الرد الحقيقي على وزارة الداخلية

في البداية أشكر مدير إدارة العلاقات العامة والتوجية المعنوي ومدير إدارة الإعلام الأمني بالإنابة العقيد عادل أحمد الحشاش على رده على ما كتبت في هذه الصفحة قبل أسبوعين بالتحديد، ومع فائق الاحترام والتقدير للعقيد عادل الحشاش إلا أن رده كان بعيداً كل البعد عن الواقع الذي شاهدناه ومررنا به حين كنا موجودين أثناء الحدث ونراه بأم أعيننا.

وقد رد البيان بسبع نقاط... وسأرد عليها أيضاً ولن أزيد:

نحن لا نختلف على أن أفراد القوات الخاصة أو أي جهاز أمني هم أبناء الوطن ولا نشكك بهم، لكن الأخطاء يجب أن تسجل وتدون دون مجاملة أو تزييف للواقع، وادعاؤكم بأنه لا يوجد أي تدخل من جانب القوات الخاصة بالمظاهرات هو منافٍ للواقع المرصود من قبل الحقوقيين أو عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت بالصور والفيديو أيضاً.

وادعاؤكم بأن القوات الخاصة فقط كانت تهاجم الخارجين على القانون عارٍ من الصحة، فكلنا شاهدنا الصور والفيديوهات المنتشرة من تعدي ستة من رجال الأمن بالضرب على امرأة من "البدون" وأنا أعرفها شخصياً، وإن كنتم جادين بإمكانكم طلب مقابلتها، وهذا الحدث موثق بالصور والفيديو وستجدونه بسهولة على "اليوتيوب".

أما بخصوص نفيكم لدخول المساجد وانهم لم يطلقوا القنابل والغازات على ساحة المسجد، فهذه مصيبة أخرى... فأنا شاهد عيان، وقلنا هذا الكلام أنا والدكتور فهد سماوي أمام القضاء الكويتي قبل أيام في إحدى القضايا التي رفعتها "الداخلية" ضدنا، وأقسم بالله إني شاهدت رجال الأمن يقتحمون ساحة المسجد ويضربون من بداخلها، وشاهدت بنفسي القنابل الدخانية والصوتية وهي تتساقط علينا داخل حرم المسجد، وأيضاً لدي شهادات بالعشرات إن أردتم، وأيضاً موثق بالصور والفيديو، وقالها إمام المسجد بنفسه ومصور وموثق لدينا هذا الأمر أيضاً.

وادعاؤكم بأن رجال القوات الخاصة هم من تعرضوا للضرب، فهذه نكتة كبرى من قبلكم وتذكرني بالفنان عادل إمام عندما قال "ضربني بوجهه على إيدي".

لن أرد أكثر لأن الشعب الكويتي تابع مشاهد الضرب العنيف الذي ربما شاهدتموه أنتم بأنفسكم أيضاً عبر مصوري وزارة الداخلية.

كما أن البيان كان يشير فقط إلى القوات الخاصة! وأنا عندما كنت أتحدث أتكلم عن جميع الجهات المشاركة، المباحث والأمن العام والقوات الخاصة، وأؤكد وجود "رجال أمن" بلباس مدني بين "البدون"، وهم  يثيرون البلبلة وأكدها الناشط خالد الفضالة الذي شاهدهم بنفسه وذكرها، وأنا مستعد أن أزودكم بصور بعضهم وقمنا بنشرها أيضاً على الإنترنت.

العقيد عادل الحشاش عندما سمحتم للاعتصامات السلمية لـ"البدون" انتهت بشكل جميل وراق وسريع في أقل من ساعتين، لكن الوزارة هي التي تختار العنف والضرب وإثارة الفوضى، ماذا يضركم لو سمحتم لهؤلاء المستضعفين بساعتين للتعبير!

وكلامي في ما سبق مدعم وموثق بشهادة أكثر من عشرين كويتياً ناشطاً في مجال حقوق الإنسان وناشطين سياسيين مستعدين للشهادة إن أردتم! وشارك في هذه الاعتصامات التي قمعتموها كل من (حركة كافي- السور الخامس- التيار التقدمي- شباب الحرية) والعشرات من المستقلين، وبعضهم تعرض للضرب من قبلكم، أخشى أن يكون رصيف تيماء هو المسبب الحقيقي لهذه المشكلة!

لكن أعلم جيداً أنكم في الوزارة تعلمون الحقيقة وتريدون إخفاءها عن القيادات والحكومة... سؤال أخير وهو الخاتمة:

لماذا تمنعون وسائل الإعلام من تغطية الاعتصام؟! ولماذا في كل مظاهرة يتم اعتقال صحافيين ومصورين؟! ولماذا تصادرون أشرطة الفيديو و"الميموريات"؟! لدينا عدد من الفيديوهات تثبت منعكم التصوير وإبعاد الصحافيين!