الأمير: 300 مليون دولار مساهمة منا في تمويل برنامج إنمائي آسيوي بكلفة ملياري دولار

نشر في 17-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-10-2012 | 00:01
• سموه افتتح قمة الحوار وأعلن استعداد الكويت للانضمام إلى مجموعة البنك الآسيوي للتنمية

• تطوير آلية التعاون بما يتناسب والعلاقات الراسخة ويدفع بالعمل المشترك إلى آفاق أرحب
حفلت كلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في افتتاح القمة الاولى لمؤتمر حوار التعاون الآسيوي بجملة من المبادرات والمواقف التي تهدف الى تعميق التعاون بين دول المنتدى والانطلاق نحو مجالات اخرى من الشراكة الانمائية.

وأطلق سموه مبادرة تجسد التعاون الآسيوي وتقضي بحشد موارد مالية بملياري دولار في برنامج يكون هدفه تمويل مشاريع انمائية في الدول الاسيوية غير العربية على ان يتم تكليف احدى مؤسسات التنمية في آسيا القيام بادارة الموارد المالية المقترحة والاشراف على استخدامها. واعلن سموه مساهمة دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في البرنامج املا ان يتم توفير المبلغ المقترح من خلال مساهمات الدول الاعضاء في الحوار.

وفي خطوة تكاملية أخرى اعلن سمو الامير ان الكويت حرصا منها على مزيد من التعاون مع الدول الاسيوية تبدي استعدادها للانضمام الى مجموعة البنك الآسيوي للتنمية.

وطالب سموه بتطوير «آلية التعاون آخذين في الاعتبار ما تلمسناه في تلك الاجتماعات الوزارية من رؤى وعزم مشترك يتناسب وعلاقاتنا الراسخة ويمكننا من الدفع بعملنا المشترك الى آفاق ارحب»، كما دعا سموه الى «تحقيق التعاون الاقتصادي الذي ننشده والذي يحتاج منا خلق الأجواء الملائمة للاستثمار وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه وتحفيز التجارة البينية بين دولنا والاهتمام بالبنية التحتية المشتركة» كما ينبغي «استثمار امكانيات دولنا على الوجه الامثل والتعاون لخلق تكامل اقتصادي بيننا يمكننا من اقامة اقتصاديات قوية راسخة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات».

دعا الامير في كلمته الى «تغليب لغة العقل والحوار والنأي باوطاننا عن الخراب والدمار وذلك عن طريق احترام مواثيقنا واتفاقياتنا ومعاهداتنا وحل خلافاتنا بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

يسرني بداية أن ارحب بكم في دولة الكويت شاكرا لكم تلبيتكم الكريمة لدعوتنا لمؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي الامر الذي يؤكد حرصكم على هذا الحوار وأهميته وضرورة أن نعمل جميعا على تفعيله وتطويره والارتقاء به إلى ما نتطلع ونطمح إليه متمنيا لكم طيب الاقامة ولاجتماعاتنا التوفيق والسداد.

كما ويسرني ان ارحب بجمهورية افغانستان الاسلامية الصديقة عضوا في هذا المنتدى مما يعكس الاهتمام المتزايد بتجمعنا وأهدافه في تحقيق التنمية والاستقرار لشعوب القارة.

تنعقد أعمال قمتنا هذه بعد مرور اكثر من عقد على إنشاء المنتدى وفي ظل ظروف ومتغيرات سياسية وازمات اقتصادية خانقة على مستوى العالم اجمع لا زلنا نعاني من نتائجها وباتت تشكل تحديات خطيرة لجهودنا ومحاولاتنا المستمرة للارتقاء بقارتنا والوصول بها الى مستوى تحقيق طموح وتطلعات ابنائها مما يتطلب منا جميعا تكثيف جهودنا واستثمار لقاءاتنا للتحاور بعمق وموضوعية حول تلك التحديات وتحليل أسبابها والعمل على احتواء نتائجها وتلافي تكرارها بما يحفظ لدولنا استقرارها وتحقيقها لمعدلات نمو طموحة وفاعلة.

