يوسف المهنا... مجدد الألحان ومكتشف الأصوات

نشر في 04-08-2012 | 00:01
آخر تحديث 04-08-2012 | 00:01
ازداد نشاطاً بعد عودته من رحلة القاهرة (2-3)

مشوار الفنان يوسف المهنا حافل بالعطاء والتميز، منذ بداياته في أوائل الستينيات من القرن الماضي وهو يقدم إبداعاً تلو الآخر. في هذه الحلقة، نتابع الإبحار في رحلة يوسف المهنا مع الألحان.

سجل المطرب عبد المحسن المهنا أغنية «ما أحاتي» عام 1975 من كلمات الشاعر مبارك الحديبي وألحان يوسف المهنا، وقد جاء الجهد الثلاثي في صالح الأغنية التي اعتبرت إحدى أجمل الأغاني وأذيعت بشكل يومي ضمن البرامج أو في فترات المنوعات في الإذاعة والتلفزيون، ويقول في مطلعها:

ما أفكر ولا أحاتي ولا أقعد بريحاتي

مدام إنته قريب مني ومعاي في أغلب أوقاتي

ما أطلب بعد أي شيء انته سدرتي واللي

تقدر تامر وتنهي وأمرك ما يرده شي

الشركة العربية للتلفزيون

أثمر تعاون الفنان يوسف المهنا مع نجوم الأغنية من مطربين ومؤلفين أغاني رائعة زادت رصيده من المعجبين، وحققت له شهرة واسعة.

بعد هذه النجاحات سافر المهنا إلى القاهرة واستقر فيها سبع سنوات، شارك خلالها في إدارة «الشركة العربية للتلفزيون» (شركة كويتية للإنتاج الفني)، وأشرف على إنتاج ما يقارب

الـ 500 ساعة تلفزيونية، ومن أبرز المسلسلات التي أشرف على إنتاجها: «زينب والعرش»، «عودة الروح»، «الرجل الذي فقد ظله»، «خان الخليلي».

كذلك احتكر إنتاج أدباء وشعراء وملحنين من هؤلاء: الملحن محمد الموجي، الملحن كمال الطويل، الموسيقار بليغ حمدي، الموسيقار رياض السنباطي، الأديب توفيق الحكيم، المخرج محمد فاضل، المخرج حسين كمال، المخرج يحيى العلمي... وشهد ولادة نجوم من مصر من بينهم: أحمد زكي، يسرا، ليلى علوي، وشريهان...

استفاد من إدارته لهذه الشركة لسنوات عدة، فانعكس ذلك على قراءته النصوص والبرامج والألحان وعلى تعلمه أدوات العمل الناجح وتوظيفها في ألحانه في ما بعد.

عودة إلى الكويت

بعد عودته إلى الكويت، تعاون الفنان يوسف المهنا مع مطربين وشعراء وقدم أغاني من بينها: «جزت عيني» شعر محمد المبيريك وغناء المطربة نوال، «وداعيه» من تأليف عبد اللطيف البناي وغناء عبد الكريم عبد القادر، ويقول في مطلعها:

وداعيه يا آخر ليله تجمعنا وداعيه وأعز الناس يودعنا

كذلك قدم للمونولوجست محمد الويس مونولوج «طارت الطيارة» من كلمات عبداللطيف البناي، وأغنية «عشاق» للفنان الشاب عادل بشير من كلمات الشاعر أحمد الشرقاوي ويقول في مطلعها:

عشاق... عشاق

بس بالاسم عشاق

تشتاق واشتاق

بس بالحكي نشتاق

قدم للمطرب الفنان جاسم سنان أيضاً أغنية «القدرة تجيبه» من كلمات عبد اللطيف البناي ويقول في مطلعها:

إلا يا قلب خفف من ونينك ولا تشكي عذاب مفارقينك

تجمل بالصبر والله يعينك يطير الطير والقدرة تجيبه

مع المطربين العرب

تعاون يوسف المهنا مع مطربين عرب، ومن أهم الذين غنوا من ألحانه في تلك المرحلة: هيام يونس، علية التونسية، شريفة فاضل طلال مداح، محمد عبده الذي غنى له أكثر من أغنية منها: «ليلة» من كلمات سلطان عبد الله السلطان، «ابعاد»، «نسيتني»، «في الجو غيم» (1981) وهي من كلمات الشاعر فايق عبد الجليل.

