الكلمات أم الألحان... أيهما يصنع نجاح الأغنية؟

نشر في 10-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 10-10-2012 | 00:01
No Image Caption
 تؤدي الكلمة واللحن دوراً أساسياً في نجاح الأغنية لا يقلّ عن دور المغني، لكن قد يصيب أحد هذه الأركان خلل ما، سواء لضعف في الابتكار أو عدم حرفية، ما قد يدفع الركنين الآخرين إلى الاجتهاد لتغطية النقص وظهور أغنية يقبلها الجمهور. من هنا نسأل: أين يكمن ثقل الأغنية الأساسي؟ وهل يتفوّق عنصر على آخر في صناعة الأغنية ونجاحها؟
«الجريدة» طرحت هذين السؤالين على مجموعة من الملحنين والشعراء وحصدت الأجوبة التالية.
يرى الشاعر ساهر أن نجاح الأغنية رهن بموهبة الشاعر والملحن، فالتلحين موهبة كذلك الشعر، والأمر يختلف من شخص إلى آخر، «فإذا كُتب الشعر بصورة سليمة ومتميزة وبشكل معين فيجب أن يتعامل الملحن مع هذه الجملة الغنائية وهذه الكلمة بصورة صحيحة»، مؤكداً أن الكلمة المتميزة هي التي تفرض نفسها على اللحن أياً كان.

يضيف: «عندما يختار الملحن كلمة جميلة وتلهمه بلحن جميل، يستطيع الوصول إلى القلوب مباشرة، لكن قد يحدث العكس فعندما يختار الملحن كلمة ضعيفة ربما ينعكس هذا الأمر على جودة التلحين ويؤدي إلى انحداره إن صح القول».

يؤكد ساهر أننا «يجب ألا نقسو على التلحين إذ له أهمية كبرى لا يمكن أن ننساها، رغم ذلك تبقى الكلمة وكتابة الشعر في المرتبة الأهم وأقوى من التلحين، مع العلم أن كليهما يكملان بعضهما البعض».

في ما يتعلّق بالناحية الفنية لكتابة القصيدة والصعوبات التي تواجه الشعراء في كتابة نص غنائي جيد، يوضح ساهر: «لا أعتقد أن الأمور تقاس بهذه الطريقة، ولا دخل للصعوبة في هذا المجال، ذلك أن الشاعر الموهوب يبدع نصاً يتماشى مع روح العصر وذوق الجمهور».

اختلافات كبيرة

 يشير الشاعر بدر بروسلي إلى أن الصعوبة تطاول كتابة الشعر والتلحين في آن، ويقول: «في الحقيقة، الشعر والتلحين عالمان يصعب شرحهما ووضع أحدهما في مكانة أرقى من مكانة الآخر، ولا يمكن لأحد أن يميز أيهما أصعب، لأنهما يحتاجان إلى جهد ووقت ودقة في العمل. لكن عموماً، تتحكم في مدى نجاحهما موهبة الشاعر أو الملحن وقدرته على إيصال أفكاره  بطريقته الخاصة».

يضيف: «ثمة متخصصون في كتابة الشعر من كبار الشعراء لا يمكن أن نقارنهم بشعراء آخرين أو شعراء غير متمرسين، كذلك الأمر في التلحين، ثمة أباطرة لا يمكن أن نقارنهم بغيرهم من الملحنين، ويقع الاختلاف هنا في الاجتهادات الفردية والمواهب التي تختلف من شخص إلى آخر».

يشير بورسلي إلى أن الأهمية بين الكلمة واللحن متفاوتة ولا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر، «اللحن من دون شعر هو لحن منفرد ومستقل، لكن عندما يندمج بالكلام يكتسب نكهة خاصة ويصبح جميلاً، فاللحن وسيلة تجميلية وتعبيرية بالنسبة إلى الكلام ولا يمكن الاستغناء عنه. من هنا، اللحن والشعر مهمان في الأغنية ولا يجوز تفضيل أحدهما  على الآخر».

الكلمة الأساس

الكلمة هي الأساس في الأمور كافة بحسب الملحن سليمان الملا، ويضيف: «اللحن هو الأهم والكلمة هي الأساس في بناء الأغنية الناجحة، لكن أحياناً تضيف الاجتهادات لدى الملحن نكهة مميزة إلى اللحن، وبالتالي إلى الأغنية، وقد يبتكر جملة لحنية ويركّب الكلمة المناسبة عليها، لكن لا يخفي ذلك دور الكلمة، فهي الأساس في كل شيء».

يعترف الملا بأن الكلمة تحتاج إلى دمج مع اللحن لتضفي إبداعاً على الأغنية، ويضيف: «الملحن المتمرس والمحترف يستطيع أن يدمج الكلام واللحن بصورة رائعة، لكن إذا كان الملحن غير قادر على هذا الدمج فسيقع في خطأ كبير، حينها قد يفشل في ترجمة الكلمات التي تبقى هي العنصر الأهم».  

يوضح الملا أن «نجاح الأغنية يعود بشكل أساسي إلى اجتهادات شخصية في كيفية التعامل مع اللحن والكلمة، ثمة شعراء متميزون وملحنون محترفون قادرون على إنتاج أغنية تستمرّ مع الأجيال لأنها تحاكي بكلماتها وألحانها العصور كافة ولا تتقوقع في مفهوم معين وقالب محدد».

back to top