موسكو تزداد تصلباً... وأوروبا تفرض عقوبات جديدة

نشر في 16-10-2012 | 00:48
آخر تحديث 16-10-2012 | 00:48
No Image Caption
«الجيش الحر» يهاجم حواجز وثكنات في حلب... والإبراهيمي يقترح هدنة خلال «الأضحى»

عبرت روسيا أمس عن موقف متصلب بشأن الأزمة السورية، مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل أبداً، وذلك في حين كثف "الجيش الحر" أمس هجماته على حواجز وثكنات القوات التابعة للأسد في مدينة حلب، بينما دعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى.
رغم اشتداد الاقتتال الأهلي في سورية، والقتل والدمار الذي تقوم به القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في محاولة لخنق الثورة، لاتزال روسيا الحليف الأول لنظام الأسد بعد إيران تتمسك بمواقفها الداعمة له، بل تزداد تصلباً.

وبعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبروغ أمس وبعد عشاء عمل جمع الوزراء الاوروبيين مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، نقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن لافروف قوله إن "الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل أبدا"، ولفت الوزير الفرنسي إلى أن "موقف روسيا الداعم لنظام الأسد يزداد تصلباً".

وفرض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس عقوبات جديدة على دمشق تقضي بتجميد أموال شركتين و28 شخصاً إضافياً من داعمي الأسد ومنع اعطائهم تأشيرات دخول. وقال دبلوماسيين إن العقوبات تستهدف اشخاصا يرتبطون بالعنف ضد المعارضين للنظام، أو شركات تتهم بتوفير الأجهزة التي يستخدمها النظام لقمع المناهضين له.

هجمات

ميدانياً، شنت مجموعات مقاتلة من "الجيش السوري الحر" أمس هجمات عدة على حواجز وثكنات للقوات النظامية في مدينة حلب وجوارها في شمال البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت افاد الاعلام السوري عن تقدم لقوات النظام في محافظة حمص في وسط البلاد.

وقال المرصد في بريد إلكتروني ان ثمانية عناصر من القوات النظامية قتلوا صباح امس اثر هجوم من المقاتلين المعارضين تلته اشتباكات على حاجز دوار شيحان في شمال مدينة حلب والذي يربط بين شارع النيل واحياء الخالدية والأشرفية في المدينة. وكان افاد عن مقتل ثمانية جنود سوريين آخرين في هجوم شنه مقاتلون معارضون على حاجز الليرمون للقوات النظامية السورية عند مدخل مدينة حلب.

وذكر مصدر عسكري أن "مسلحي المعارضة نفذوا هجوما على ثكنة طارق بن زياد (المهلب) في شمال شرق حلب، ما أدى الى اشتباكات عنيفة نجحت العناصر المكلفة بحراسة الثكنة في نهايتها بالتصدي للمهاجمين القادمين من منطقة السكن الشبابي في حي بني زيد في منطقة الأشرفية"، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى. كما افاد المرصد عن اشتباكات في حيي باب النصر والجديدة في حلب، وقصف على حي الصاخور.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف" القريب من مدينة معرة النعمان الذي يحاول المقاتلون المعارضون منذ ايام اقتحامه.

في مدينة دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي العسالي (جنوب). في هذا الوقت، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية منذ حوالي عشرة ايام للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في مدينة حمص وريفها، وأشار المرصد الى تعرض مدينة الرستن للقصف من طائرة حربية أمس، وتعرض حي الخالدية للقصف من "القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة في محيط الحي".

الطائرة الأرمنية

في سياق آخر، خضعت طائرة شحن أرمنية أمس للتفتيش في أنقرة. وفي وقت اعلنت السلطات التركية انها اجبرت الطائرة على الهبوط، قالت وزارة الخارجية الأرمنية إن "الطائرة التي كانت تنقل شحنة انسانية الى سورية نفذت هبوطا في تركيا مقررا مسبقا. الهبوط في تركيا كان متفقا عليه مسبقا مع الجانب التركي". وهذه الشحنة كانت مرسلة في اطار حملة انسانية ارمنية اطلق عليها اسم "مساعدة شقيق" كما اوضح احد منظمي الحملة. وتقيم مجموعة أرمنية صغيرة في سورية تضم ما بين 60 و 100 ألف شخص بحسب التقديرات ويقيمون بشكل اساسي في حلب.

الإبراهيمي

دعا المبعوث الدولي والعربي الخاص الأخضر الإبراهيمي الى وقف لاطلاق النار في سورية لمناسبة عيد الاضحى الذي يصادف نهاية الاسبوع المقبل، بحسب ما افاد المتحدث باسمه احمد فوزي في بيان صدر امس.

وقال البيان إن "الإبراهيمي دعا السلطات الإيرانية (خلال زيارته لطهران أمس الأول) الى المساعدة على انجاز وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى القادم". واجرى الابراهيمي في طهران حليفة النظام السوري، محادثات مع الرئيس محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي اكبر صالحي وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي.

وبحث الإبراهيمي أمس الملف السوري مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد. وطالب رئيس الوزراء العراقي الإبراهيمي بالتحرك بسرعة لحل الأزمة السورية حفاظاً على "وحدة سورية" وأمن المنطقة، داعيا الدول المعنية الى "إدراك خطورة" الوضع.

 (دمشق، لوكسمبورغ ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

الأسد يشكل لجنة لترميم الجامع الأموي في حلب 

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس قانوناً يقضي بتشكيل لجنة إنجاز صيانة وترميم الجامع الأموي الكبير فى حلب الذي تعرض لعمليات تدمير واحتراق جراء الاشتباكات بين القوات الموالية للنظام والمجموعات المعارضة المسلحة التي تشهدها المدينة.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القرار حدد مهلة زمنية لانجاز أعمال الصيانة والترميم لغاية 31 ديسمبر 2013.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية ذكرت في وقت سابق أن القوات الموالية للأسد تمكنت من دخول المسجد و"تحريره" من المجموعات المسلحة. واتهمت المعارضة السورية القوات الموالية للأسد باستهداف المسجد التاريخي.

 (دمشق ـــ كونا) 

الأسلحة المهربة تصل إلى يد «المتشددين» 

 ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن غالبية الأسلحة التي تنقل سراً الى سورية بإيعاز من السعودية وقطر تذهب الى جماعات إسلامية متشددة لا الى المنظمات الأكثر علمانية التي يفضلها الغرب.

ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين قولهم إن هذا هو الاستنتاج الذي خلصت إليه تقارير سرية عرضت على الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من كبار المسوؤلين الأميركيين، واضافت أن "هذا الوضع دفع مسؤولين الى الإعراب عن شعورهم بالإحباط لعدم وجود موقع مركزي لتوزيع الشحنات وطريقة فعالة للتأكد من طبيعة الجماعات التي تحصل عليها".

وزعمت الصحيفة أن هذا الأمر هو السبب الذي دفع مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي آي) ديفيد بترايوس الى التوجه الى تركيا الشهر الماضي لمحاولة توجيه عملية الإمداد بالأسلحة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول شرق أوسطي لم تكشف هويته قوله إن هدف بترايوس كان الاشراف على عملية "التدقيق ومن ثم تشكيل معارضة تعتقد الولايات المتحدة انها تستطيع العمل معها".

كما ارسلت الـ "سي أي آي" مسؤولين الى تركيا للمساعدة في توجيه تلك المساعدات، ولكن الوكالة تفتقر الى المعلومات الاستخباراتية الجيدة حول الشخصيات والفصائل المسلحة المتعددة التي تعمل في سورية، بحسب الصحيفة.

(واشنطن ــــ أ ف ب)

back to top