كذلك غنى المطرب الإماراتي عبد الله بالخير من ألحان المهنا مجموعة من الأغنيات منها: «علاية» في القاهرة (1974) أغنية جميلة ما زالت تذاع لغاية اليوم في الإذاعة والتلفزيون ويقدمها في الحفلات من كلمات الشاعر ابراهيم جمعة، يقول في مطلعها:

علايه سجت عليج المايه

أبوج ما عبرني

في خشيبته المشايه

سنيارنا بيسير

سير السفينه

وقلبي على الغالي

زايد حنينه

«المزار بعيد» من كلمات عبد اللطيف البناي يقول في مطلعها:

الدار قفره والمزار بعيد

والشوق سيل دمعتي عالباب

غير الحبايب لاحشا ما ريد

الديره ضاقت من لقت الاحباب

ومن المطربين العرب الذين غنوا من ألحانه أيضاً: نجاح سلام في أغنيتين «بعيد يا حبيبي» كلمات الشاعر الشهيد فايق عبد الجليل و{نسيم الصبا» كلمات الشاعر أحمد الشرقاوي، جميلة العماري، نادية مصطفى في أكثر من أغنية من بينها: «في القلب واحد» كلمات الشاعر أحمد الشرقاوي، «العشق بلوى» كلمات عبد الأمير عيسى، «بكل لغات العالم». وليد توفيق، راغب علامة، سلمى، غادة الأردنية التي غنت له موشح «أيقظ القلب»، مائدة نزهت، رانيا...

في عام 1999، غنت الفنانة التونسية القديرة نعيمة سميح أكثر من لحن ليوسف المهنا، وشاركت الفنان عبد المحسن المهنا في ألبوم جمعهما قدما فيه أكثر من أغنية، من بينها: «جيتك لبابك حبيبي» من كلمات سليمان الحمد يقول مطلعها:

جيتك لبابك حبيبي

صكيت في وجهي بابك

آه يا ردات النصيب

ما قلت لي مرحبا بك

غنت أروى من ألحان الفنان يوسف المهنا أغاني ضمتها إلى ألبومها (2001) هي: «على شو» كلمات جمعة الغويص، «سامحوني» لحن قديم طوره المهنا، «لأني اليوم ما شفتك» من كلمات عنود نجد.

في عام 2002 أنتج يوسف المهنا ألبوماً بصوت المطربة المغربية أسماء المنور، تضمن أغاني من ألحانه منها: «ناري» من كلمات الشاعر أحمد الشرقاوي، «هذا العطر» من كلمات محمد حسين، «آخر الطب» من كلمات عبيد الدبيسي، «بس ليلة» و{دندنة» من كلمات النديم.

اكتشاف أصوات غنائية

بعد عودة الملحن يوسف المهنا من القاهرة زاد إنتاجه واهتمامه بالتلحين لفناني الكويت والخليج العربي والفنانين العرب وهو مستمرّ في عطائه في هذا المجال بخاصة في مجال اكتشاف أصوات شابة، من الكويت: خالد بن حسين (1989) الذي غنى له أغاني عاطفية ووطنية ورياضية، أحمد الحريبي، فطومة، حمد المانع، عادل بشير، رابحة، محمد مبارك الذي غنى له «كفى كفى» و{مشتاق} (1989) منى العوضي...

غنى له المطرب محمد المسباح وسناء الخراز من كلمات الشاعر يعقوب السبيعي أكثر من أغنية، ومن الخليج والجزيرة العربية غنى من ألحانه: أبو بكر سالم «مجروح» (1983) من كلمات الشاعر الإماراتي إبراهيم جمعة، سعاد الحايكي من مملكة البحرين، الفنانة السعودية عتاب غنت له ست أغانٍ في جلسة شعبية (1990) من كلمات يوسف ناصر، رابح صقر غنى له أغنية عاطفية (1988) من كلمات أحمد الشرقاوي يقول فيها:

