جيم أوفر... هل ظلم يسرا؟ يسرا: اعتدت الهجوم المسبق على أعمالي

نشر في 22-06-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-06-2012 | 00:01
أثار الهجوم الشرس الذي تعرضت له يسرا بسبب طريقتها في الغناء والرقص الشعبي في فيلم «جيم أوفر» تساؤلات حول هدفها من أداء هذا الدور، هل رغبة في تغيير نمط الأدوار التي اعتادت عليها منذ أعوام أم لإثبات أنها ما زالت قادرة على أداء أدوار متنوعة؟

منذ عرضت أغنية «حقي برقبتي» ضمن أحداث فيلم «جيم أوفر»، إخراج أحمد البدري، انهالت الاتهامات على مواقع

الـ «فايسبوك» و{تويتر» و{يوتيوب»، ضد بطلتيه يسرا ومي عز الدين، بسبب أسلوبهما وطريقتهما في الغناء والرقص الشعبي الذي وُصف بالابتذال وخدش الحياء العام، وبأنه لا يتناسب ومكانتهما الفنية.

دافعت يسرا عن أدائها في «حقي برقبتي»، مؤكدة أن الأغنية جاءت ضمن سياق الفيلم الدرامي، إذ تجسد شخصية مذيعة متسلطة وعصبية تهتم بجمالها ومظهرها الخارجي، إلا أنها فجأة تترك عملها لأجل ابنها الذي يُصر على الزواج من فتاة أقل منه في المستوى المادي والمهني، فيبدأ صراع كوميدي بينهما.

توضح يسرا أن الهجوم على الفيلم بدأ قبل عرضه، وهو أمر غير منطقي، إذ لا يجوز الحكم على عمل من خلال الإعلان عنه، مطالبة النقاد بعدم التسرع في الحكم وانتظار مشاهدة الجمهور له، مضيفة أنها اعتادت الهجوم عليها بعد كل عمل فني تقدمه، لدرجة أنه إذا لم يحدث ذلك تندهش وتشعر بأنها فشلت.

ظلم

ترى الناقدة حنان شومان أن الحكم على أداء الفنانين من خلال إعلان فيلم يعدّ تدهوراً وظلماً في حق هؤلاء، وتقول: «كم من إعلانات لأفلام بدت عظيمة وبعد مشاهدتنا لها نكتشف أنها دون المستوى والعكس صحيح، على غرار ما حدث مع فيلم «بحب السيما» الذي اتهمه البعض بالتطاول على الدين، من خلال مشاهد وردت في الإعلان القصير عنه اعتبرت خادشة للحياء، وغير ذلك من إعلانات تعطي انطباعات عن أفلام وتهدد نجاحها وتؤثر في آراء المشاهدين.

تضيف شومان: «تثير أغنية «قاضي البلاج» التي قدمها عبد الحليم حافظ في فيلم «أبي فوق الشجرة»، وعرضت بشكل مستقل، التساؤل: كيف لمطرب الرومنسية الشاب المحترم الذي قدم «أهواك» أن يقلل من مكانته ويخرج علينا شبه عار على الشاطئ ومعه مجموعة من الفتيات يرقصن؟! لكن بعد مشاهدة الفيلم فهمنا أن الأغنية ترد في توقيت سفر الأبطال إلى المصيف، ويعدّ هذا الفيلم أحد أروع الأفلام القديمة التي نشاهدها من دون ملل».

توضح شومان أن مسألة تقييم أغاني الأفلام مرتبطة بمسار الأحداث وتوظيفها بشكل مناسب: «يمكنني الحكم على أغنية يسرا في حال كانت منفصلة، لكن هي هنا ضمن أحداث تسبقها وأخرى تليها لشخصية قد تكون عصبية أو مجنونة ولا نعلم طبيعتها لذا يصعب الحكم عليها من دون مشاهدة الشخصية نفسها على الشاشة».

أغنية دعائية

يشير الناقد نادر عدلي إلى أنه سبق ليسرا أن قدمت محاولات للغناء بدأتها في فيلم «دانتيلا» مع إيناس الدغيدي، وتبعتها مجموعة من التجارب، لذا يراها أغنية دعائية.

يضيف عدلي أن يسرا لم توفّق في أغنيتها الجديدة لأسباب أهمها أن صوتها ليس طربياً ولا شعبياً، إلى جانب أنها ليست مطربة بالمعنى الدقيق وتفتقد إلى الأداء الممتع الذي عرفت به سعاد حسني، فهذه الأخيرة كان صوتها يتميز بحيوية دفعت الجمهور إلى الاستماع إليها على رغم أنها لم تكن مطربة أيضاً.

يشير عدلي إلى أنه بصرف النظر عن هذه الأغنية غير اللائقة فإن الفيلم يُسحب من رصيد يسرا كنجمة لها وزنها الفني الثقيل، كذلك لا يضيف إلى تاريخها الفني الطويل بل يشوّهه.

رغبة في التغيير

تحمّل الناقدة ماجدة موريس منتج الفيلم أحمد السبكي الشكل الذي خرجت به يسرا ومي عز الدين، وتعلل قبول يسرا الدور برغبتها في التغيير، موضحة أن إرادة النجم في تغيير اللون الذي حُصر فيه فترات طويلة قد توقعه في مطبّات إلى درجة تجعله يظهر في مستوى أقل من الذي اعتاد عليه المشاهد، لذا من الطبيعي أن يندهش الأخير من الإطلالة الغريبة التي خرج بها نجمه، علماً أن الأخير يقصد إثارة هذا الشعور لدى الجمهور كونه لا يعمل في فراغ، مشيرة إلى أن مشكلة السينما اليوم أنها تقدم كماً محدوداً من الأفلام، لذا فمن تتوافر أمامه فرصة للمشاركة لا يتردد في قبولها، مهما كانت درجة غرابتها واختلافها عن طبيعة أدواره السابقة.

تضع موريس «حقي برقبتي» ضمن قائمة مغامرات النجوم، وتشبه يسرا بأشخاص عاديين يرغبون في تغيير وتيرة حياتهم فيتجهون إلى خوض تجربة أو مغامرة غير محسوبة العواقب، «لكن لا يعني ذلك أن على النجم أن يحسب خطواته لأنه لو فعل ذلك سيفقد روح المغامرة».

الناقد عصام زكريا يؤكد أن «حقي برقبتي» أغنية عادية ومن نوعية الأغاني والأفلام التي تقدمها سينما السبكي واستحوذت على هذا الموسم، حتى إذا كانت مبتذلة فأفضل وسيلة للقضاء على هذه الأعمال الهابطة هي التجاهل، لكن أن يتابعها الناس ويستمتعون بها ثم يعلّقون بأنها غير لائقة بمكانة النجمة أو حتى بالذوق العام، فهم بذلك يدفعون القيمين عليها إلى الاستمرار لأنهم حققوا الجماهيرية التي يريدونها، وهذا ما يثير الدهشة فعلاً.

يشبّه زكريا ما تعرض له الكليب من هجوم بما تلقاه سنوياً دراما رمضان؛ فيسخر المشاهدون من مسلسلات تحتوي على ألفاظ بذيئة ولكنهم يتابعونها بشغف من بدايتها حتى نهايتها، ثم يقولون إنها لا تتفق وشهر رمضان الكريم.

يضيف زكريا أن «جيم أوفر» لا يعتبر نقلة أو خطوة رئيسة في حياة يسرا الفنية، إنما فيلم كوميدي خفيف سيوضع ضمن مجموعة أعمال قدمتها سابقاً.

back to top