حصار مسيرة «كرامة وطن 2» ينقل المواجهة إلى مشرف

نشر في 05-11-2012 | 00:29
آخر تحديث 05-11-2012 | 00:29
إجراءات أمنية مشددة أجهضت تجمعات العاصمة... وتوقيف 13 مشاركاً بتهمة مواجهة القوى الأمنية

فضت القوى الأمنية مسيرة «كرامة وطن 2» أمس بعدما حالت دون إقامتها في منطقة العاصمة، ما دفع المنظمين إلى نقل مكان التجمع إلى أرض المعارض بمشرف.

تحت وطأة الإجراءات المشددة التي اتخذتها الوحدات الأمنية في مناطق تجمع "مسيرة كرامة وطن 2"، تحولت المسيرة من أبراج الكويت إلى أرض المعارض في مشرف التي اختارها المنظمون نقطة تجمع بديلة بعيداً عن الإجراءات الأمنية المسبقة. وكانت التدابير الأمنية في بعض مناطق العاصمة أجهضت مسعى المتظاهرين في الوصول إلى أماكن التجمعات المحددة في محيط "برج أحمد" لأبناء الدائرتين الثالثة والخامسة ومحيط فندق "السفير" للدوائر الأخرى للانطلاق منهما في مسيرة إلى ساحة الأبراج على شارع الخليج العربي، علماً أن قوات الأمن حالت دون وصول المشاركين، ومنعتهم من الاقتراب من نقاط التجمع، مما حملهم على تغيير مكان التجمع. وألقت القوات الخاصة القنابل الدخانية والصوتية لتفريق بعض الذين خرقوا الطوق الأمني. ووسط هذه الإجراءات أعلن منظمو المسيرة انتقالَ التجمع إلى منطقة أرض المعارض في مشرف، فبدأ المشاركون بالتوافد إلى المنطقة وسط تجمع أمني محدود مالبث أن تضاعف مع إغلاق "الداخلية" لمداخل المنطقة ومغادرة القوات الخاصة مواقعها في العاصمة إلى نقطة التجمع الجديدة. وتوافد عند الثامنة إلا ربعاً آلاف المواطنين إلى النقطة البديلة في منطقة مشرف يتقدمهم النواب السابقون مسلم البراك وخالد الطاحوس وخالد شخير وفلاح الصواغ وفيصل اليحيي ووليد الطبطائي وسالم النملان. وترافق ذلك مع مضاعفة أعداد القوى الأمنية التي استخدم أفرادها الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، كما شوهدت طائرة مروحية تحوم فوق مناطق التجمعات الأساسية في العاصمة وأماكن التجمع البديلة في مشرف. وشهدت منطقة صباح السالم وتحديداً عند تقاطع القطعتين 9 و5 تمركزاً للمسيرة التي ردد المشاركون فيها شعارات وعبارات مثل "الشعب يريد إسقاط المرسوم" و"واحد على واحد الشعب لا يريد صوت واحد". وحاصرت قوات الأمن المتظاهرين بعد خروجهم في اتجاه جنوب السرة، وقطعت الطرقات المؤدية إلى مشرف وأرض المعارض، وحولت المرور في اتجاه طريق الملك فهد والطرقات الأخرى قبل أن تعمد إلى محاصرة المتظاهرين، الذين لجأ بعضهم إلى المناطق السكنية المتاخمة لمشرف والطريق السريع قبل أن يعلن منظمو المسيرة عند الثامنة والنصف ليلاً انتهاءها وفضها، بعدما اعتبروا أن "الرسالة وصلت بعدم القبول بالعبث بالدستور وسيادة الأمة". واستمرت التداعيات حتى بعد إعلان فض التظاهرة، إذ شهدت التجمعات في منطقة صباح السالم عمليات كر وفر مع القوى الأمنية التي حاصرت المشاركين تجنباً لوصولهم إلى أرض المعارض، وتحدثت الجهات المنظمة عن حملة اعتقالات بين صفوف المشاركين، مشيرة إلى اعتقال كل من إبراهيم الركابي الظفيري، وأحمد الركابي الظفيري، وحمود المطيري، وطلال الحسيني وسعد حوفان الهاجري. بدوره، أكد مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في إدارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد إصابة 28 شخصاً حتى العاشرة مساء، موضحاً أن أغلبهم أصيب بسبب استنشاق الغاز، وعولج في موقع الإصابات.

