خبراء نفطيون لـ الجريدة: دول الخليج تدرس بدائل لتصدير نفوطها... ولا عزاء للكويت

نشر في 17-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2012 | 00:01
وصف خبراء نفطيون تدشين خط أنابيب نفطية من حقول حبشان بإمارة أبوظبي إلى ميناء الفجيرة بعيداً عن مضيق هرمز بأنه مشروع حيوي، وكان الأولى أن يكون مشروعاً خليجياً مشتركاً، موضحين أن هذا الأمر له دلالات سياسية.

قال عضو المجلس الاعلى للبترول السابق موسى معرفي ان التنسيق بين دول الخليج كان من المفترض أن يكون حاضرا في المشاريع المصيرية التي تهم شعوب المنطقة، متمنيا ان تكون شبكة تصدير النفط والغاز بين دول الخليج حاضرة مثل مشروع شبكة الربط الكهربائي، ولكن الامارات هي من تحدد امكانية استفادة الكويت من المشروع عبر التنسيق بين البلدين.

وعن تأخر المشاريع الاستراتيجية بين دول الخليج رغم وجود مجلس التعاون الخليجي منذ ثمانينيات القرن الماضي، اشار معرفي الى ان المنظومة الخليجية "سياسية " اكثر منها اقتصادية، مؤكدا ان التكامل لن يتوفر من دون الاقتصاد مشيرا الى مشروع الغاز بين الكويت وقطر الذي توقف بسبب مرور الانابيب في اراضي السعودية.

واوضح ان الكويت لا تتعامل مع هذه المشاريع بشكل جدي وتعتمد عملية ردود الافعال دون أي تخطيط، معربا عن اسفه لان هذه المشاريع لم تناقش او تطرح يوما ما في "الاعلى للبترول" والكويت ليس لديها تفكير بعيد المدى والدليل ما نعيشة حاليا.

مدلول سياسي

من جانبه، قال رئيس مجلس ادارة شركة عارف للطاقة وليد الحشاش ان مشروع خط أنابيب النفط من حقول حبشان بإمارة أبوظبي إلى ميناء الفجيرة يستطيع نقل ما يصل إلى مليون و400 ألف برميل من النفط يومياً وهو لا يفيد الكويت ولا يمكن ان تستفيد منه خاصة وان المشروع سيلحق به مصفاة لتكرير النفط الاماراتي.

واشار الحشاش الى ان هذا المشروع يعد خطوة كبيرة على مستوى المنطقة والاول من نوعه لان كل انابيب النفط تتجه الى البحر الاحمر سواء من العراق او من السعودية موضحا ان هذا المشروع له "مدلول سياسي" مهم.

وقال الحشاش ان دول اخليج قبل 10 سنوات كانت تبحث خططا لتصدير النفط الى بحر العرب الا ان شيئا من هذا القبيل لم يحدث مبنيا ان دولة الامارات استشعرت اهمية هذا الامر وقامت منفردة به حيث ان هناك صعوبة للتفاهم بين دول الخليج، وهذا الامر يعتبر "حافزا" للكويت لبدء خطوات للقيام بمثل هذه المشاريع لاسيما ان الكويت وقطر هما الوحيدتان اللتان ليس لهما منفذ تصدير غير مضيق هرمز.

وطالب الحشاش المجلس الاعلى للبترول في الكويت كونه المسؤول عن رسم السياسات النفطية ان يبادر الى طرح مثل هذه المشاريع لكي لا يكون "كرت" مضيق هرمز قويا بيد إيران التي تستمر دائما بتهديدها باغلاقة.

مشاريع مكلفة

وعلى صعيد متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة إيكاروس للخدمات النفطية سهيل بوقريص ان دراسات عدة انجزت في فترة الثمانينيات من القرن الماضي لمد انابيب عبر البحر الاحمر الا انها لم تر النور اضافة الى تعطل استيراد الغاز القطري للكويت لاسباب سياسية وجميعها تجارب تشير الى ان من الصعب اتمام أي مشروع مشترك بين دول الخليج لتصدير النفط.

واشار بوقريص الى ان مثل هذه المشاريع تعتبر مكلفة جدا بحكم المسافة بين الكويت والامارات اضافة الى انها ستأخذ فترة طويلة للانجاز تصل الى 5 سنوات مبينا انها "صعبة عمليا ولكنها سهلة فنيا".

وقال ان هناك عائقا يواجه الكويت في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الداخلية وهو الاوضاع السياسية غير المستقرة التي عطلت الكثير من هذه المشاريع واقرب مثال على ذلك مؤسسة خطوط الطيران الكويتية، متسائلا: اذا كانت المشاريع الداخلية وهي ذات اهمية لم تنجز فكيف ينجز مشروع خارجي مكلف ماديا.

أولويات استراتيجية

من ناحيته، قال الخبير في استراتيجيات النفط المهندس الشيخ فهد الداود الصباح ان ايران قد لا تفكر في اغلاق مضيق هرمز، من منطلق أنها تستفيد منه بدرجة كبيرة، أو تجنباً للاشكاليات القانونية المرتبطة بهذا الاغلاق، ولكنها يمكن ان تعوق حركة المرور في المضيق، من خلال المبالغة في الاجراءات الرقابية والتفتيشية للناقلات النفطية الأمر الذي من شأنه ان يؤدي الى اختناق الحركة ويعطل تدفق النفط.

وذكر الشيخ فهد الداود ان هناك خبراء تحدثوا عن إمكانية مد خط الخليج "الكويت الفجيرة" كأحد الحلول الاستراتيجية حيث تبلغ المسافة بين الكويت والفجيرة نحو 1480كلم، وهو ليست امتدادا كبيرا، مما يدعم امكانية بناء خط يشمل الخليج بكامله، خاصة وأن هناك دولاً مثل روسيا لديها أنابيب نفطية تمتد عبر آلاف الكيلومترات، على الرغم من الطبيعة الصعبة والتضاريس الوعرة هناك، وذلك على عكس الطبيعة الممهدة التي تتمتع بها دول الخليج من الكويت للفجيرة، حيث الأرض الرملية المسطحة بدون عوائق أو تضاريس جبلية وعرة.

وقال الداود ان هناك حلاً آخر يتمثل في توفير بدائل استراتيجية لنقل الصادرات النفطية الخليجية عبر اليمن من خلال مد خط أنابيب من حقول النفط السعودية الى ميناء المكلا في محافظة حضرموت، ويمتد الأنبوب مسافة تراوح بين 350 و400 كيلومتر من داخل حقول النفط والغاز في منطقة الربع الخالي جنوب السعودية، الى الشاطئ الجنوبي لليمن في حضرموت، على ان يكون هذا الخط مقدمة لانشاء مشروع ربط إقليمي خليجي داخلي ينتهي بمنافذ استراتيجية على سواحل الدول المطلة على خليج عمان وبحر العرب، وذلك من خلال ستة طرق: الأول نقل النفط السعودي عبر ميناء الفجيرة الإماراتي المطل على خليج عمان، والثاني: عبر خط السعودية – الامارات - عمان، والثالث: عبر خط السعودية - عمان، والرابع: خط السعودية – الإمارات -اليمن، والخامس: خط السعودية - اليمن، والسادس: خط أنابيب الكويت –السعودية – الإمارات – عمان - اليمن.

back to top