شاهد قبر... عن المجاعة الكبرى في عهد ما وتسي تونغ
يصف المؤلف الصيني يانغ غي شينغ في كتابه "شاهد قبر" المجاعة الكبرى التي وقعت خلال الحملة الاقتصادية "وثبة كبرى للأمام" التي أطلقها الزعيم ماو تسي تونغ في الفترة من عام 1958 حتى عام 1962.ونشر الكتاب مؤخرا باللغة الألمانية، ومن المقرر طرح نسخة منه باللغة الإنكليزية في أكتوبر المقبل، لكن الكتاب محظور في الصين، وطن المؤلف.
وأوضح يانغ، الصحافي السابق في وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، السبب وراء تأليفه الكتاب، قائلا إنه "نظرا لأنني صحافي وباحث يتعين علي أن أهتم بمثل هذا الحدث الجلل في الصين"، مضيفا أن عدة ملايين لقوا حتفهم دون حرب أو طاعون أو تغير مناخي ضخم، متابعا أنه تعين عليه الكتابة عن المجاعة الكبرى، لكي يتسنى للأجيال القادمة استخلاص الدروس والعبر.وأشار إلى أن عمله كصحافي مكنه من قراءة عدد كبير من السجلات، مضيفا أنه اطلع على السجلات في 12 محافظة، وقرأ وأعد نسخا من كثير من المواد. وعن سبب اختياره عنوان "شاهد قبر" لكتابه، قال إن "السبب الأول في ذلك هو وضع شاهد قبر لثلاثين مليون صيني ماتوا جوعا، والثاني وضع شاهد قبر لأبيه الذي قضى نحبه جراء الجوع، أما الثالث فهو لوضع شاهد قبر للنظام، للسياسة التي تسببت في المجاعة". واستدرك ان "السبب الرابع هو أن هناك مخاطرة سياسية كبيرة في تأليف الكتاب، فإذا حدث شيء سيئ فسيكون الكتاب شاهد قبر لي"، موضحا أن الأمر له حساسية خاصة، وحتى مع أنه ضخم ومهم، فإن السلطات لا تجرؤ على الاعتراف به علنا.وزاد ان الوضع تغير في الصين الآن، لأن اقتصاد السوق حل محل الاقتصاد الشمولي، ويمكن للناس العاديين التحكم في موارد رزقهم وتحسين حياتهم من خلال عملهم، مضيفا أنه لن تحدث مرة أخرى حالات الوفيات على نطاق واسع بسبب المجاعة، مؤكدا ان هناك تحسنا كبيرا في الإصلاح السياسي، متوقعا أن ينشر الكتاب في الصين في غضون ثماني إلى عشر سنوات،وردا على سؤال عما يمكن أن يستفيده الألمان من هذا الكتاب قال "إن الألمان أفضل من الصينيين في مواجهة التاريخ على نحو صحيح، فهم يعترفون بأخطائهم في الحرب العالمية الثانية على نحو كامل، ولا يمكن مقارنة الصينيين بل كل الآسيويين، بما في ذلك اليابانيون، بالألمان بالنسبة لذلك، ومن ثم فإنني معجب بالألمان، لكنني أعتقد أن منع أي نظام مركزي من السيطرة على مقاليد الأمور يعتبر مشكلة يتعين على جميع الدول الحذر منها".(بكين - د ب أ)