شركة مساهمة لاستيراد الفتنة

نشر في 08-09-2012
آخر تحديث 08-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد خلف الجنفاوي مؤسسو الشركة أنظمة فاشلة تريد تصدير فشلها السياسي والتنموي وإلهاء شعوبها مع أصحاب إيديولوجيات مظلمة، فتبحث عن كل شاذ في قمامة التاريخ لكي تنشر فكرها المريض، وهم يروجون نفس الشعارات وإن اختلفت الوجوه الكالحة.

المساهمون في هذه الشركة هم كل من يردد شعاراتهم بكل غباء، ويساهم بترويج إشاعاتهم، ويصفق لخوائهم الذي يرفضه الدين والعقل، فالدين سماحة وتعايش، والعقل حوار وإقناع أو اختلاف برقي يسعي إلى إغناء المعرفة وإماطة اللثام عن الآخر المجهول، فالإنسان عدو ما يجهل.

سهل جداً هدم البلدان بأتون الاختلاف والطائفية، والأسهل هو نشر التسامح والعدالة من خلال المناهج التعليمية، فيجب ألا تتخلى الدولة عن دورها في البحث العلمي لأي ظاهرة وإن بدت بسيطة، فالنار من مستصغر الشرر، وتعزيز روح المواطنة والعمل على تعزيز المشترك، وهو دائما الأكبر والأنفع، فالمواطنة الحل لتحصين الدول من رياح السموم التي يبثها مؤسسو ومساهمو هذه الشركة المدمرة لكل ما هو جميل، وما من دولة سكتت عن هذه الشركة ليكون لمؤسسيها موطئ قدم ومساهميها اكتتاب إلا حلّ فيها الخراب.

دولة الكويت ليس لديها مشكلة بنيوية، فهي أسست على التسامح، فأول من حكمها من أسرة الحكم "الصباح" لم يسعَ إلى حكم بل اجتمع عليه أغلب مؤسسي البلد ليكون أميراً عليهم باحترام ورقي، وذلك بحسب عدة مصادر، ومن خلال مجلس 1921، مرورا بمجلس 1938، حتى وثيقة الدستور في عام 1962، فبعض الدول حتى الآن يكتب دستورها قانونيون ويصادق عليه الحاكم أي بلا رأي للشعب.

وكنت أسأل نفسي كيف كانت الكويت مختلفة عن محيطها؟ وبدأت أبحث عن معلومات في كتب وأبحاث ومذكرات لأشخاص ومراسلات لدول، أوضحت جميها أن هذا البلد اختار التسامح في أحلك الظروف، حيث كان السائد التعصب واختار الانفتاح على الانغلاق، واختار الحكم التوافقي على التسلط هذا في زمن مضى بحلوه ومره، سلمها الأجداد لنا مرفوعة الرأس بالحرية والتسامح والمشاركة في السلطة والثروة.

فعار علينا إن لم نصن درتنا وتاج رؤوسنا الكويت الغالية، وحتى وقت قريب كنت أقرأ وأتابع لبعض الكتاب عند بعض الأنظمة التي تخاف التغيير هجوما مركزا شبه يومي من خلال صحف وبرامج تلفزيونية على الديمقراطية الكويتية، بتصويرها بأنها سبب التأخر والتراجع التناحر، وهذا الافتراء يكذبه ما حدث في الربيع العربي.

يا شباب الكويت: أجدادنا جميعهم مهاجرون إما لطلب الرزق أو للابتعاد عن التخلف أو البحث عن الأمن، فهي كانت بالنسبة إليهم الحلم وعلى قلة موارد ذاك الزمن أصبحت أغنى وأرقى، يلفها الحب والتسامح والانفتاح بلا ذوبان... أفي عصر العلم والميديا الحديثة يصفق البعض لمساهمي تلك الشركة النتنة؟

كلي ثقة إن شاء الله أن شركتهم خاسرة، فلا مكان لتلك المشاريع في بلد أنتم شبابه، فتسلحوا بالعقل والتسامح، وصدوا من يروج ولو بكلمة لتلك الشركة... أقول لنفسي ولكم "لكل إنسان وطن يعيش فيه إلا درتنا الكويت هي وطن يعيش فينا".

back to top