حيوية المنتدى

اننا نقدر ما قامت به دول المنتدى من المحافظة على عقد لقاءات سنوية على المستوى الوزاري لبحث السبل الكفيلة التي من شأنها تحقيق مستويات عالية من التعاون والتنسيق بين دولنا في تأكيد واضح على حيوية هذا المنتدى واليوم نجدنا مطالبين ان نطور آلية تعاوننا آخذين في الاعتبار ما تلمسناه في تلك الاجتماعات الوزارية من رؤى وعزم مشترك يتناسب وعلاقاتنا الراسخة ويمكننا من الدفع بعملنا المشترك الى آفاق ارحب وندعو في هذا الصدد الى وضع التصورات والافكار لهذا التطور بما يتناسب وحجم مسؤولياتنا تمهيدا لاعتمادها والعمل بها.

ويسعد دولة الكويت في هذا الصدد ان تستضيف أية آلية يمكن أن يتفق عليها خبراء دولنا في اجتماعهم القادم.

ان تحقيق التعاون الاقتصادي الذي ننشده يحتاج منا خلق الأجواء الملائمة للاستثمار وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه وتحفيز التجارة البينية بين دولنا والاهتمام بالبنية التحتية المشتركة لدولنا ولاسيما المواصلات والاتصالات والتي من شأنها زيادة حركة تبادل السلع والخدمات.

ان استثمار امكانيات دولنا على الوجه الامثل والتعاون لخلق تكامل اقتصادي بيننا سيمكننا من اقامة اقتصاديات قوية راسخة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات وسيحقق لنا نقلة نوعية في رفع مستوى معيشة أبناء القارة.

ولابد من الاشارة الى التحدي الكبير الذي نواجهه من نمو سكاني متسارع حيث وصل بقارتنا الى ارقام تناهز الستين بالمائة من مجموع سكان العالم مما يشكل عبئا على جهودنا وخططنا التنموية لتحقيق التطور والتقدم لقارتنا وبالتالي يحتم علينا العمل دون إبطاء لوضع الخطط اللازمة للاستغلال الامثل لمواردنا البشرية والطبيعية في قارتنا الاسيوية.

يعاني عالمنا المعاصر بشكل عام وقارتنا بشكل خاص من مشاكل عديدة كالفقر وتخلف الرعاية الصحية والامية والحروب والمشاكل البيئية وهى معوقات أدت إلى عرقلة التنمية في قارتنا واخرت تحقيق ما نصبو إليه لاوطاننا وشعوبنا.

2 مليار دولار

لقد ساهمت الازمة الاقتصادية التي لا زلنا نعاني من اثارها والتي لم تستثن أيا من دولنا في زيادة اعداد العاطلين عن العمل وازدادت معها معدلات الفقر في شعوب قارتنا الامر الذي يضاعف من مسؤولياتنا ويدعونا الى التحرك دون تأخير لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولنا لما سيوفره من فرص عمل واستقرار وظيفي ونحن إزاء تداعيات هذه الازمة مطالبون بالمشاركة برسم خريطة جديدة للنظام المالي بشكل عام تحقق تطورا وحداثة وفق ارقى المعايير العالمية وافضل الممارسات المصرفية والمالية.

اننا مدعوون ايضا للعمل الجماعي لمكافحة الامراض والاوبئة ومساعدة الدول المحتاجة في توفير الامصال والادوية لتهيئة انسان اسيوي معافى قادر على المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة اجتماعيا واقتصاديا لاوطاننا والى التعاون في وضع استراتيجيات شاملة تحقق الارتقاء بمستوى التعليم والربط بين حاجة مجتمعاتنا من الايدي العاملة ومخرجات التعليم والي بذل كافة الجهود لاصلاح بيئتنا واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية المتلاحقة تحقيقا لاصلاح وامن بيئتنا.

ادراكا منا لاهمية التعاون في مجال التنمية والاهداف التي يسعى حوار التعاون الاسيوي لتحقيقها ومن بينها محاربة الفقر وتحسين مستوى المعيشة لشعوب آسيا فاني اغتنم فرصة هذا الاجتماع اليوم واتقدم بمبادرة تجسد التعاون الاسيوي وذلك من خلال الدعوة الى حشد موارد مالية بمقدار 2 مليار دولار اميركي في برنامج يكون هدفه تمويل مشاريع انمائية في الدول الاسيوية غير العربية تسهم في تحقيق الأهداف الانمائية للالفية.

