ابني لا يتحمَّل اللاكتوز

نشر في 15-09-2012 | 00:01
آخر تحديث 15-09-2012 | 00:01
No Image Caption
راسلتني أخيرًا إحدى الأمهات عبر البريد الإلكتروني لتسألني عما إذا يمكن للإمساك الذي يصيب طفلها، والذي بدأ عندما انتقل من تناول حليب الرضع إلى الحليب كامل الدسم، أن يمثل علامة على عدم تحمل اللاكتوز. وأعربت عن قلقها حيال براز ابنها الصلب جدًا.

لا يسبب عدم تحمل اللاكتوز الإمساك لدى الأطفال عادة، بل يؤدي إلى آلام في البطن، وغالبًا ما يسبب طرح براز رخو أو إسهال. عندما يطور الطفل في عامه الأول فجأة البراز الصلب، قد تعتقدين أن سبب المشكلة يعود إلى التحول من حليب الرضع إلى الحليب كامل الدسم، لكن على الأرجح أن ذلك حدث من قبيل الصدفة.

من الموصى به عادة أن يتوقف الوالدان عن إعطاء الطفل حليب الزجاجة وحليب الرضع عندما يبلغ عامه الأول، ما يؤدي غالبًا إلى تناوله كمية حليب أقل (الكمية الموصى بها حوالى 440 مل يوميًا)، بالتالي تدخل جسمه كمية أقل من السوائل، ما قد يؤدي إلى صلابة البراز. في هذه السن أيضًا، تتغير وجبات الطفل الغذائية، فيبدأ بتناول الأكل بنفسه وغالبًا مل يستهلك الكثير من الكربوهيدرات (خبز، معكرونة، رز) وعدداً أقل من الفواكه والخضروات، لأنه أصبح “صعب الإرضاء”.

في هذا الإطار، غالبًا ما يؤدي ذلك إلى نوبات من الإمساك تُعالج بإضافة المزيد من السوائل، بتناول الخوخ وعصير التفاح والخوخ.

يتم تعريف عدم تحمل اللاكتوز كعدم القدرة على هضم اللاكتوز، وهو السكر الموجود في منتجات الألبان والحليب. تعود المشكلة إلى نقص في أنزيم اللاكتاز الذي تنتجه الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة.

عدم تحمل اللاكتوز ظاهرة نادرة الحصول لدى الأطفال، ولا تلاحظ عادة قبل عمر السنتين. إنها أكثر شيوعًا لدى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، الذين قد يشكون من ألم في البطن، تشنج، غازات، نفخة، وإسهال بعد تناول منتجات الألبان. في معظم الحالات، يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز حسب التاريخ الطبي وحده، وإذا اشتبه الطبيب بالإصابة به، تتم معالجته من خلال التوقف عن تناول منتجات الألبان لمعرفة إذا كانت الأعراض تتحسن.

في كثير من الحالات، يتمكن الأطفال الذين يعانون نقص اللاكتاز من تحمل بعض اللاكتوز في نظامهم الغذائي، مثل ملعقة من الآيس كريم، أو الحليب مع رقائق الفطور، فيما يختبرون الأعراض عندما يتناولون “الكثير من الحليب”. لحسن الحظ، نجد في الأسواق منتجات مثل الحليب الخالي من اللاكتوز، الذي يوفر للطفل الفيتامين D والكالسيوم الضروريين له، وهو أمر مهم جدًا خلال مرحلة الطفولة.

يجب أيضًا إعطاء المكملات الغذائية إلى الأطفال الذين لا يشربون الحليب لتلبية متطلباتهم اليومية من الكالسيوم والفيتامين D. أخيرًا، عدم تحمل اللاكتوز مشكلة تختلف عن حساسية الحليب، النادرة إلى حد ما، والتي تنتج من حساسية تجاه البروتينات في الحليب، وليس اللاكتوز. عادة ما تظهر حساسية الحليب الحقيقية في الطفولة المبكرة.

back to top