صالح الفضالة ووأد البدون !

نشر في 14-04-2012
آخر تحديث 14-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر نعم هو وأد للأحلام والآمال بل تدمير كل معنى جميل ممكن أن نراه في عالمنا، بكل بساطة عندما تحرم من التعليم تكون "لا شيء" في زمن العلم والمعرفة والتطور، هذا ما يريده الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع "البدون"، يريد أن يجعل من الكويتيين "البدون" بشراً لا يقرأون ولا يكتبون!

بعد أن ادّعى الجهاز المركزي فتح باب التسجيل لـ"البدون" من أجل أن يعملوا في القطاع الحكومي ووضع شروطاً كثيرة أبرزها حملهم لشهادات عليا، والآن يريد أن يحرمهم من التعليم، هذا ما حدث يا سادة عندما اعتاد "البدون" أن يسجلوا أطفالهم الذين لا يحملون شهادات ميلاد بوثيقة "بلاغ الولادة"، وهي الإثبات الوحيد الذي يملكونه لأبنائهم بسبب تعسف الحكومة في إصدار شهادات ميلاد لهم، والآن وضع الجهاز المركزي شرطاً لمن يريد أن يتعلم من "البدون" أن يكون لديه شهادة ميلاد!... والمضحك المبكي أن الجهاز نفسه يرفض إصدارها لبعض "البدون" بحجج القيود الأمنية الوهمية والجنسيات غير المثبتة!

هل لكم أن تتخيلوا كيف نكون في الكويت ونتبرع لبناء كليات وجامعات ومدارس في كل بقاع الأرض وعندنا نحرم أقرب الناس إلينا، بل هم من نسيجنا، فهم كويتيون بلا هوية، ونصمت تجاه تصرفات الجهاز المركزي الذي منذ تأسيسه حتى الآن لم يقدم حلولاً ولم يسهل حياة "البدون" بل زادها تعقيداً.

ياترى ماذا يريد الجهاز المركزي من عملية "تجهيل البدون" بعد أن قام بخطوة سيئة سابقاً، فأزال ألقابهم بالبطاقات الأمنية، وأزال أسماء العوائل والقبائل منهم! هل وجد الجهاز للحل أم لتدمير ما تبقى من فتات الإنسانية مع "البدون"!

تحية إجلال وإكبار أبعثها للطلبة "البدون" الذين يتعلمون في مدارس متهالكة وبصفوف لا تقل عن 40 طالباً في الفصل الواحد ومعلمين مستواهم ضعيف نظراً لأن مرتبهم لا يتجاوز 180 ديناراً... وحينها "وين له خلق يدرس"!

رسالتي للشعب قبل النواب والحكومة ووزير التربية، هل سنقبل أن يعتدى على الدستور الذي كفل حق التعليم للجميع، وهل نقبل أن يمنع "البدون" الذين عاشوا في هذه الأرض منذ أكثر من خمسين عاماً! والوافد عندما يأتي يستطيع إدخال أبنائه للمدارس الحكومية والخاصة دون أي مشاكل! هل هذا حال أهل الكويت يقبلون ويصمتون عن تدمير مستقبل الأطفال.

رسالة أخيرة لوزير التربية الدكتور فلاح الحجرف... وزير التربية السابق أحمد المليفي مصنف بأنه معادٍ لـ"البدون" لكنه لم يحرمهم! بل قبلهم وسجلهم بوثيقة "بلاغ الولادة"، لذلك أتمنى أن يستمر التسجيل كما هو الحال في السنوات الماضية.

back to top