توسّع رقعة القتال في حلب واشتباكات في أحياء دمشق

نشر في 26-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 26-10-2012 | 00:01
No Image Caption
● لجنة التحقيق الأممية تطالب بزيارة دمشق ● خامنئي: أميركا وحكومات «مطيعة لها» تؤجج النزاع في سورية

بينما يسود المواقف الدولية شبه إجماع على ضرورة إرساء هدنة قابلة للتمديد بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة خلال عيد الأضحى، لم يتوقف إطلاق الرصاص ورمي القذائف من الجانبين أمس، وذلك في معظم المناطق الساخنة في سورية، وأبرزها حلب ودمشق وإدلب وحمص.
لم تلق الأصوات الداعية إلى إرساء هدنة عيد الأضحى في سورية، آذاناً صاغية من قبل الطرفين المتحاربَين هناك مع صباح يوم أمس، فاستمرت الاشتباكات على أشدها في دمشق وريفها وحلب، إذ دخل المقاتلون المعارضون إلى حيّ الأشرفية ذات الأغلبية الكردية في شمال غرب كبرى مدن شمال سورية، كان بقي في منأى عن المعارك شبه اليومية الدائرة في المدينة منذ ثلاثة أشهر.

وأفاد أحد قاطني حي الأشرفية بأن المقاتلين المعارضين «سيطروا على القسم الشمالي وصولاً إلى الدوار الأول» الذي يقع في وسط الحي. وأضاف أنه رأى زهاء خمسين مسلحاً «يرتدون ملابس سوداء ولفوا رؤوسهم بعصبات عليها شعار لا إله إلا الله»، داخل مدرسة «في شارع مشفى عثمان حيث أقطن».

وأشار إلى أن بعض القناصة انتشروا على أسطح المباني، كما جال مسلحون آخرون «في الشوارع في سيارات مزودة برشاشات دوشكا».

دمشق وريفها

واستمرت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس، إذ تعرضت مدينة حرستا في ريف دمشق ومناطق محيطة بها وبلدات زملكا وكفربطنا وسقبا للقصف من القوات النظامية «في محاولة للسيطرة عليها»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي دمشق، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على أطراف حيي التضامن والقدم في جنوب العاصمة، حيث تدور اشتباكات دورية رغم إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة منذ يوليو الماضي.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، علماً بأنهم يحاصرون هذا المعسكر الأكبر في المنطقة منذ حوالي أسبوعين.

في هذه الأثناء، وُجد الكاهن فادي حدّاد أمس، مقتولاً في بلدة عرطوز في ريف دمشق، بعد أن اختطفه مسلّحون قبل أيام من مدينة قطنا في ريف دمشق وطالبوا بفدية مالية لإعادته.

لجنة جرائم الحرب

من جهة أخرى، أعلن أعضاء لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية أمس، أن «جرائم حرب» و»جرائم ضد الإنسانية» تحدث في سورية، مؤكدين أنهم يسعون إلى زيارة دمشق.

وصرحت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي العضو في اللجنة بأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تحدث «بالتأكيد» في سورية، مشيرةً إلى تشابهها مع جرائم حققت فيها في بلدان أخرى. وأضافت أن «مهمتي الرئيسية ستكون مواصلة التحقيق وتحديد المسؤولين السياسيين والعسكريين عن هذه الجرائم».

من جهته، أعلن رئيس اللجنة البرازيلي باولو بينييرو أن اللجنة طلبت من الرئيس السوري بشار الأسد السماح لها بالدخول إلى سورية. وقال: «نتوقع أن يستقبلنا في دمشق».

تشكك أميركي

على صعيد آخر، أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس الأول، عن تشككها حيال مشروع الوسيط الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى، معتبرةً أن هناك نقصا في المصداقية لدى النظام السوري.

من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، المعارضة السورية المسلحة إلى الالتزام بالهدنة المقترحة خلال عيد الأضحى، والتي اعتبر أن هناك إمكانية لتمديدها عدة أيام.

إلى ذلك، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمس، أن إيران تناصر الشعب السوري وتعارض أي تدخل خارجي في شؤونه متهماً أميركا وإسرائيل وحكومات «مطيعة لهما» في تأجيج الصراع في سورية.

وقال في نداء وجهه إلى حجاج بيت الله الحرام ان «الحرب الداخلية في سورية ومقتل الشباب المسلمين على أيدي بعضهم جريمة بدأت وتمّ تأجيجها من قبل أميركا والصهيونية والحكومات المطيعة لهما». في المقابل، ناشد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان أمس، طرفيّ النزاع في سورية الالتزام بوقف إطلاق النار خلال «الأضحى».

وأشار أردوغان إلى اتفاقه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائهما في العاصمة الآذرية باكو منذ نحو 10 أيام، على دعم جهود وقف إطلاق النار، ودعوة جميع الأطراف للالتزام بذلك.

من ناحيتها، دعت الصين أمس، جميع أطراف الصراع في سورية إلى الالتزام بمقترح مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للسلام الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى.

(دمشق ـ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

back to top