مخرج الفيديو كليب... استمرارية وتميّز

نشر في 22-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-11-2012 | 00:01
No Image Caption
خيال وتقنية وكرم، ثلاثة عناصر تميّز مخرج الكليب الناجح وتساهم في استمراريته، أمر يبدو واضحاً لدى مخرجين كثر يتمتعون بإمكانات ذهنية ومادية لتقديم عمل جديد ومميز، يشكل علامة فارقة تجذب المشاهد وسط كم الكليبات الهائل الذي لا تتسع له ساعات البث على الفضائيات مهما ازداد عددها...
فادي حداد أحد أهم المخرجين يوقع كليبات فناني الصف الأول وتحقق أعماله نجاحاً علماً أن بعضها يتعرض للانتقاد، إلا أن ذلك لا يمنع تكرار النجوم تعاملهم معه. يقول حداد إن إيمان المخرج بعمله وكرمه عليه عاملان أساسيان لاستمراريته، «أسخّر خيالي والموهبة التي أتمتع بها لابتكار أفكار جديدة خاصّة بي تبرز هويتي الأساسية».

أما عن الكرم فيعتبر حداد أن من يبخل على عمله لا يمكن أن يقدّم عملا جيداً ومميزاً، بالتالي سيكون الفشل مصيره، يوضح: «لا أبخل على أعمالي وأتفرّد باقتناء تقنيات متطورة وكاميرات حديثة مع تصوير سينمائي محترف وإضاءة مميزة، بالإضافة إلى أنني أتعامل مع الآخرين بأخلاق عالية ولا أحب الغلط. لا يمكنني تنفيذ عمل جميل ومختلف ومتكامل من دون موازنة مرتفعة، فالتصوير السينمائي مكلف ويختلف عن الكليب، لذلك لا أستطيع التحكم بالسعر».

صحيح أن أجره مرتفع، لكن في حال اقتنع حداد بموهبة شابة أو بأغنية جميلة فينفّذها بغض النظر عن المادّة، وفي حال كانت الأغنية رومنسية بامتياز لا يدخل التكنولوجيا إليها، «لكن ثمة موسيقى تتطلب تقنيات معينة، وهذا سرّ المهنة»، حسب تأكيده.

ضريبة النجاح

يشير المخرج سعيد الماروق إلى أن موافقته على إخراج أي أغنية تتطلب شروطاً معينة لأن ما من مخرج يستمرّ، حسب رأيه، في حال لم يرسم هوية فنية خاصّة به من دون تقليد غيره.

يقول: «أؤمن بأن تعاملي هو للنجوم وليس مع النجوم، تكبر المسؤولية أثناء تنفيذ عمل لنجم معروف لأن الجمهور يكون أوسع، كذلك أركز على موضوع الأغنية وكلماتها ولحنها. رفضت مرّة تصوير أغنية لنجمة كبيرة في عالم الغناء يتمنى كثر التعامل معها بسبب عدم اقتناعي بالأغنية وعدم إحساسي بها».

 أما عن كرم المخرج على عمله وتأثيره على نوعية العمل فيوضح: «يتحجج البخلاء على فنهم بأمور كثيرة لعدم تعاونهم معي، ويتهمونني بعدم الردّ على  اتصالاتهم الهاتفية وغيرها من أمور تافهة. يبالغون في الأرقام ليبرروا فشلهم، ووصل الادعاء عند أحدهم إلى درجة التشييع بأنني أطلب مبالغ خيالية مقابل إخراج كليب له، بينما في الحقيقة أطلب ما هو منطقي وما يناسب المادة التي أقدمها، خصوصاً أن فريق عملي كبير، وفي حال أراد الفنان التميّز لا بدّ من أن يكون الأجر مرتفعاً إلى حدّ معيّن لتكون نتيجة الأغنية المصورة ناجحة ومميزة».

يشدد الماروق على أن التقنيات لا تفقد الكليب المشاعر والأحاسيس، «من الخطأ الاعتقاد أننا كلما قلّصنا المعدّات والتقنيات يكبر الإحساس. في بادئ الأمر شعرت بوجود حاجز بيني وبين الناس لأن أعمالي كانت غريبة، فقررت التقرب منهم من دون أن أفقد بصمتي الخاصة. لا بد من أن يدفع المخرج الشاطر الذي يهمّه مستقبل عمله أكثر من حاضره ضريبة كبيرة».

تفجر الأحاسيس

تؤكد المخرجة ميرنا خيّاط أن استمراريتها في عالم الإخراج تكمن في عدم انجرارها إلى تقليد أحد وتنفيذ عملها بضمير ومهنية، تقول: «لم أنجرّ وراء الموضة ولا أعترف بالحجة التي يستخدمها مخرجون لتبرير فشلهم ومفادها أن الجمهور يريد أعمالاً سطحية لا تحتاج إلى التفكير، وتناسوا القيم المرتكزة على احترام النفس وعين المشاهد في آن. رسمت هوية خاصّة بي، وحافظت على روح واحدة في أعمالي لكن بألوان مختلفة وأشكال متنوعة، لذلك أنا سعيدة لأني لم أخذل الجمهور بالأعمال التي قدمتها لغاية اليوم».

عن كيفية تعاملها مع الفنان تضيف: «أتعامل معه باحترام وأحاول إقناعه برأيي بطريقة غير مباشرة ومحببة. مثلاً، تقصدني فنانة تعيش حالة معيّنة وتكون أصلا اختارت أغنيتها لأنها وجدتها تحاكي مشاعرها، فتطلب منّي أن أقدمها بصورة تستطيع تفجير إحساسها وحالتها عبرها. أنصاع إلى رغبتها ولا أعارضها كي لا يأتي العمل مصطنعاً وخالياً من المشاعر».

أما عن التقنيات وإمكان تفريغ الكليب من النبض بالإحساس توضح: «لا أسعى في أعمالي إلى إبراز «عضلاتي» بل إلى إيصال فكرة جميلة سهلة وراقية إلى المتلقي، لذلك أستخدم التقنيات بشكل مبطّن وتصبّ في مصلحة العمل ككل».

back to top