«عشيرة» حسن البنا تتمرد على جماعته

نشر في 02-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 02-12-2012 | 00:01
رشوان: عدم وفاء «الإخوان» بتعهداتهم وراء تراجع شعبيتهم
فجر الإعلان الدستوري، الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي، وما تلاه من إصدار المسودة النهائية للدستور فجر أمس الاول، ودعوة الرئيس الشعب إلى الاستفتاء عليها في 15 ديسمبر الجاري، موجة غضب في الشارع المصري، فبينما خرجت التظاهرات في عدة مدن مصرية لرفض القرارات "الدكتاتورية" لمرسي وجماعته، انضمت إليها مدينة دمنهور (200 كلم من القاهرة)، مسقط رأس حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حيث شهدت المدينة اشتباكات عنيفة، الأسبوع الماضي بين مؤيدي ومعارضي "الإعلان الدستوري"، أسفرت عن مقتل الشاب الإخواني إسلام فتحي وإصابة نحو 76 متظاهرا.

مدينة دمنهور، التي كانت تُجل الإمام البنا، وتعتبر منزله الموجود حتى الآن مزاراً تاريخياً وشاهداً على ميلاد الجماعة، أصبحت أخيراً إحدى قلاع الثورة والعصيان ضد حكم الإخوان والرئيس مرسي، ما أعاد للأذهان التاريخ النضالي للمدينة التي ثارت على الفرنسيين، وانتصرت عليهم أثناء حملتهم على مصر (1798 – 1801)، وبعد الهزيمة أمر قائد الحملة نابليون بونابرت بإبادة سكان المدينة وحرقهم أحياء في بيوتهم.

واكتست دمنهور بالصبغة الإخوانية منذ بزوغ نجم البنا فيها، واعتبرها بعض المحللين أحد أكبر معاقل جماعة الإخوان في مصر، وبدا ذلك بوضوح أثناء انتخابات مجلس الشعب عام 2005، التي خاضت فيها "الجماعة" معركة انتخابية شرسة لتدعيم مرشحها جمال حشمت، إلا أن المقعد البرلماني آل لمنافسه مرشح الحزب الوطني مصطفى الفقي.

وتعقيباً على هذا التحول، قال الكاتب والمترجم اليساري المقيم في دمنهور سيد إمام: "الثورة زادت وعي الجماهير وجعلتهم يندمجون في الحياة السياسية، كما أفسحت المجال لأحزاب وحركات سياسية جديدة زاحمت جماعة الإخوان، وكانت انتخابات الرئاسة السابقة خطاً فاصلاً، حيث حصد المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي غالبية أصوات المدينة، مؤكداً في تصريحات لـ"الجريدة" استمرار حالة الاحتقان في دمنهور بسبب الإعلان الدستوري.

واكد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان حدوث تغيير واضح في أماكن النفوذ الإخواني بمصر، لافتا في تصريحات لـ"الجريدة"، إلى أن تراجع شعبية جماعة الإخوان سببه عدم وفائهم بتعهداتهم الانتخابية، وهذا غير قاصر على دمنهور، بل في العديد من المدن المصرية صاحبة التاريخ الإخواني، وما حدث في انتخابات الرئاسة ليس بعيدا، فقد صوتت الإسكندرية لصالح حمدين صباحي في الجولة الأولى، والبحيرة لصالح أحمد شفيق في الجولة الثانية.

back to top