تدمير تيماء

نشر في 05-05-2012
آخر تحديث 05-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر بإحساس العاجز كنت أرى تيماء الكرامة تدمر، وبألم العاشق كنت أرى تيماء الحرة تستباح، وبضعفي ابتعدت عن ساحة الحرية والكرامة بعد أن دمرتها الآليات العسكرية المصفحة والعربات المجنزرة! وكأنهم في ساحة قتال وليس بين بيوت أناس مسالمين عاشوا لعقود من الزمن خائفين صامتين عن حقهم، بل حتى لما استفاق أبناؤهم للمطالبة بحقوقهم لا يزال آباؤهم يعيشون الخوف والرعب وأحياناً يمنعونهم من الخروج للمطالبة بحقوقهم!

لا ألوم آباءهم ولا ألومهم على الرعب والخوف، لأن إجراءات "الداخلية" غير مسبوقة في تاريخ الكويت، لقد رأينا كناشطين ومعنيين في هذه القضية وشاهدناه بأعيننا، من تدنيس للمساجد بعد اقتحامها من القوات الخاصة ورجال الأمن الذين يدخلون بأرجلهم مرتدين الأحذية، وهذا ما أكده الدكتور فهد سماوي بأنهم ضربوا من كان داخل المسجد ووثقتها الفضائيات و"اليوتيوب" الوسيلة الأصدق في العالم، ومن الاعتداء على مَن بالمسجد ومَن كان يقف داخل سور المسجد أيضا ورأينا القنابل تقتحم سور المسجد وبألوان عديدة.

ورأينا القوات الخاصة تحاصر النساء وتستخدم السيارات الخاصة للاصطدام بالمتظاهرين ومطاردتهم عبر الشوارع.

ومن أبشع الامور التي هي جديدة علينا في الكويت استخدام الكلاب البوليسية ضد الناس! وأيضا استخدام المدنيين أو المندسين لا أعرف ماذا نسميهم، حيث شاهدنا العشرات من المدنيين بزي رياضي كانوا من بين "البدون"، ويتظاهرون معهم بل يشجعون على الصدام كما أكدها الناشط خالد الفضالة الذي شاهد هذا الأمر بنفسه ورواه عبر "تويتر"، كان هناك العشرات من الأمن بزي مدني هم من رمى رجال الأمن وهم من قام بالاعتداءات لإيهام الشارع بغير الحقيقة.

لا أريد أن أسهب في أحداث تيماء والصليبية الماضية والاعتقالات العشوائية المستمرة. لذلك لا ألوم "البدون" من الرعب والخوف، ولا ألوم آباءهم على منعهم نظراً للحرب الإعلامية الضروس ضدهم وتصوير كل خروج عليهم وكأنه انقلاب!

لكن يا وزارة الداخلية، ماذا يضركم لو سمحتم للناس بالاعتصام ساعتين مثلما حدث في بقية الأسابيع الماضية؟! لكان الأمر انتهى خلال ساعتين! لكن من المستفيد من الفوضى؟! من المستفيد من الضرب والتنكيل والإساءات للبشر والشجر؟! من المستفيد من الإساءة للكويت وسمعتها!

اتقوا الله، وأظهروا الحقائق بأن "البدون" مسالمون وحريصون على الوطن، وهو ما أكدوه في بقية الأسابيع التي سمحتم بها، وبأن "الداخلية" هي التي تسمح بالعنف وبالسلم، وبما أن الحرب وضعت أوزارها عفواً! أقصد حرب وزارة الداخلية على العزل، نطالب المجلس بعمل إجراءات حقيقية وجادة تجاه حل القضية.

back to top