«مسيرة كرامة وطن»... ضرب واعتقالات
• إصابة 64 واعتقال 21 أبرزهم الطبطبائي• «الداخلية»: لن نسمح بالمسيرات مهما كانت الأسباب
قبل أن تلتئم مجموعات محاور "مسيرة كرامة وطن" الثلاث في نقطة التلاقي بساحة الإرادة للانطلاق فيما بعد بتظاهرة موحدة تجاه قصر السيف احتجاجاً على مرسوم تعديل آلية التصويت في الانتخابات النيابية، نفذت وزارة الداخلية وعودها بعدم السماح بإقامة المسيرات، فواجهت حشود المتظاهرين بسيل من القنابل المسيلة للدموع والضرب المبرح ما أسفر عن إصابة العشرات واعتقال عدد كبير منهم.وشهدت أمس مناطق التجمعات التي حددها المشاركون منطلقاً لمسيراتهم، التي دعت إليها أغلبية مجلس 2012 المبطل وبعض المجاميع الشبابية، وهي بالقرب من قصر نايف وفي محيط قصر العدل وحديقة البلدية وبالقرب من برج البابطين، عمليات كر وفر بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين احتشدوا بالمئات في تلك المراكز قبل أن يبدأ تفريقهم بالقوة.وتحت وطأة الإجراءات الأمنية المشددة، لجأ المتظاهرون الى "خطة بديلة" قضت بالتجمع في باحة أبراج الكويت التي قصدها آلاف المتظاهرين من أماكن التجمع الثلاثة وسط مطاردات من العناصر الأمنية التي أغلقت الطرقات داخل مربع أمني امتد من شارع الخليج إلى الأماكن الداخلية التي حددها المنظمون كمراكز تجمع للانطلاق بمسيراتهم. وفي نقطة التجمع الأساسية، التي كانت مقررة للدائرتين الثانية والرابعة أمام برج التحرير بالعاصمة، نجحت القوات الخاصة في فض حشود المتجمهرين، مستعملة القنابل الصوتية ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين.وكانت القوات الخاصة فاجأت المتظاهرين عند الساعة السادسة والنصف مساء أمس بإطلاق القنابل الصوتية التي أثارت الرعب بينهم ونجحت في تفريقهم، بعد أن منحتهم فرصة لفض التجمع أمام برج التحرير وقصر نايف، حيث رفض النائب السابق وليد الطبطبائي ذلك، فقام رجال الأمن باعتقاله على الفور.وكان عند برج التحرير النواب السابقون جمعان الحربش ومبارك الوعلان وحسين الدوسري إضافة إلى مئات المواطنين، ومنعت قوات الشرطة المواطنين والصحافيين من الوصول إلى شارع الخليج للالتحاق بالمسيرة عند أبراج الكويت، كما أغلقت كذلك الطرق المؤدية إلى ساحة الإرادة. وأخيراً تم استقدام قوات من الحرس الوطني أعطت فرصة للمحتشدين في ساحة الإرادة عند الساعة العاشرة لفض التجمع أو استخدام القوة، فاستجاب المتظاهرون وكان بينهم النائب السابق محمد هايف وعضوا المجلس المبطل خالد شخير وعبدالله الطريجي، وأعلن بعد ذلك هايف انتهاء المسيرة ودعا أبناء الدائرة الرابعة إلى الحضور إلى ديوانه مساء اليوم تضامناً مع النواب والشباب المحتجزين.وبينما علمت "الجريدة" من مصادر طبية أن عدد المصابين 64 نقل منهم 16 إلى المستشفيات يعانون كسوراً في اليدين، كشفت مصادر أمنية لـ "الجريدة" أن عدد المعتقلين بلغ 21 أبرزهم النائب السابق د. وليد الطبطبائي.وفي وقت لاحق من مساء أمس، أصدرت وزارة الداخلية بياناً أوضحت فيه أن مجموعات من المتجمهرين تعمدوا الخروج بمسيرات شملت المناطق التجارية وسط العاصمة وقرب أبراج الكويت بشارع الخليج العربي غير عابئين بالتعليمات والإرشادات بحظر تلك المسيرات.وأضافت الداخلية أن المتجمهرين رشقوا رجال الأمن بالحجارة وغيرها مما أدى إلى إتلاف عدد من المركبات الأمنية وإصابة أحد عشر رجل شرطة، مجددة تأكيدها أنها لن تسمح بأي مسيرات ولأي دواع.