نجم الصحافي الثوري يلمع في دراما رمضان

نشر في 11-05-2012 | 00:01
آخر تحديث 11-05-2012 | 00:01
هل ستعيد الدراما في شهر رمضان المقبل اكتشاف دور الصحافة النزيه والحقيقي،

لا سيما أنها ساهمت بشكل رئيس في الكشف عن الفساد ومواجهة الكبار الذين يستغلون مناصبهم؟

في السطور التالية نلقي الضوء على ستة مسلسلات تتمحور حول معاناة الصحافي وتعرّضه للتعذيب من الأجهزة الأمنية، لأنه سخر قلمه لفضح الممارسات الخاطئة ودعا إلى الثورة ضد النظام الفاسد. 

في مسلسل «باب الخلق» يجسّد محمود عبد العزيز شخصيّة محفوظ زلطة، شخص بسيط يتورط في قضايا لفقها مسؤولون كبار وتطارده الأجهزة الأمنية، فتقف إلى جانبه ولاء الشريف (دعاء طعيمة)، صحافية تأخذ على عاتقها فضح الفساد المتفشي في المجتمع، لا سيما إلصاق الكبار التهم بمواطن بريء فيتحوّل كبش فداء لفساد هؤلاء.

بدوره، يقدّم المخرج محمد فاضل في مسلسل «ويأتي النهار» (بطولة فردوس عبد الحميد وعزت العلايلى) شخصية الصحافي (خليل مرسي) الذي يضحّي بالغالي والرخيص لإظهار الحقيقة، ويستغل موقعه في رئاسة تحرير إحدى الصحف لكتابة مقالات تحفّز الناس على القيام بالثورة، فتلقي مباحث أمن الدولة القبض عليه وتلفّق تهماً ضده وتتوالى الأحداث، فينشئ أحد رجال الأعمال الشرفاء جريدة خاصة يعمل فيها الصحافي لكشف الفساد وتحريض الشعب ضد النظام الفاسد.

يؤكد فاضل أن صعود نجم الصحافيين في المسلسلات سببه تزايد كمّ الصحف وتناول صحف المعارضة، خصوصاً، قضايا الناس، يضيف: «تشهد مصر اليوم كماً من المطبوعات غير مسبوق في تاريخها، وأصبح الحديث عن أي قضية لا يكتمل إلا بذكر دور الصحافة فيها».

معارضة ومستقلة

يرى المخرج نبيل الجوهري أن الصحافة المعارضة والمستقلة أدّت دوراً في توعية الناس ضد ظلم النظام السابق، على عكس ما قامت به الصحافة القومية من تضليل وخداع، لكن لا يعني ذلك أن الصحافة قادت الثورة، بل مهدت لها.

يضيف: «في مسلسل «بالأمر المباشر» أقدم دور الصحافي (أحمد عزمي) الذي يقف ضد التوريث ويحارب الفساد في بيع شركات القطاع العام، فيتعرض للتعذيب من أمن الدولة، وكلنا نعلم أن ثمة فئة من الصحافيين تحملت اضطهاد هؤلاء كي لا تفضح فساد النظام ولأنها ترفض التوريث».

بدورها، تبرز المخرجة رباب حسين في مسلسلها الجديد «قضية معالي الوزيرة» (بطولة إلهام شاهين) دور الصحافي الشريف، لأنه عضو فاعل ومؤثر في مجتمعه وليس وحشًا كاسرًا يلتهم حياة الناس الخاصة، مؤكدة أن «من الضروري التحدث عن الجانب الإيجابي في مهنة الصحافة كما نذكر الجانب السلبي فيها».

في مسلسل «أهل الهوى» (بطولة فاروق الفيشاوي وإيمان البحر درويش) يجسّد محمد لطفي شخصية الصحافي الذي يكشف قضايا الفساد، موضوع الساعة. كذلك يتطرق مسلسل «الضابط والجلاد» لدور الصحافي الشريف الذي يحاول إظهار فساد المسؤولين بمصداقية، ويركز مخرجه هاني إسماعيل على الجانب الإيجابي للصحافي.

تلوّن ونفاق

يرى السيناريست محمد الغيطي أن للصحافة دوراً في إلقاء الضوء على أوجه الفساد، لا سيما أن صحافيين دفعوا ثمن شرفهم ومواجهتهم للفساد، لذا كان على الدراما إظهار هذا الدور الإيجابي.

يضيف أن المعالجة قد تختلف من عمل إلى آخر، وقد يقع المؤلف في فخ التكرار نتيجة الاستسهال وتقديم الشكل النمطي للصحافي الشريف، «لذا علينا أن ننتظر للحكم على ما إذا كان ثمة تكرار للمعالجة أم لا».

بدوره، يوضح السيناريست مصطفى محرم أن ما يحدث هو ركوب للموجة ولعب على مشاعر الجمهور، «لا بد من أن تقع هذه الأعمال في فخ النمطية والتكرار لأنها لم تراعِ المنطق في الأحداث، بل الاستسهال هو سيد الموقف، ولأن الدراما تسير بمنطق الموجات على غرار موجة مسلسلات المخدرات والمخابرات والآن مسلسلات الثورة».

يضيف محرم أن الصحافة كان لها دور من خلال بعض  كبار الصحافيين ولم تحارب الصحافة بأجمعها النظام، وإلا أين الصحافة القومية من الفساد قبل الثورة؟

ويلفت إلى أن الجمهور لن يقتنع بهذه الأحداث غير المبررة لأنه عايش الحدث ويعرف تفاصيله وشارك فيه، بالتالي سيكتشف أي أمر غير منطقي.

السيناريست وليد يوسف ينتقد هذه الأعمال أيضاً ويتهمها بالتلون وإدعاء بطولات غير حقيقية، ويتساءل: «كيف تنقل الدراما واقعاً لم يكتمل بعد؟ كلنا يعلم أن الأحداث في تغيّر مستمر ومن الأفضل الانتظار لتكوين رؤية ووجهة نظر نستطيع تقديمها للجمهور، أما ركوب الموجة وتقديم أعمال تتضمن جزءاً من الأحداث والباقي ملفق، فهذا نوع من التجارة وليس فناً».

يدرج يوسف صانعي هذه الأعمال ضمن نوعين: نوع لم يقرأ الواقع بشكل جيد وبالتالي ستخرج الأعمال غير حقيقية، والنوع الآخر ينافق الصحافة والصحافيين حباً بهم أو خوفاً منهم، «كل منهما أساء إلى الحدث وستخرج أعماله بشكل غير واقعي».

صحافة مستقلة

تلاحظ الناقدة ماجدة خيرالله أن الأحداث تفرض نفسها على الدراما، وحديث الساعة الآن هو الثورة وما قبلها من تمهيد لها ومحاربة للفساد وصور للظلم الذي يقع على من يحاول كشف الفساد. وتقول: «من الطبيعي أن يكون للصحافة نصيب من هذا التناول، لأنها أدت دوراً من خلال الصحافة المستقلة والفضائيات التي ألقت الضوء على الفساد وساهمت في توعية  الشعب، إنما ليس ذلك بمثابة ركوب للموجة أو تكرار للأعمال، والأهم كيفية التناول والمعالجة، فعلينا الانتظار لنرى أسلوب تعامل الدراما مع دور الصحافة قبل الثورة».

back to top