إيمان البحر درويش: القضاء أنصفني وسأعود إلى كرسي النقيب

نشر في 19-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 19-12-2012 | 00:01
إيمان البحر درويش أهم فناني جيله، ورث عن جده فنان الشعب سيد درويش الصوت الجميل وتعلم منه كيف يكون فناناً ومعارضاً، وبعدما أصبح نقيباً للموسيقيين اتخذ موقف المعارض ضد فساد بعض زملائه في المجلس إلى أن عزل من منصبه كنقيب، لكنه لم يستسلم وحرك دعاوى قضائية في وجه خصومه وينتظر الحكم فيها قريباً.
حول رأي إيمان البحر درويش بما يحدث على الساحتين الفنية والسياسية المصرية، كان اللقاء التالي معه.
كيف ترى الوضع السياسي في مصر؟

متأزم، تنتاب المواطن المصري خيبة أمل من ثورته التي أزال  بفضلها الرئيس الفاسد إلا أنها جاءت بديكتاتور مستبد يريد الحصول على السلطات والمغانم السياسية باسم الدين، ويفعل كل شيء ونقيضه باسم الثورة والشرعية، ورفض الانصياع لمطالب شعبه تحت اسم الشرعية.

هل تؤيد حق التظاهر رغم ما يتبع ذلك من هجوم لمؤيدي الرئيس على المعارضين؟

بالطبع، أنا مع حق التظاهر السلمي فنحن لن نتنازل عن الحرية والعدالة الاجتماعية التي طالب بها شباب 25 يناير، خصوصاً أن طوائف الشعب كافة تشارك في التظاهرات، حتى الفئات التي لم تشارك في الموجة الأولى من الثورة نراها الآن حاضرة بقوة.

كيف ترى حل هذه المشكلة المستعصية التي تنذر بأخطار على مصر؟

الحل الوحيد أن يتخذ رئيس الجمهورية إجراءات فعلية لإنهاء هذه الحالة التي قد تصل إلى حرب أهلية، كونه المسؤول عن هذا الإعلان الدستوري الذي فجر الوضع وأوصلنا إلى هذه الدرجة من الاحتقان.

عدت للمشاركة السياسية الفاعلة بعدما اضطهدك النظام السابق لأدائك أغانٍ سياسية، ألا تخشى تكرار هذا السيناريو معك؟

لا أخاف إلا الله... فرغم المضايقات التي تعرضت لها في التسعينيات وحتى ثورة يناير، والتهديدات التي كنت أتلقاها من جهات سيادية بضرورة التراجع عن الغناء الثوري والديني الذي اتسمت به في تلك الفترة،  لم يقدر أحد على منعي من الغناء، خصوصاً  أغاني الشيخ إمام ونجيب سرور وبيرم التونسي وسيد درويش وما زلت مصراً على موقفي لأن الموسيقى أهم شيء في حياتي.

بُرئت من تهمة الاستيلاء على أموال نقابة الموسيقيين، فلماذا لم تعد إلى كرسي النقيب مجدداً؟

أحمد الله على هذه البراءة، تقدمت ببلاغ عن نفسي أمام نيابة الأموال العامة العليا، ليتم التحقيق في التهم المنسوبة إليّ، وكان يفترض أن يقوم من اتهموني بذلك لكنهم اكتفوا بالتشهير، بعد ذلك حاولت العودة إلى مكاني لكن القيمين على مجلس النقابة لا يعبأون بالقانون ولا يريدون عودتي خوفاً من فضحهم، فتقدمت بدعوى قضائية سأعود من خلالها إن شاء الله.

متى سيتم الحكم في هذه القضية؟

يفترض أن يكون الحكم صدر فيها لكن اعتصام القضاة وتعليق العمل في المحاكم المصرية حالا دون النطق بالحكم في الفترة الماضية.

ألا تخشى أن يأتي الحكم ضدك؟

أثق بالله الذي سينصفني وبقضاء مصر العادل الذي سيحكم بالحق، لا مخالفات لدي وتمت تبرئة ذمتي المالية من أي تهم كاذبة.

هل رفض أعضاء المجلس إعادتك إلى كرسي النقيب يعود إلى الدعوى التي حركتها ضد مصطفى كامل وأحمد رمضان بتهمة السب بحقك؟

ربما، لكن ثمة تربصاً واضحاً بشخصي ورغبة أكيدة في إبعادي عن كرسي النقيب خوفاً من أن أفضح مخططاتهم وفسادهم، وقد حذرني زملاء كثر من أنهم سيفتكون بي لكنني لم أقدر على منع نفسي من مطاردتهم، لأن ما حدث لا يمكن السكوت عليه فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

ما فعلته مع المرتشين هو دوري كشخص غيور على مصالح البلاد، وكنت سأفعل ذلك تحت أي ظرف ولا أحتاج إلى خصومة مع أحد لأتخذ حياله إجراءات قضائية إذا لزم الأمر.

هل تتواصل مع الجمعية العمومية، خصوصاً أن المجلس نقلك من جدول الأعضاء العاملين إلى فئة المنتسبين بسبب انضمامك إلى نقابة المهندسين؟

بالفعل كلهم أصدقائي ويعلمون وقائع الفساد التي كشفتها ومن هو إيمان البحر درويش، وأنني على حق في القضايا التي أثرتها، وفي الوقت المناسب سيقف الجميع إلى جانبي.

ما رأيك بالقضية التي أثيرت أخيراً بسبب أغنية «يا طاهرة» ضمن أحداث فيلم «عبده موتة» والتي احتوت عبارات مسيئة لآل البيت، على حد قول المعترضين؟

أرفض هذه الأغنية المسيئة وطالبت بحذفها، لا سيما أن المشاهد المرافقة  لها لا تحترم قدسية الشخصيات التي تتحدث عنها الأغنية، ولا تضيف إلى سياق الفيلم وفي حالة حذفها لا يتأثر السيناريو.

ألا تخشى أن تصبح لدينا رقابة فنية دينية بعد تدخل المفتي والأزهر في هذه الأزمة؟

جهاز الرقابة على المصنفات الفنية كفيل بأن يؤدي أدواراً رقابية على الفن، وهذه الواقعة مجرد موقف عارض، وكان يجب ألا يضيف صانعو الفيلم هذه الأغنية.

لكنهم ذكروا أنها من الفولكلور الشعبي وتُغنى في الموالد الشعبية.

لا يمكن نقل الواقع بحذافيره في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى أن الرقص على الأغنية زاد الأمر تعقيداً إذ استفز الناس.

هل عرض عليك تجسيد دور البطولة في مسلسل «فنان الشعب سيد درويش»؟

لم يعرض علي حتى الآن المشاركة في المسلسل الذي كتبه محمد أبو سيف لكنني سأتعاون معه في أي أمر يطلبه، سواء معلومات عن جدي أو تفاصيل حياتية خاصة به أو الاستعانة بي لأداء بعض الأغاني، حتى لو لم يُطلب مني أداء أي دور فسأكون في خدمة  أي شخص يرغب في تقديم عمل يوثق  سيرة جدي.

back to top