الموت يغيّب الأمير نايف بن عبدالعزيز
العاهل السعودي ينعى أخاه والديوان الملكي يعزي الشعب في وفاة ولي العهد
فقدت المملكة العربية السعودية أمس ولي عهد المملكة الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي توفي متأثراً بالمرض. ونعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخاه، الذي وافته المنية عن عمر ناهز الـ78 عاماً في أحد مستشفيات سويسرا.بعد نحو ثمانية أشهر من رحيل ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، غيّب الموت أمس، أخاه وخليفته الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي أشرف على محاربة تنظيم «القاعدة» في المملكة، عن عمر ناهز الـ78 عاماً تقريباً. وفيما أعلنت السعودية نبأ وفاة ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الذي كان يعالج في أحد المستشفيات في جنيف، نقلت وكالة الأنباء السعودية بياناً للديوان الملكي السعودي أعلن فيه أمس أن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ينعي أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم السبت خارج المملكة». وقال بيان الديوان، الذي قدم فيه التعاذي للشعب السعودي، أنه «سيصلى على الراحل بعد صلاة المغرب اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة». وكانت الأنباء تحدثت عن أن الأمير نايف كان يعالج خلال الأيام الماضية في أحد المستشفيات في جنيف من مرض سرطان الدم «اللوكيميا» وآلام في الظهر. وكان الديوان الملكي أعلن في 26 مايو الماضي سفر ولي العهد السعودي إلى خارج المملكة (جنيف) لإجراء فحوص طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر. وكانت مواقع إلكترونية خليجية نشرت خبراً في وقت سابق يؤكد أنه سوف يخضع لفحوص طبية وربما لعملية جراحية، حيث كان خضع لفحوص طبية بمستشفى كليفلاند في شهر مارس 2012. والأمير نايف هو الابن الثالث والعشرون من أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود الذكور من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وتقلد منصب ولي العهد السعودي بعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقبل ذلك كان يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 27 مارس 2009 ووزير الداخلية منذ عام 1975. وبوفاة الأمير نايف، ستشغر ثلاثة مناصب هي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية وولاية العهد، التي تولاها أواخر أكتوبر 2011 خلفاً لأخيه الشقيق الأمير سلطان، الذي توفي عن 86 عاماً في أحد مستشفيات نيويورك.تعزيات عربية ودوليةإلى ذلك، وفي الوقت الذي توالت فيه برقيات التعازي العربية والدولية على المملكة، أعلنت البحرين أمس حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم حزناً على فراق الأمير السعودي. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي بثته وكالة الأنباء البحرينية، إن «الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمر بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام داخل البلاد وعلى سفارات مملكة البحرين في الخارج»، مضيفاً أن «الأمير نايف انتقل إلى جوار ربه بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمتيه العربية والإسلامية ونصرة قضاياهماط، ومشدداً على أن البحرين تؤكد «وقوفها إلى جانب السعودية الشقيقة والشعب في هذا المصاب الجلل لتستذكر بالعرفان والتقدير بصمات الفقيد الراحل ودوره التاريخي. كما بعث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ببرقية تعزية أمس إلى الملك عبدالله، قال فيها: «لقد تلقيت بعميق الحزن وبالغ الأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف، الذي انتقل إلى رحمته تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف الجليلة كرسها لخدمة وطنه وشعب المملكة العربية السعودية الشقيق»، مضيفاً أن «السعودية والأمتين العربية والإسلامية فقدت برحيل سموه واحداً من رجالاتها المخلصين الذين عملوا من أجل رفعة بلاده وأمته وتعزيز وحدتها وتضامنها». وأعرب الملك عبدالله «باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الأليم، مبتهلاً إلى الله العلي القدير، أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه وأن يلهم والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الشقيق جميل الصبر وحسن العزاء». كما وجه الرئيس العراقي جلال طالباني مساء أمس برقية تعزية للعاهل السعودي قال فيها: «بأسى بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في المملكة». وأضاف: «نعرب من خلال هذه الرسالة لجلالتكم ولسائر أفراد العائلة الكريمة عن صادق مواساتنا وخالص عزائنا بفقدان رجل أدى خدمات جلى لبلاده، وسعى إلى تعزيز وتوثيق الروابط بين البلدان العربية والإسلامية كافة». وذكر الرئيس العراقي، الذي غادر البلاد مؤخرا في رحلة علاج: «كنا نود أن نكون إلى جانبكم لمواساتكم والإفصاح عما يعتمل في نفوسنا من مشاعر صادقة، ولكن اضطررنا إلى السفر في رحلة علاج إلى أوروبا». وبينما أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس عن حزنه لوفاة ولي العهد السعودي، قال بيان رئاسي إن سليمان تقدم إلى الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والمسؤولين والشعب السعودي بأحر التعازي في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. بدوره، بعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس ببرقية عزاء ومواساة إلى خادم الحرمين الشريفين، قال فيها إن «غياب الأمير نايف يمثل خسارة كبيرة وفادحة، ليس على مستوى الشعب السعودي واليمني فحسب، وإنما على مستوى الجزيرة والعالم العربي والإسلامي»، مؤكدا أهمية الدور الكبير الذي لعبه الفقيد سياسيا واجتماعيا وخيريا، وفي مجالات أخرى في كل ما يهم الأمة العربية والإسلامية. وأشار هادي الى ان الفقيد كان قريباً من هموم وتطلعات الشعب اليمني نحو الخروج من الأزمة والمحنة التي يعانيها منذ نشوب الأزمة مطلع العام الماضي وقبل ذلك، وكانت له مواقف مشهودة من اجل نصرة اليمن في مختلف الظروف والأوقات والمحافل الإقليمية والدولية. في غضون ذلك، وبينما قدم الرئيس الأميركي باراك أوباما تعازيه للسعوديين، أعرب نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند عن «تأثره» بوفاة ولي العهد السعودي، مؤكدا أن فرنسا «خسرت صديقا» وفق بيان للاليزيه. وأورد البيان أن «السعودية خسرت رجل دولة طبع نهضة هذا البلد، وساهم بشكل حاسم في امنه وفي التصدي المشترك للارهاب»، مضيفاً ان الأمير نايف «ساهم ايضا بشكل حاسم في تعميق العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية، ومعه، تخسر فرنسا صديقا اقامت معه شراكة واسعة». ووجه هولاند الى العاهل السعودي وعائلة الأمير نايف والشعب السعودي اصدق تعازيه. (الرياض- كونا، واس، أ ف ب، يو بي أي، رويترز) مصر تعزي... ووفد رسمي في التشييععبَّر رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري، في برقية بعث بها الى الملك السعودي، عن خالص عزاء الحكومة المصرية للمملكة وللشعب السعودي «في وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية ولي العهد الأمير نايف». وقال الجنزوري، «إن مسيرة الفقيد ستبقى في ذاكرة أمته العربية والإسلامية»، مشيداً بدور الراحل في تعزيز العلاقات المصرية- السعودية ودوره كرجل دولة له مكانته الدولية. في غضون ذلك، وجه مصدر مسؤول في تصريح لـ«الجريدة» العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في الفقيد، مشيراً إلى أن «مصر ستشارك بوفد رسمي في تشييع جثمان الأمير نايف رحمة الله عليه» اليوم.الرئيس التونسي يعزيقدم الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي تعازيه الحارة إلى الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بوفاة الأمير نايف ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة. وقالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية، في بيان وزعته مساء أمس، إن الرئيس المرزوقي اتصل هاتفياً بالملك السعودي، وأعرب له «باسمه وباسم الجمهورية التونسية حكومة وشعباً، عن أحر التعازي لهذا المصاب الذي تلقاه رئيس الجمهورية ببالغ الأسى وعميق التأثر». وأضافت، في بيانها، أن المرزوقي أعرب أيضاً في هذا الاتصال عن «مشاعر المواساة والتعاطف مع الشعب السعودي الشقيق، راجيا من العزيز القدير أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يرزق الشعب السعودي جميل الصبر في هذا المصاب الأليم». (تونس- يو بي أي)ميقاتي يشارك في التشييعمن المقرر أن يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة باسم الدولة اللبنانية في الصلاة على جثمان ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأعلن مكتب ميقاتي أن رئيس الحكومة تقدم بالتعازي من الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ومن قيادة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي بوفاة ولي عهد المملكة. (بيروت- يو بي أي)