20 سيارة إسعاف واكبت الحدث

قامت إدارة الطوارئ الطبية بتخصيص ٢٠ سيارة إسعاف مجهزة بـ٤٠ فني طوارئ طبية وضباط مواقع، موزعة على أبراج الكويت، وساحة برج أحمد وسوق شرق والمستشفى الأمريكاني ومستشفى الأميري, وتم فتح موجة لاسلكي خاصة للحدث، وتخصيص ضباط اتصال للمستشفيات القريبة من الحدث (مستشفى الأميري- مستشفى مبارك- مستشفى الصباح) قبل أن تواكب الطوارئ الطبية المتظاهرين في موقع التجمع البديل في أرض المعارض. وقامت غرفة الطوارئ المركزية في إدارة الطوارئ الطبية بوضع عيادة ميدانية في مواقف "مستشفى الأميري"، ليتم استقبال الحالات وعلاجها وتصنيفها قبل دخولها الى المستشفى، كما قامت بوضع مقطورة كعيادة طبية مقابل المستشفى الأمريكاني، وكذلك نسقت إدارة الطوارئ الطبية مع وزارة الداخلية وإدارة المستشفيات تحسباً لأي طارئ.

منظمو المسيرة يتقدمون بإخطار إلى «الداخلية»

تقدم منظمو المسيرة بإخطار إلى وزارة الداخلية أمس جاء فيه: "بناء على المادة (44) من الدستور الكويتي التي جعلت الأصل الإباحة في التجمعات العامة الثابتة والمتحركة، وبناء على حكم المحكمة الدستورية القاضي بعدم دستورية نصوص المادتين (1) و(4) من المرسوم بقانون بشأن الاجتماعات العامة والتجمعات بشكل كلي، وعدم دستورية المواد (2) و(3) و(5) و(6) و(8) و(9) و(10) و(11) و(16) و(17) و(18) و(19) و(20) بشكل جزئي، فيما تضمنته من أحكام متعلقة بالاجتماعات العامة واستجابة لإعلان سمو الأمير بترحيبه بالمسيرات والمظاهرات وطلبه بإخطار الحكومة لتأمين وحماية المشاركين، نحيطكم علما بأننا -مجموعة من المواطنين الكويتيين- عازمون على تنظيم مسيرة سلمية يوم الأحد الموافق 4 نوفمبر 2012 من الساعة 7:30 إلى 9:30، وذلك في شارع الخليج العربي، وستكون الانطلاقة من نقطتين الأولى من الساحة الملاصقة لفندق سفير، والثانية من الساحة الملاصقة لبرج أحمد، وستلتقي النقطتان في ساحة أبراج الكويت، ولمزيد من الإيضاح برجاء الاطلاع على المخطط المرفق. لذلك يرجى منكم عمل اللازم، وإبلاغ الجهات المختصة للقيام بدورها في إنجاح المسيرة السلمية. كما نود التذكير بأن دور وزارة الداخلية يقتصر في المسيرات السلمية على الترتيب وحماية المشاركين، وأن عليها تحمل مسؤولية أي تصرف يقع خارج دائرة اختصاصها. وأخيراً، في حال عدم التجاوب مع هذا الإخطار أو ظهور بوادر لقمع المسيرة أو منعها، فإننا سنضطر إلى الإعلان عن النقاط البديلة التزاماً منا بسلميتها، ورغبة في عدم التصادم مع إخواننا في القوات الخاصة، واستفزازاتهم المتكررة".

اختناقات مرورية في مشرف

بعد إعلان تغيير مسيرة "كرامة وطن 2" من الأماكن المحددة لها سلفا والانتقال إلى منطقة مشرف مقابل الكلية الأسترالية، انفضت الجموع في منطقة بنيد القار مستقلة سياراتها باتجاه "مشرف" التي شهدت مداخلها ازدحاما مروريا كبيرا. كما شهد طريقا الفحيحيل والملك فهد السريعان اختناقات مرورية. واجتمع عدد من المواطنين في منطقة بنيد القار لأداء صلاة العشاء في مسجد بوحمد قبيل انطلاقهم إلى تجمع مشرف، حيث أدى الصلاة معهم عدد من رجال الأمن الذين دعوهم إلى فض اعتصامهم والانصراف من المنطقة.

