الجدل يحتدم مجدداً بين الإمارات و«الإخوان»

عاد الجدل ليحتدم مجدداً بين الإمارات العربية المتحدة وجماعة "الإخوان المسلمين"، هذه المرة على خلفية تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد التي اتهم فيها الجماعة بالتآمر على حكومات المنطقة، قائلاً إن فكرها "لا يؤمن بالدولة الوطنية".

وانتقد القائم بأعمال رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لـ"الإخوان المسلمين" في مصر، عصام العريان أمس، تصريحات آل نهيان، مستنكراً ما ورد فيها من "اتهامات".

وكتب العريان على صفحته في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي مخاطباً الوزير الإماراتي: "لعل الذكرى تنفع المؤمنين، فقد قال الإمام الشهيد حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) عام 1954 إن "الفكرة الوطنية صارت حرزاً مهماً واضحاً في الفكرة الإسلامية، وإن الذين يظنون أن اﻹسلام يهدم الوطنيات مخطئون، ﻷنه يفترض على أبنائه حماية أرضهم، والذين يظنون أن اﻹسلام عصبية خطيرة على العالم مخطئون ﻷنه أخوة توحد بينهم وتسوي صفوفهم، والذين أدركوا الإسلام حق اﻹدراك علموا أنه بحق صيانة للوطن".

وكان الشيخ عبدالله بن زايد قال خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأوكراني كوستيانتين هريتشينكو في أبوظبي مساء أمس الأول، إنه يجب على دول الخليج التعاون لمنع جماعة الإخوان المسلمين من "التآمر لتقويض الحكومات في المنطقة".

وأوضح المسؤول الإماراتي: "كما تعرفون أن فكر الإخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يؤمن بسيادة الدول، ولهذا السبب ليس غريباً أن يقوم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها". وأضاف: "نحن كدول يحترم بعضنا بعضاً، ونحاول أن نقدم أفضل السبل والخدمات لمواطنينا، ونستطيع أن نتحاور مع مواطنينا بشكل منفتح وشفاف، ولكن لا نقبل أن تكون هناك أطراف أخرى تستغل انفتاح دولنا".

ومضى عبدالله بن زايد قائلاً: "لا أحد ضد أي عمل يقوم به أفراد يحترمون سيادة وقوانين الدول، ولكن هناك إشكالية عند الدول في حالة وجود تنظيم يعتقد أن هناك هيبة ومكانة وقدرة لدى جهات معينة يمكنها أن تخترق السيادة، وهذه الجهات تعترف أنها كيانات شمولية تريد أن تعتدي وتخترق أنظمة وقوانين وسيادة تلك الدول"، وتابع: "لا بد أن نتواصل مع دول مختلفة للتعاون لتوضيح وجهات النظر، هناك أخطاء ترتكب من قبل بعض الأفراد أو تنظيمات لاستغلال الدول".

ورفض آل نهيان التعليق على اعتقال السلطات الإماراتية نحو ستين شخصاً من جمعية "الإصلاح" الإسلامية المرتبطة بـ"الإخوان" في الأشهر الأخيرة بتهم "التآمر ضد أمن الدولة" وتشكيل "منظمة سرية" تريد اغتنام فرصة الربيع العربي لإقامة نظام إسلامي في الإمارات.

يُشار إلى أن مساجلات تجري منذ فترة بين المسؤولين في دولة الإمارات وبين قادة جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أبرزها بين قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان وبين الناطق باسم "الإخوان" محمود غزلان.

 (القاهرة، أبو ظبي - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)