ندوة المجلات الثقافية في العصر التقني تحدد إيجابيات الإعلام الرقمي

نشر في 23-11-2012 | 00:02
آخر تحديث 23-11-2012 | 00:02
استضافها المقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 37

تناقش ندوة المجلات الثقافية في العصر التقني موضوعات مهمة في صراع المطبوعات الورقية والنشر الإلكتروني، مؤكدة أهمية مواكبة الإعلام الرقمي.
نظم معرض الكويت للكتاب الدولي في دورته الـ37 ندوة أدبية بعنوان «المجلات الثقافية في العصر التقني»، تمحورت حول تحديات المطبوعات الثقافية في عصر الإنترنت، لاسيما في ظل المنافسة المحتدمة بين النشر الإلكتروني والمطبوعات الورقية، حاضر فيها الروائي والصحافي المصري عزت القمحاوي ومدير تحرير مجلة «مدارات» اليمني محمد سيف حيدر، وأدارت الجلسة مديرة تحرير مجلة «الكويت» فايزة المانع.

مخاوف

في البداية، تحدث عزت القمحاوي عن الخوف من انهيار مملكة الورق والخوف على موت الثقافة ذاتها، مستعرضاً أبرز إيجابيات التقنية التي ساهمت في تقديم الفنون في شكل أفضل، ويقول ضمن السياق:» كلا الخوفين غير مبرر، وقد أثبتت التجربة أن الواقع يجري على عكس كل المخاوف، وعقب تحقيق اختراعات مهمة في مجال النشر والطباعة واستثمار تكنولوجيا الاتصالات، لاسيما شبكة الإنترنت لأننا سنقطع أشجارا أقل ونتسبب في مخاطر بيئية أقل».

ويشير إلى إيجابيات الكتاب الإلكتروني، المتمثلة في التفاعل مع المقروء من خلال التحكم في حجم الحرف، كما يمنح القارئ فرصة الاطلاع على إصدارات ربما لا يصل إليها التوزيع الورقي، مشيرا إلى أن العصر الرقمي استطاع أن يستعيد الشاشة المضيئة من الصورة لتصبح مجالا للحرف المكتوب، موضحا أن الكثير من المفكرين النقديين قد اعتبروا انتشار الصورة التلفزيونية انتهاء الحرف.

وعن المخاوف من العصر الرقمي، يشير القمحاوي إلى أن الخوف من اتجاه الشباب إلى البحث عن مواقع مشينة، لكن  سرعان ما اختفت هذه الحمى، لكن رهاب المرض استمر لدى البعض حتى بعد أن فجر الجيل الرقمي ثورات الربيع العربي.

وأضاف: «نحن أمام ظاهرة تكامل الرسالة بين الورقي والإلكتروني، لهذا لا يمكن أن يكون العصر الرقمي سببا لموت المجلة الثقافية، لأنه بالأحرى يمثل مدادا لحياتها».

وعن التحديات التي تواجه المجلات الثقافية، يقول القمحاوي ان ثمة مقاييس للنشر في المطبوعات المتخصصة يجب الالتزام بها، فالصحافي يلتزم بسياسة تحرير تحديد الطول الممكن لمواد المجلة، بينما الكاتب يقدم نصا إبداعا لا يتقيد بالحجم.

وكذلك، يوضح القمحاوي أن مهنة الصحافة تتطلب الدقة والوضوح ومواكبة الحدث، محذرا من الوقوع في النقل المحض بلا محتوى معرفي يبرر تلك اللغة.

وفيما يتعلق باستمرارية المجلة، يرى أن ديمومتها مرتبطة بالإجابة عن تساؤلين: لماذا تصدر؟ ولمن؟ معتبرا أن المجلة الثقافية العامة التي تستهدف شريحة واسعة من القراء أقدر على الحياة من مجلة نخبوية.

مخاطر

أما محمد سيف حيدر فتحدث عبر ورقته البحثية عن المخاطر التي تواجهها المطبوعات الثقافية في زمن النشر الإلكتروني، مبينا أن المتغيرات التقنية تحمل مخاطر جمة وكذلك فرص متحققة يمكن استثمارها للدفع بالمشروع الثقافي العربي، ويقول في هذا الصدد: أن التفكير في تأسيس مجلة ثقافية أو متخصصة راهنا أشبه بمغامرة غير مأمونة العواقب، لاسيما أن القارئ يتوجه إلى الإنترنت لمتابعة الأخبار والترفيه أولا بأول، فمن بين آلاف المجلات التي تنطلق كل عام تفشل النسبة الأكبر منها، ولا ينجو في السنة الأولى إلا نحو 25 في المئة منها.

ويشدد حيدر أن المصداقية تعد أولوية في وسائل الإعلام الورقي فإنها تمنح قراءها مصداقية تفوق بمراحل ما يمكن الحصول عليه من الإنترنت، موضحا أن هذا الأمر لا يعفي القائمين على الإصدارات الورقية من متابعة تحولات العالم الرقمي والتأقلم مع تطوراته دون الانشغال بهواجس زائفة ومضللة.

واستعرض حيدر الأسباب التي تقوض فرص استمرارية المجلة الثقافية، مشددا على ضرورة التكيف مع الواقع وتقديم خطاب مكتنز بالمعرفة وبعيدا عن النخبوية والقداسة، مبيناً أهمية ابتكار توليفة خلاقة بين المادة الورقية وبين المنتجات والصيغ الرقمية الموازية في العالم الرقمي الافتراضي، كما استعرض بعض التجارب الأخرى، مشيرا إلى أن القراءة عبر الإصدارات الورقية لم تخسر لحساب الحوامل الرقمية الموازية الأكثر حداثة وإبهار، فكثير من مستخدمي التقنيات الحديثة ينتجون ويستهلكون ورقا مطبوعا أكثر من أي وقت آخر، مضيفا: إن إحدى الحقائق الملازمة لعصر المعلومات والتي رصدت في أكثر من دراسة تستقصي تبعات عصرنا الرقمي الراهن ومخاطره، تقول ان الأخبار قد أفلتت من عقالها التقليدي، مفسحة المجال واسعا للمعلومات الخاطئة على مستوى عالمي.

back to top