وقد يكون من المناسب تكليف احدى مؤسسات التنمية في آسيا كالبنك الاسيوي للتنمية القيام بادارة الموارد المالية المقترحة والاشراف على استخدامها في تنفيذ المشاريع لصالح الدول الاقل نموا المستفيدة حصرا من موارد الصندوق الاسيوي للتنمية وهي الدول الاكثر حاجة لها.

وفي هذا السياق يسرني الاعلان عن مساهمة دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار اميركي في ذلك البرنامج آملين ان نتمكن من توفير المبلغ المقترح من خلال مساهمات من دول اعضاء في حوار التعاون الاسيوي كما ان دولة الكويت حرصا منها على مزيد من التعاون مع الدول الاسيوية تبدي استعدادها للانضمام الى مجموعة البنك الاسيوي للتنمية.

لقد عانت قارتنا من حروب مدمرة انهكت اقتصادياتنا وراح ضحيتها العديد من ابنائنا وادت الى عرقلة التنمية في دولنا وكنا فيها جميعا الخاسر الاكبر حيث لم تحقق تلك الحروب الا الهلاك والدمار والتخلف.

اننا ندعو من هذا المنبر الى تغليب لغة العقل والحوار والنأي بأوطاننا عن الخراب والدمار وذلك عن طريق احترام مواثيقنا واتفاقياتنا ومعاهداتنا وحل خلافاتنا بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لنقدم للعالم نموذجا راقيا في التعامل مع الازمات والقدرة على تجاوزها بما يحفظ سلامة اوطاننا ورقي مجتمعاتنا وازدهار اقتصادياتنا.

ان ما يميز قارتنا الاسيوية تنوع الثقافات والحضارات والديانات فيها وهو دليل على عراقة هذه القارة وتكاملها.

وقد جبلت شعوب قارتنا الاسيوية على التعايش فيما بينها على اختلاف اعراقهم ودياناتهم مؤكدين على مبدأ التعارف لا التناكر والتعايش لا التقاتل والتكاتف لا التطاحن وهى مبادئ لا بد من التأكيد عليها والحث على تطبيقها فلا تستقيم حياة إذا ما حاول احدنا انكار الاخر او الغاءه كما ان الالتزام بمبادئ حقوق الانسان باعتبارها الركيزة الاساسية لحياة حرة وكريمة بما تضمنته من حقوق وحريات ستوفر الاستقرار لأوطاننا والطمأنينة لشعوبنا.

وفي الختام أكرر الشكر لكم سائلا المولى تعالى أن يوفق جهودنا لما فيه خير قارتنا ومصلحة أوطاننا ورفاه شعوبنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحداثة والاعتدال

بدوره قال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي البروفسور أكمل الدين احسان اوغلي ان منتدى حوار التعاون الآسيوي من المتوقع أن يتجاوز دور الحوار بين الدول الاعضاء، وأن يسهم في تعزيز الوحدة والتضامن بين الشعوب.

وأضاف أوغلي في كلمته أمام مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الآسيوي وألقاها ممثله الى القمة السفير سمير بكر، أن المنتدى من المنتظر ان يتحمل مسؤولية متزايدة للتغلب على المشكلات المشتركة بين الدول الاعضاء ووضع الحلول المناسبة للتحديات المشتركة.

وبين أن منظمة التعاون الاسلامي تقود حاليا مساعي حثيثة لنشر رسالة الحداثة والاعتدال في العالم الاسلامي وكذلك الحوار مع الثقافات والديانات أو الحضارات الاخرى كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي وترسيخ اسس السلام والأمن العالميين.

وأكد اوغلي ان مشاركة منظمة التعاون الاسلامي في قمة دول حوار التعاون الآسيوي فتحت فصلا جديدا من التعاون بين المنظمتين «وإنني على ثقة بأن تعاوننا سوف يستمر في التوسع في جميع المجالات، وذلك بهدف تعزيز العلاقات المشتركة وتعزيز التعاون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوبنا».

