ميدان التحرير... رائحة المصالح تفوح في أرجائه
«لم يعد الميدان يمثل الثورة»... هكذا كتب نشطاء كثيرون على صفحات مواقعهم الإلكترونية، بينما ملتحون كثيرون يقسِّمون أنفسهم على دورتين للمبيت في الميدان وجمع القمامة، التي تتزايد تلقائياً، فتتصاعد الرائحة الكريهة مختلطة برائحة المصالح، التي باتت تفوح، خصوصاً في ساعات النهار القائظ، هنا في ميدان التحرير، الذي كان اسمه يوماً «أيقونة الثورة». يتحوَّل الميدان تدريجياً، من أيقونة للثورة المصرية، إلى مكان مزدحم باللافتات، منذ تولي الرئيس الجديد مقاليد الحكم، وأمس الخميس كان اليوم التاسع للاعتصام، الذي دعت إليه جماعة «الإخوان المسلمين»، قبل أيام من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأحد الماضي، التي فاز فيها مرشحهم محمد مرسي. وكانت الدعوة إلى المليونية في ظاهرها المطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل ورفض حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب «الغرفة الأولى للبرلمان» وفي باطنها، التأكيد على صلاحيات الرئيس المنتخب، والتي بدت كأنها تتآكل بفعل «الإعلان الدستوري المكمِّل» الذي أصدره المجلس العسكري. يستشعر المعتصمون في الميدان، وهم بالعشرات نهاراً، ويزداد العدد ليلاً بحضور الأسر والأطفال، أن الاصطفاف الوطني يمر بمأزق كبير، ويتشككون من ظهور بوادر حملة إعلامية منظمة تستهدف ضرب هذا الاصطفاف، بعد أن خرجت معظم القوى السياسية من الميدان، من أجل الانتظار أمام غرف التفاهمات السياسية. نظرة عابرة على ميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية ورمزها، تؤكد أن المكان الذي شهد دماء الثوار، سقط في قبضة «الإخوان المسلمين»، التي حشدت أنصارها من مختلف المحافظات المصرية، كورقة سياسية، للضغط على القوى السياسية المناوئة، وهو ما أكده قاسم عبدالكافي، أحد نشطاء «إخوان الشرقية» المعتصمين، وقال: «إخوان المحافظات لم يغادروا الميدان كما أشيع ومكتب الإرشاد لم يصدر أية تعليمات بذلك»، مشيراً إلى أن المعتصمين يضطرون إلى تقسيم أنفسهم إلى أفواج ويتبادلون الاعتصام، تجنباً لانخفاض العدد.