مهندس الديكور أنسي أبو سيف: أغلقت الباب أمام العمل في أفلام السوق

نشر في 03-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 03-12-2012 | 00:02
أنسي أبو سيف أحد أبرز مبدعي الديكور في السينما المصرية، لذا لم يكن غريباً تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.
في لقائه مع «الجريدة» يتحدث أنسي عن التكريم ومسيرته الفنية، مشيراً إلى أن مهنته هي هندسة المناظر وليست هندسة الديكور.
كيف استقبلت خبر تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائي؟

شعرت بالسعادة الغامرة لكون المهرجان لا ينسى أياً من العاملين في المجال السينمائي ويقدر مشواري السينمائي الذي أعتز به كثيراً، فالعاملون خلف الكاميرا أبطال أيضاً رغم أن الجمهور قد لا يعرفهم، لأن كلاً منا يؤدي دوره كي يخرج العمل بصورة متكاملة. عموماً، سعادتي بالتكريم لا مثيل لها، لأنه جاء في بلدي ومن أعرق المهرجانات في الشرق الأوسط والعالم العربي.

هل ترى أن مهنة مهندس الديكور مظلومة؟

أرفض وصفي بمهندس ديكور فهذا المصطلح خاطئ تماماً، لأن هندسة الديكور تعني زخرفة المكان، وهو ليس دوري. ولكن مهنتي هي إعادة بناء واقع يفترض أن تدور فيه الأحداث بما يحقق الصدق في النص. مثلاً، إذا كانت الأحداث تدور في حارة شعبية فليس من المنطقي أن أنفذها في منازل فارهة، لكن نجاح الديكور مرتبط بمدى اقتناع الجمهور به، فإذا صدق الديكور نجح مهندس المشاهد في إيصال رسالته وإذا لاحظ الجمهور اختلافا بينها وبين الواقع يكون فشل في تحقيق مهمته.

يقع على عاتق هذه المهنة عبء مهم للغاية، خصوصاً أن  التصوير الخارجي لا يفهمه سوى الخبراء لكونه يظهر تميزاً في الديكورات الداخلية بشكل أكبر.

كيف تحدد فكرة الديكور؟

أقرأ السيناريو جيداً وأركز من خلال الأحداث والشخصيات على الفكرة المراد إيصالها، ومن خلالها أبدأ في تحديد التصور الذي سأنفذه بعد رسمه. بعد ذلك، تأتي مرحلة التنفيذ، علماً أني قد أواجه عقبات في تحويل الفكرة إلى ديكور حقيقي، فتأتي مرحلة التوفيق بين الخيال والواقع للوصول إلى أقرب صورة ممكنة تحقق واقعية الفكرة التي أريدها ومصداقيتها.

متى تبدأ وظيفة مهندس المشاهد؟

يأتي دوره بعد دور المخرج. في تصوري يجب أن يكون مهندس المشاهد ثالث شخص ينضم إلى العمل السينمائي بعد المؤلف والمخرج، لتحديد مسار الأمور والنقاش في ما يتعلق بالمشاهد التي يراها غير مناسبة وتعديلها في السيناريو كي تأتي الصورة أوضح.

تعاونت مع المخرج يوسف شاهين في أكثر من عمل، فإلى أي مدى كان التوافق بينكما؟

شاهين مخرج متميز وله رؤية جيدة في أعماله السينمائية. بالنسبة إلي، موافقتي على العمل وشروعي في تنفيذه يؤكدان أني على توافق تام مع المخرج، فلا يمكن لي أن أوافق على المشاركة في العمل من دون وجود توافق بيننا في ما يتعلق بالرؤية ووجهة النظر، فضلاً عن أني لم أعتد قبول عمل لأجل الأجر فحسب، لذا أغلقت الباب أمام العمل في أفلام السوق السريعة التي لا تستهلك وقتاً في تقديمها.

أي الأفلام يستغرق وقتاً طويلاً في التحضير؟

تستغرق الأعمال التاريخية عموماً وقتاً أطول في التحضير من غيرها، نظراً إلى أنها تعتمد على مراجع تنبغي العودة إليها قبل تحديد الديكورات، بالإضافة إلى صعوبة طريقة التنفيذ التي تستغرق وقتاً أطول. مثلاً فيلم «وداعاً بونابرت» استغرق تحضيره أكثر من عام ونصف العام.

لقبت بمهندس الحارات الشعبية، خصوصاً بعد نجاحك في تصميمها من خلال فيلم «الكيت كات» وقبله «الجوع»؟

لم أقدم ديكور الحارة سوى في ثلاثة أعمال، آخرها «إبراهيم الأبيض»، وفي كل مرة كنت أصيغه بطريقة وتقنية مختلفتين، وما يجهله كثر أن منتجين ومخرجين كثراً طلبوا مني تنفيذ ديكورات لحارة شعبية بعد نجاح «الكيت كات»، لكني رفضت لأن الفكرة يجب أن تكون جديدة كي أنفذها.

بالنسبة إلي، كل فيلم يشكل حالة خاصة أتعايش معها كي أستطيع التعبير عنها بصدق، فبطبعي آخذ وقتي في التحضير للفيلم كي يخرج بصورة جيدة، ولا أعمل مع مخرجين يبدأون التصوير بعد أسبوع من التحضيرات، لأن كل مشهد يجب أن يحمل معنى ما.

هل اختلف عمل الديكور منذ بدايتك وحتى الآن بفضل التكنولوجيا؟

بالتأكيد. في ما يتعلق بالأمور الفنية سهلت التكنولوجيا نواحي كثيرة في التنفيذ، لكن لا يزال الحكم على المجهود والفكر المبذول في التصميم، والدليل أن مستوى بعض الأفلام السينمائية الأخيرة ضعيف مقارنة بأعمال أنتجت في أربعينيات القرن الماضي، رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي وصلنا إليه.

ما هو أقرب الأفلام إلى قلبك والذي تشعر أنك قدمته كما يجب؟

أتعامل مع كل فيلم جديد وكأني طالب يدخل الامتحان، وعندما أشاهد الفيلم بعد عرضه أشعر بعدم الرضا وأن كان في إمكاني تقديم أفضل مما ظهر على الشاشة. عموماً، مسألة التقييم في النهاية ليست لي، لكنها للنقاد والجمهور.

هل تشعر بالقلق على صناعة السينما؟

بالتأكيد، لا يوجد ما يدعو إلى التفاؤل. أدى المناخ العام خلال الفترة الحالية إلى تراجع الإنتاج السينمائي، فبدلاً من تقديم 60 فيلماً أو أكثر في العام أصبحنا نقدم نصف هذا العدد وبجودة أقل. أتمنى أن أكون مخطئاً وتكون الأيام والأفلام المقبلة جيدة.

وجديدك؟

بدأت في التحضير لفيلم «رسائل الحب» مع المخرج داود عبد السيد، من بطولة منة شلبي، ونبدأ تصويره قريباً.

back to top