وأشار الى عزم منظمة التعاون الاسلامي على مواصلة الجهود من اجل تعزيز التعاون مع منتدى حوار التعاون الآسيوي واكتشاف فرص جديدة لتعزيز تفاهم أفضل وبناء مواقف مشتركة، متمنيا «كل التوفيق والنجاح في انجاز توصيات وقرارات من شأنها أن تسهم في جعل عالمنا أكثر عدلا ونزاهة وازدهارا للاجيال القادمة».

علاقة راسخة

وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أهمية قمة التعاون الآسيوي التي تعتبر «إطارا مهما ومناسبا للتداول حول التحديات التنموية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية والبيئية المشتركة».

وأعرب الزياني في كلمته أمام القمة عن تطلع مجلس التعاون إلى أن تكون هذه القمة بداية انطلاق آسيوية واعدة نحو المستقبل المنشود الذي يحقق آمال شعوب القارة في المزيد من التقدم والتطور والازدهار.

وأشاد بمستوى التعاون والشراكة القائمة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة ودول ومنظمات آسيوية، مبينا ان مجلس التعاون يرتبط بحوارات استراتيجية ومفاوضات تجارية مع العديد من دول القارة الآسيوية.

وأكد الزياني ان هذه القمة تؤسس مرحلة جديدة في علاقات دول القارة الآسيوية وتضع لبنة مباركة في صرح علاقات قوية راسخة جمعت شعوب هذه القارة عبر العصور على طريق الخير والبناء والتقدم.

وقال إن «هناك تطلعات عالمية نحو قارة آسيا، لاسيما ان دول القارة تواجه تحديات اقتصادية وتنموية ترتبط بتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية».

ولفت الى ان الازمة العالمية ألقت بظلالها على القاعدة الانتاجية والاستثمارية بدول العالم كافة ولم تكن القارة الآسيوية بمنأى عن آثارها.

وأضاف ان المزايا الاقتصادية في الدول الآسيوية والتحديات المشتركة تشكل بدورها مجالا خصبا للتعاون بين دول القارة في القضايا المشتركة مثل ما يتعلق بأزمة الغذاء والطاقة ومكافحة الامراض المعدية والاوبئة والجاهزية لحالات الطوارئ والكوارث، وما يتعلق بتطوير وتهيئة رأس المال البشري الذي يشكل عصب التنمية المستدامة وغايتها، وهذا الأمر يفتح على فرص التعاون في آسيا.

ولفت الى ما تزخر به القارة الآسيوية من مصادر اقتصادية ابرزها الموارد البشرية وتنوع الموارد الطبيعية التي تمثل قاعدة واسعة لدعم العديد من الصناعات وفرصة لاستحداث انشطة اقتصادية وتجارية متعددة، إضافة الى أنها مصدر رئيسي لطاقة العالم أجمع.

تحقيق الأمن

وشدد سلطان بروناي، في كلمته أمام المؤتمر، على ان المنتدى حقق العديد من الانجازات خلال العقد الماضي، كما حقق مكانة مهمة بين الامم.

ودعا الى العمل على مستوى القارة لتحقيق الامن بمفهومه الشامل، موضحا ان طموحات القارة وشعوبها يجب ان تتحقق، عبر وضع آليات وهيكليات محددة، مشددا على «ضرورة وجود آلية محددة لحوار التعاون الآسيوي لكي نطبق الآليات بشكل فعال».

وذكر ان «افضل الطرق لمواجهة التحديات التي تعترض قارتنا والعالم الحديث هي من خلال التربية والتعليم، والتركيز على شباب القارة الذين سيستفيدون من امكانات القارة، بعد ازالة كل التحديات امامهم من خلال تطوير المناهج في المدارس»، مضيفا: «اننا نسعى الى جذب الفرص لشبابنا، والتحالف مع شركائنا على مستوى القارة الآسيوية في مجال التعليم وتطويره».