«الإرادة» ... ديوانية بلا رواد

في مشهد لم تعتده العين منذ فترة طويلة، بدت ساحة الإرادة أمس شبه خالية من الناس، فقد حضر الأمن والإعلام وغاب المواطنون. ساحة الإرادة التي كانت بمنزلة ديوانية المواطنين في الفترات السابقة لم يطرق بابها أحد أمس، رغم انه كان مفتوحا على مصراعيه، فلم تمنع قوات الداخلية اي راغب من الوصول اليها، وبدت الساحة كأنها "مهجورة" ولم يزرها سوى رجال الأمن والإعلام. وعلى عكس الخوف الذي كان يراود من يتجه إلى نقاط التجمع الرئيسية "برج أحمد وفندق السفير"، والازدحام الذي كان عنوانا لأغلبية شوارع العاصمة، بدت ساحة الارادة أمس المكان الأكثر أمانا وهدوءا وطمأنينة في الكويت. النقطة البديلة التي اعلن عنها القائمون على المسيرة قبل نصف ساعة من الموعد الرسمي على تجمعها، والتي جعلت كل المواطنين يغيرون اتجاههم من ابراج الكويت الى أرض المعارض بمشرف، تسبب ذلك ايضا في انصراف أغلب دوريات الشرطة وسيارات القوات الخاصة التي كانت حاضرة بكثافة حتى الساعة السابعة، فغادرت جميعها باستثناء دوريتين، وبدأ فتح "شارع الخليج" شيئا فشيئا ليتنفس رواده الصعداء خلافا للاختناق المروري، الذي تحول الى مناطق أخرى قريبة من أرض المعارض.

الطبطبائي: ننتظر أحرار الكويت

قال النائب السابق د. وليد الطبطبائي: "ننتظر قوم أحرار الكويت، مصدر السلطات جميعاً"، مستطردا "الشعب يريد إسقاط المرسوم". وذكر الطبطبائي أن "المتجمهرين قاموا بطلب ترخيص للمسيرة، لكنه قوبل بالرفض من قبل الأجهزة الأمنية، معللين ذلك بأن التجمع في ساحة الإرادة فقط، ورغم ذلك تم إغلاق الساحة أيضا".

الاستعانة بـ «حرس الحدود» لفضّ التجمعات

استعانت وزارة الداخلية بقوات حرس الحدود التابعة لها، لفضّ التجمعات، ونشرت عربات مصفحة مسلحة لتأمين محيط قصري السيف ودسمان، كما وزع المنظمون كمامات على المتجمهرين، تحسباً لإطلاق قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع أو دخانية.

13 معتقلاً

بلغ عدد المعتقلين في منطقة صباح السالم 13 شخصاً. وقال مصدر مطلع داخل حركة «نهج» لـ»الجريدة» إنه تم التعامل مع خطة وزارة الداخلية بحرفية بالغة، إذ «استطعنا الالتفاف على خطة الوزارة، ففور علمنا أن رجال الأمن سيغلقون الشوارع المؤدية إلى شارع الخليج والنقاط الموجودة به استطعنا أن نحدد منطقة صباح السالم كبديل للتجمع، وخاطبنا المتظاهرين بالتوجه إلى منطقة صباح السالم، ومن ثم تجمعنا واستطعنا إيصال رسالتنا». إلى ذلك وعقب إعلان فض التجمع، حدثت اشتباكات بين القوات الخاصة والمتظاهرين الذين رشقوا رجال الأمن بالحجارة.

فريق التحرير

محمد الشرهان، وعلي حسن، ومحمد الراشد، وخالد الدوسري، ويوسف العبدالله، وعمر الراشد، وفهد الرمضان، ومحيي عامر، وعادل سامي، وجورج عاطف.

back to top