الأزمة المالية تستنزف الرياضة الإسبانية

نشر في 10-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 10-10-2012 | 00:01
No Image Caption
من الواضح أن الرياضة الإسبانية عانت الأمرين خلال السنوات الماضية بسبب الأزمة المالية التي ضربت البلاد، وعلى الرغم من تفوق إسبانيا في أكثر من لعبة جماعية فإن المشاكل بدأت تؤثر بشكل كبير على الوضع العام للرياضة.
لم تجنب الازمة المالية التي تضرب اسبانيا منذ عام 2008 رياضات المحترفين والهواة على حد سواء، اذ دفعت الأخيرة الثمن بتراجع الدعم العام وانسحاب الرعاة الكثر، على رغم النتائج الرائعة التي حققها رياضيو شبه الجزيرة الايبيرية في السنوات الماضية.

في ظل كرة القدم، الرياضة الاولى في اسبانيا التي تعتمد على حقوق النقل التلفزيوني وعائدات تذاكر المباريات، حيث يعتبر برشلونة وريال مدريد من الاشهر على الكرة الأرضية، هناك العديد من المنافسات الاخرى التي اضطرت الى تقليص مروحة نشاطاتها.

اضطرت السلطات الرسمية في المناطق والبلديات الى تخفيض واضح في حجم مساعداتها للأندية، لحاجتها الى دعم ديون المؤسسات الطبية والتعليمية.

في دوري الدرجة الاولى لكرة السلة، خفضت الميزانية العامة للاندية 42 مليون يورو في سنتين. في كرة اليد التي احرز فريق سيداتها برونزية ألعاب لندن الاولمبية 2012، أُجبر ناديان على الهبوط الى درجة دنيا لأسباب اقتصادية على رغم نجاتهما فنيا، وخوض كواترو راياس بلد الوليد منافسات كأس اوروبا هذا الموسم.

يشرح راوول توريس مدير النادي الوضع قائلا: "وقعت بلد الوليد ضحية الازمة ونجاحها الرياضي. هنا، بالاضافة الى كرة اليد، نشارك في كرة القدم وكرة السلة والهوكي على العشب وحتى الركبي في الدرجة الاولى. ننفرد بهذا الانجاز مع برشلونة، لكن عدد سكاننا لا يبلغ سوى 300 ألف نسمة. اذهبوا اذا في هذه الظروف لطلب المال من المؤسسات العامة!".

مصدر تمويلي آخر يعاني من الجفاف: الرعاة الذين خفضوا بشكل واضح ميزانياتهم الاعلانية. هكذا، اضطر اديمار ليون الذي يمثل البلاد في دوري ابطال اوروبا لكرة اليد الى تخفيض فاتورته بنسبة 30 في المئة بواقع انسحاب ابرز شركتين لرعايته.

مشاكل كرة السلة

لا تشذ كرة السلة، الرياضة التي تحتل المركز الثاني من حيث الشعبية في البلاد بعد كرة القدم، عن القاعدة في الصيف الماضي، عاش دوري الدرجة الاولى "آ سي بي" معمعة غريبة احتكم فيها الى القواعد المالية بدلا من الفنية لحسم هوية الفرق المشاركة في البطولة.

يقول خوسيه ماريا غاي دي لييبانا استاذ الاقتصاد في جامعة برشلونة والمتخصص في الرياضة: "انخفاضات المساعدات العامة من السلطات المحلية والاقليمية يؤثر على الرياضات... نشاهد المزيد من عصر النفقات في رياضات الجذور. في وقت كان هناك 40 مدربا لمدارس الاطفال، يمكن للبلدية الآن تأمين 20 مدربا فقط".

وتابع: "هذا يعني ان الرياضة الاسبانية تفقد قوتها الآن. اعتقد انه يمكن ملاحظة ذلك من خلال النتائج في الالعاب الاولمبية الاخيرة. سنعتمد على بعض الافراد على غرار (لاعب كرة المضرب رافايل) نادال و(الدراج البرتو) كونتادور".

ناديا استوديانتيس وبلد الوليد بقيا في الدرجة الاولى على رغم هبوطهما فنيا في الموسم الماضي، إذ استفادا من عدم قدرة الصاعدين على تأمين المبالغ المالية الضرورية للصعود على العكس، اضطر اليكانتي، ثامن الموسم الماضي، الى بيع مكانه الى ايبيروستار كانارياس الذي نجح في ظل هذا "الترتيب" بالصعود.

وشاهدت بعض الاندية شركات الرعاية الداعمة لها تنسحب بطريقة مفاجئة وضعتها أمام احتمالات مأساوية.

back to top