الدولة العميقة!

نشر في 28-04-2012
آخر تحديث 28-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 ناصر حضرم السهلي للدولة عشق خاص في قلوب أبنائها وما يشعر بهذا الشعور إلا من اغترب لأي ظرف خارج بلده، وأنا أقصد بالأبناء الذين لا ينتمون إلي أي ولاء خارجي، على عكس الذين ولاؤهم إلى بلد آخر أو شخص آخر أو حزب معين!

مفردة الدولة العميقة مفردة ذكرت في أمهات الكتب السياسية التي تعتبر مرجعاً لأهل السياسة، ويقصد بها الدولة داخل الدولة، وبمعنى أكثر عمقاً هي الجماعات التي ولاؤها لأحزابها والتي يطبقون أجندتها بالبلد الذي يقطنون فيه من أجل التوسع والهيمنة!

***

معاناة الدول الشرق أوسطية تكمن في الأحزاب التي تريد التوسع، والمشاكل التي تحدث بين الدول هي مشاكل بالأصل بين الأحزاب المتباينة، ولكن بصوتها العالي يعتقد البعض أنها بين الدول، هذه المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط كل التغيير الذي بدأ العام الماضي ولايزال هو نتاج تراكمات لعقود من تحمل غبن هذه الأحزاب التي في ظاهرها العدل والمساواة، وفي باطنها التمييز والاحتقار، وما إن تسيطر حتى نرى وجهاً غير الوجه الصبوح الذي كان يبتسم لنا!

الأحزاب خطر علينا أن نتحوط منه، وبالأخص في دول الخليج، فهناك أحزاب جعلت من دول الخليج دويلات بخرائطها الخاصة مقسمة للدول على حسب رؤيتها الاستراتيجية، ولكنها في الوقت الحالي لا تستطيع دق ساعة الحسم عندها، وهذا ما يعطي نوعاً من التخوف من ردة فعل الناس الذين لا ينتمون إلى أي حزب، والسعي منهم إلى جعل الناس يثقون بها!

وإن كانت دول الخليج جادة في جعل الخليج مقبرة للأحزاب المدمرة هو ضرب اقتصادها الذي يدعمها، وأعتقد أن دول الخليج قادرة على فعل هذا، ولكن قد يكون نوعاً من التأني وانتظار الغيب الذي قد يكون فرجاً لنا من التوسع الحزبي المخيف نحو الخليج! وإن كان البعض ينادي بالأحزاب فأنا أقول انظر إلى الدول العربية التي تسيطر عليها الأحزاب، وتدبر وتأمل ومن ثم احكم في شأنك أيها الحكيم ولا يسحرك بريق الذهب!

back to top