تضيّق الشريان السباتي... علاجان مناسبان
تتوافر علاجات جراحية وغير جراحية للحؤول دون الإصابة بسكتة دماغية. يمكن للأسباب ذاتها التي تسدّ شرايين القلب أن تعوق جريان الدم في الشرايين السباتية في العنق، مرض يُعرف بتضيّق الشريان السباتي. وقد يؤدي هذا التضيّق إلى الإصابة بسكتة دماغية.
تحتاج عوارض السكتة الدماغية الوشيكة إلى علاج للحد من هذا الخطر. يقضي أحد الخيارات المتوافرة بفتح الشريان وإزالة ما يسده (تُعرف هذه الجراحة باستئصال بطانة الشريان). لكن يتوافر خيار آخر أقل تعقيداً يُدعى دعامة الشريان السباتي ويشمل إدخال قثطرة في شريان في منطقة الأربية والتقدم بها إلى الشريان السباتي، ثم فتح الانسداد بواسطة بالون ووضع دعامة (قفص سلكي) فيه لإبقائه مفتوحاً.وبفضل دراسة Carotid Revascularization Endarterectomy versus Stenting Trial (تجربة CREST، وهي مقارنة بين جراحة إعادة توعية الشريان السباتي واستئصال بطانته وتركيب دعامة لهذا الشريان)، ندرك أن كلا الخيارين آمن وفاعل. يذكر الدكتور غاد مارشال، طبيب أعصاب في مستشفى Brigham and Women"s Hospital التابع لجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام: «يؤكد تتبع نتائج تجربة CREST طوال سنتين مدى آمان الطريقتين ونجاحهما».
دعامةفي جراحة استئصال البطانة، يُفتح الشريان ويُزال الانسداد. أما عند تركيب الدعامة، فتُدفع الكتل التي تعيق جريان الدم جانباً ويُفتح الشريان بواسطة دعامة.في دراسة CREST، كان معدل الإصابة بسكتة دماغية أعلى بين مَن خضعوا لتركيب دعامة (4.1%)، مقارنة بمن خضعوا للجراحة (2.3%)، رغم ذلك عانى أقل من 1% من المشاركين في كلتا المجموعتين سكتة دماغية كبرى.ولكن بما أن جراحة استئصال البطانة تزيد الضغط على القلب، فلا عجب في أن يكون معدل الإصابة بنوبة قلبية أعلى معها، مقارنة بتركيب دعامة (2.3% مقابل 1.1%). لكن هذا المعدل يُعتبر منخفضاً جداً في كلتا الحالتين.يُشار إلى أن هذين الحلين لا يؤثران في تقدّم المرض. نتيجة لذلك، يبقى الخوف من تضيّق الشريان مجدداً قائماً. وقد تبين في دراسة CREST أن معدل عودة التضيّق في كلتا المجموعتين كان أقل من 6%، أي أدنى بكثير من المتوقع لو أن المريض تُرك من دون علاج.عوارض السكتة الدماغية الوشيكة اطلب من أحد الاتصال بالإسعاف فوراً إن...● شعرت بضعف مفاجئ أو فقدت الحس بأحد جانبي جسمك.● فقدت فجأة البصر في إحدى عينيك أو كلتيهما.● شعرت بصعوبة مفاجئة في النطق. اختيار العلاجتكون جراحة استئصال بطانة الشريان السباتي عادةً آمنة وفاعلة، شرط أن تلجأ إلى جراح ماهر يتمتع بخبرة واسعة ومركز طبي تتوافر فيه الأجهزة والمعدات الضرورية كافة. أما تركيب دعامة في الشريان السباتي، فغالباً ما تُعتبر الخيار الأفضل إن كان المريض لا يتحمّل الخضوع لجراحة كبرى. يوضح الدكتور مارشال: «ننصح المريض باستشارة طبيب مختص، ويُفضّل أن يكون طبيب أعصاب متخصصاً بالسكتات الدماغية. عليه أن يناقش معه الخيار الأفضل لحالته».لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى خيار ثالث: علاج طبي لتفادي عوامل الخطر الكامنة يترافق مع تغييرات في نمط الحياة. يوضح الدكتور مارشال: «قد يكون هذا العلاج بالفاعلية ذاتها، تماماً مثل الجراحة والدعامة، مساعداً المريض على تفادي الإصابة بسكتة دماغية وعواقبها الخطيرة».