 10 من أصل 22 منهم إلى بغداد، على إلقاء كلماتهم التي تركزت بشكل خاص على أزمة سورية، التي لم تكن مدعوة إلى القمة.وبعد انتهاء الجلسة العلنية، حوّل الرئيس العراقي جلال الطالباني الجلسة إلى مغلقة، وصدر في ختامها "إعلان بغداد" الذي دعا القادة العرب فيه إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة التي طالبوها بتوحيد صفوفها.وأدان القادة العرب "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين"، واعتبروا في الإعلان الذي حظي بإجماع المشاركين، أن "مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية".ودعا الإعلان "الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة" إلى "التعامل الإيجابي مع المبعوث المشترك كوفي أنان لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة" الخاص بذلك.وطالب القادة العرب "المعارضة السورية بكافة أطيافها" بـ"توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري". ودعوا إلى "سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير". كما أكدوا "موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري".(بغداد ـــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)