عده خطى وانقضه

مني وعد ما انقضه

وعفى الله على ما مضى

سامحني يا حبيبي

ترى المسامح كريم

الأغنية الوطنية

قدم يوسف المهنا في مجال الأغنية الوطنية أعمالاً متميزة غناها فنانو الكويت، منهم المطرب عبد المحسن المهنا الذي غنى له معظم الأعمال الوطنية التي قدمها في مشواره الفني الطويل من بينها: «سطر فوق جبين المجد»، «قصة شعب تمنى ونال» من كلمات معروف رفيق، «محملي عبر» من كلمات عبد اللطيف البناي ويقول فيها:

محملي عبر عبر

محملي شايل خبر

شايل تهاني بلادي

والفرحة تملأ فؤادي

«يا مركب الخير» كلمات عبد المحسن المهنا وغنائه يقول فيها:

يا مركب الخير يا شايل أمانينا

باسم التعاون سير للمجد علينا

خليجيون والهدف واحد

حلفنا يمين وربنا شاهد

«أنا الخليجي» من كلمات عبد اللطيف البناي، إحدى أشهر الأغاني التي ما زالت تذاع في مناسبات خليجية في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي بصوت ثلاثة مطربين يقول فيها:

أنا الخليجي ستة شالوا راسي

أنا الخليجي والعروبة أمتي

أنا الخليجي وربي سهل خطوتي

كذلك غنى الفنان نبيل شعيل من ألحان يوسف المهنا وكلمات الشاعر أحمد الشرقاوي أغنية «يا عمري يا كويت» لمناسبة احتفالات الكويت بالعيد الوطني، وغنت له الفنانة سعاد عبد الله من كلمات عبد اللطيف البناي أغنية «دار الخير» تقول فيها:

وصلنا الديرة لو بعد

دار الخير دار السعد

بانت معالمها يارب سلمها تعيش وتحيا الكويت

ويعيش جابر وسعد

وغنى المطرب الاماراتي عبد الله بالخير أغنية يقول مطلعها:

يا شعب شارك في المحن

هتف بعزة الوطن

في العيد الوطني الخامس والعشرين (1986) قدم يوسف المهنا أغنيتين من كلمات الشاعر عبد اللطيف البناي: الأولى «عروسه والعمر خمس وعشرين» غناء إبراهيم القطان ومحمد البلوشي وعبد الله الشحمان، يقول مطلعها:

عروسه والعمر خمس وعشرين

يحرسها ربي من الحسد والعين

الله يا ترابها الثري

الله يا ثوبها الزري

محروسة يا كويت

منصورة يا كويت

والسامع يقول آمين

الثانية أغنية وطنية من كلمات الشاعر عبد اللطيف البناي غنتها الفنانة هدى حسين بالمشاركة مع الفنانة سارة المعتوق، يقول مطلعها:

طبي والفحي بالشعر صوبي

وأنا معاك في بخنجي وثوبي

في عرسها الكويت الليلة

فاح البخور وعطر دروبي

كلنا للكويت

من الأعمال الوطنية الجميلة التي لحنها يوسف المهنا وما زالت تأخذ حقها من البث: «كلنا للكويت والكويت لنا» من كلمات الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح وغناء المطرب عبد المحسن المهنا وغريد الشاطئ. ساعد على نجاح هذه الأغنية اعتمادها المفردة البسيطة والتصوير التلفزيوني الذي تميز بمونتاج جيد ولقطات سريعة.

بعد التحرير شارك الفنان يوسف المهنا مع زملائه الفنانين في مرحلة الإعمار وإعادة البناء، فقدّم أوبريت «الكويت إرادة وتحدٍ»، تحدى فيها الزمن لإنجاز عمله الذي عرض في 25 فبراير 1992 في ذكرى التحرير والعيد الوطني، فعمل في الليل والنهار حتى أصبح جاهزاً وتم تصويره تلفزيونياً. الأوبريت من كلمات الشاعرين عبد الأمير عيسى وأحمد الشرقاوي، غناء وبطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله والمطرب عبد الله الرويشد.

«حكايته» مع محمد عبده

تناولت الصحافة الخليجية، لا سيما المحلية، باهتمام بالغ نبأ التعاون الفني الذي جمع الملحن القدير يوسف المهنا بفنان العرب محمد عبده، وكان ذلك عبر كلمات الشاعر السعودي عبداللطيف آل الشيخ، وفي هذا الصدد يقول الكاتب أحمد الغنّام:

«بعد ما يقارب العشرين عاماً من الفرقة الفنية اجتمع فنان العرب محمد عبده بالملحن القدير يوسف المهنا في أغنية «الحكاية» التي كتب كلماتها الشاعر عبداللطيف آل الشيخ والتي بفضلها عادت ذكرى اللقاءات المميزة التي جمعت فنان العرب والمهنا طيلة العقود الماضية والتي أثمرت عن أغان مميزة مازالت باقية في أذهان الجمهور العربي مثل:

«أبعاد، ما كو فكّه، نسيتيني، وفي الجو غيم»، وغيرها.

