جابر المبارك: المطالب العمالية مشروعة بعيداً عن الإضرار بمصالح الدولة
أكد رئيس مجلس الوزراء أن المطالب التي تطرح في بعض الجهات الحكومية أمر مشروع ومقبول، ومن واجب الجهات المعنية النظر فيها بموضوعية عادلة تراعي المصلحة العامة وتلتزم باتباع القنوات القانونية السليمة، بعيدا عن الاضرار بمصالح المواطنين ومصالح الدولة العليا.
ترأس سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء في قصر السيف صباح اليوم اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة تطورات مظاهر الإضراب والفوضى والامتناع عن العمل، والتي مازالت تشهدها بعض الجهات الحكومية.وقد حضر جانباً من الاجتماع كل من مدير عام الإدارة العامة للجمارك، ومدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية، ووكيل وزارة الصحة، ورئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، والرئيس التنفيذي، ومدير عام الإدارة العامة للطيران المدني، وعدد من كبار المسؤولين في هذه الجهات.التطورات الجاريةكما حضر أيضا جانباً من الاجتماع مجموعة من الطيارين والمهندسين العاملين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، الذين عبروا عن استيائهم من التطورات الجارية، مؤكدين أن تلك الإضرابات لا تمثل توجهاتهم ومواقفهم، معربين عن كامل استعدادهم وإخوانهم الطيارين والمهندسين وغيرهم، لتسيير الرحلات وخدمة المسافرين وتلافي المزيد من الخسائر المترتبة على المؤسسة.ومن جانب آخر، حضر أيضاً ممثلون عن قطاع المتقاعدين في الإدارة العامة للجمارك وغيرهم، للتعبير عن حرصهم على العمل في أي موقع وسد أي نقص لتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، كما حضر مجموعة من أبنائنا وبناتنا الشباب من المتطوعين للعمل في الجهات التي طالتها الإضرابات، حيث قدموا كل البيانات المتعلقة باختصاصاتهم وخبراتهم، وما يمكن أن يقوموا به من أعمال، معربين عن عميق الألم والاستياء لما طال سمعة الكويت ومصالحها ومصالح المواطنين من ضرر بالغ.وقد جرى خلال هذا الاجتماع استعراض آخر المستجدات والآثار المترتبة على استمرار الإضرابات، التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الاضرار والخسائر بمصالح المواطنين ومصلحة البلاد على وجه العموم. كما تدارست اللجنة مشاعر الاستياء الشامل التي عبر عنها المواطنون إزاء هذه المظاهر السلبية واضرارها بالمصلحة الوطنية.سد النقصوتم استعراض الجهود المبذولة والجوانب التنظيمية لعميلة الإحلال وسد النقص في الجهات التي تتعرض للاضراب، بهدف تسيير مصالح المواطنين وخدماتهم وتجنب الاضرار بمصالح الدولة، وذلك في ظل الفزعة الكويتية التي تجسدت بمبادرة العديد من المواطنين والشباب في مختلف القطاعات والشرائح في العمل التطوعي لسد هذا النقص، ترجمة لمشاعر المسؤولية الوطنية في خدمة وطنهم وأهلهم.وقد عبر سمو رئيس مجلس الوزراء عن عميق الفخر والتقدير لهذه الفزعة الوطنية الطيبة وما يتمتع به أهل الكويت جميعا من حس وطني معهود، مؤكدا أهمية استثمار هذه المبادرات الوطنية وحسن توجيهها لتحقيق الغايات الوطنية السامية في مختلف الميادين في الحاضر والمستقبل.كما ثمّن سموه الجهود المختلفة التي يقوم بها المسؤولون في الجهات الحكومية، بهدف معالجة الأوضاع التي ترتبت على الإضرابات وتسيير مصالح المواطنين وخدماتهم.الموقف الحكوميوشدد سموه على موقف الحكومة الحازم في مواجهة أي اضرار بمصلحة البلاد والمواطنين، مبدياً ارتياحه إزاء مظاهر التعاون وتغليب أبنائنا العاملين في الجهات الحكومية لشعورهم الوطني على المصالح الضيقة وانحيازهم لمصلحة وطنهم وأهلهم، موضحا أن ما يحكمنا في مثل هذه المسائل مبادئ راسخة وثابتة في الحرص دائما على رفض أي اضرار بمصلحة الكويت والحفاظ على مصالح المواطنين، مؤكدا حرص مجلس الوزراء على رعاية ابنائنا العاملين في مختلف الجهات الحكومية، وتوفير كل ما يعينهم على أداء واجباتهم ومسؤولياتهم في خدمة المواطنين وتحقيق مصالحهم.كما أكد سموه أن المطالب التي تطرح في بعض الجهات الحكومية أمر مشروع ومقبول، ومن واجب الجهات المعنية النظر في هذه المطالب بعين موضوعية عادلة تراعي المصلحة العامة وتلتزم باتباع القنوات القانونية السليمة، بعيدا عن الاضرار بمصالح المواطنين وبمصالح الدولة العليا، وإتاحة المجال لمظاهر العبث والفوضى التي تشوه الوجه الحضاري الذي عرفت به الكويت وأهلها.