وتُعتبر أغنية «الحكاية» بمثابة عودة محمد عبده إلى الساحة الغنائية بعد انقطاع دام ما يقارب العام إثر تعرضه لوعكة صحية، فيما تُعد إيذاناً باستئناف الشاعر آل شيخ ممارسة هوايته في كتابة الأغنيات بعد ابتعاد عنها لنحو عشر سنوات.

وعن الغياب يقول الشاعر آل الشيخ إن الشعر بالنسبة إليه هواية وليس احترافاً وهو لا يقدم على كتابة قصيدة إلا إذا كان خالياً من أية التزامات، ويضيف: «أثناء تواجدي في الخارج كتبت الكثير من الأشعار، التي نالت ثناءً من المتخصصين في هذا المجال، ما دفعني إلى التفكير في انطلاقة مغايرة خلال الفترة المقبلة، والتركيز على القالب الكلاسيكي والابتعاد عن الألفاظ والأفكار التقليدية سواء في المحتوى أو التكتيك».

وعن تعاونه مجدداً مع فنان العرب والمهنا يقول آل الشيخ: «منذ سنوات وأنا أفكر في تقديم عمل فني يجمعني بالعملاقين: فنان العرب محمد عبده والملحن يوسف المهنا، فكانت «الحكاية» التي أتت لتكون جسر اللقاء بيننا، وللأمانة أقول: على رغم جزالة وقوة كلماتها لم أكن أتوقع أن نجتمع فيها ثلاثتنا، ولكن بحمدالله سارت الأمور كما أردنا لها بجمع هذه الأسماء اللامعة في أغنية تعيدنا جميعاً إلى الساحة وبشكل ننشده منذ زمن طويل».

وأضاف آل شيخ: «خلال العقود الماضية تعاونت مع فنان العرب في أكثر من سبع أغان في مناسبات خاصة، إضافة إلى تعاون وحيد في أغنية وطنية «الشاهد الله» وكان ذلك قبل سنوات، ومعروف أن التعاون مع فنان العرب هو أمنية أي شاعر كونه قامة فنية لا تضاهى ليس على المستوى المحلي فحسب بل والعربي».

وعن أجواء الأغنية يقول آل الشيخ: «تتميز الأغنية بفريق عمل متمرس، يعمل بجد لطرحها بشكل مغاير مختلف عن السائد المألوف، خال من الحزن مليء بالتفاؤل بوصفها أغنية فرايحية الإيقاع، وكم أنا ممتنّ للملحن يوسف المهنا الذي وضع لها لحناً مميزاً أضفى عليها مزيداً من الجمال».

وامتازت الأغنية بكلمات عاطفية معبّرة، زادها اللحن بهاء وجمالاً، وقد جاءت على النحو الآتي:

الحكاية إنك أجمل من تفاصيل الحكاية

وإنك أكبر من كلامي.. وكل ما تكتب يدي

كل يوم أحبك انتي.. من البداية للبداية

أبتدي بك وابتدي بك وابتدي بك.. وأبتدي

انتي اللي ما ألاقي فيك أبد حد الكفاية

وانتي اللي بك ألاقي كل لحظة موعدي

انتي من هيبة جمالك تحسدك حتى المراية

صرت أخاف إنك لحسنك يا حياتي تحسدي

كيف ما أوصل وانتي دربي.. وأبجديات الهداية

كيف أضيع وغصب عني.. فيك أرجع أهتدي

كيف ما أرضي بك غروري.. وانتي للإكبار آية

كيف ما أوفي لحبك.. وانتي حبك سيدي

الوسيلة لقلبي انتي.. وبك أبرر كل غاية

يا وجودي ويا أكيدي ويا زماني السرمدي

النهاية ما أعرفها.. والهوى ما لا نهاية

أعرف إني كل موتي فيك.. يعني مولدي

back to top