واعتبر القمة فرصة كبيرة لترسيخ التعاون وتعزيز الحوار بين الدول الآسيوية، لمواجهة كل التحديات المشتركة، خصوصا في مجال القضايا الامنية التي تواجه القارة، مشيدا بجهود الكويت وسمو الامير على صعيد القارة الآسيوية في مجال تعزيز الحوار والتعاون بين دول القارة.

أفكار بناءة

من جهة اخرى، أكد ممثل سلطان عمان قابوس بن سعيد شهاب بن طارق آل سعيد، في كلمته، ان القمة ستعمل على مناقشة العديد من الافكار البناءة، ووضع برامج من العمل والفعاليات التي تهدف الى النهوض بالتعاون المشترك في مختلف المجالات.

وأشار آل سعيد الى ان ذلك التعاون سيعود بالنفع على الشعوب الآسيوية، انطلاقا من ارثها التاريخي والاهتمام المتبادل، مضيفا: «لقد حبانا الله بمواد متنوعة طبيعية وبشرية يجب الاستثمار الامثل لها، ومواصلة تطويرها، ليعم الرخاء والازدهار لدولنا واجيالنا المستقبلية».

منصة الدول الآسيوية

من جانبه، أكد رئيس جمهورية سريلانكا ماهيندا راجاباكسا، في كلمته، اهمية التعاون بين دول القارة الآسيوية، متمنيا أن تشكل القمة منصة للدول الآسيوية لتبادل وجهات النظر وتحقيق التنمية في جميع دول آسيا.

وقال الرئيس السريلانكي إن القارة الآسيوية تزخر بالعديد من الحضارات والثقافات والديانات، وتتمتع بأكبر عدد من السكان، وتتنوع مواردها الطبيعية، في اشارة الى أن الاحساس بالانتماء للقارة والارض والمصير هو الذي «جمعنا اليوم وجمعنا في الماضي، وننظر اليوم لمواطن أكثر للوحدة».

وذكر انه رغم أن حوار التعاون الآسيوي فريد من نوعه فإنه *تبذل جهودا تطوعية من الاعضاء لزيادة التعاون بالتفاهم لا من خلال ميثاق خاص، مضيفا ان أكثر سكان العالم يعيشون في آسيا، ما يحقق نماذج تكميلية للموارد البشرية والمصادر الطبيعية التي يجب استغلالها وتوظيفها، مبينا أن العالم ينظر الى آسيا الآن باعتبارها التي ستحقق التقدم للعالم.

واشار الى وجوب العمل «على تطوير بلادنا التي تجمع الفقير والغني، وتعتبر هذه المشكلات هي الاولى للتعاون، وان نعمل على حلها جميعا، في اشارة الى أن آسيا من الاسواق الواعدة في العالم كله في مجال الطاقة».

وتابع ان المواطنين في آسيا يواجهون الكثير من التحديات، خصوصا الغذاء والكوارث الطبيعية، وما يتعلق بالارهاب والبيئة، «لذا على دول حوار التعاون الآسيوي الربط بين كل المناطق كقارة تنعم بالعديد من مصادر القوة، كما هو في بلادي، وعلينا ان نواجه التحديات بالاسراع بعدم التأثر من اسعار الطاقة والاستفادة من مصادر الطاقة الاخرى».

ولفت الى أنه على مدى السنوات العشر الماضية «كان منتدى الحوار يعرف 20 مجالا للتعاون، ويتخذ قرارات بشأنها، وذلك يساعدنا لتحقيق أهداف آسيا، وعلينا تطبيق المشاريع الخاصة بالتعاون لتحويل المداولات الى تطبيق عملي، فالعالم يواجه أزمة كبيرة، وعلينا أن نعمل لتنمية مستدامة وبجد لتوفير فرص عمل وتقليل الفقر.

واستطرد «اننا كدول آسيوية نجتمع لمزيد من القوة الاقتصادية والعلاقة الوطيدة، وهناك الكثير من الخبرات الاقتصادية لتحسين امكانات التعاون بين الدول الآسيوية، ومن شأن التعاون الآسيوي أن يعزز العلاقات التجارية والاستثمارية والاستفادة من الامكانات التي تتمتع بها تلك الدول».

من جهته، قال رئيس جمهورية بنغلادش حمد ظل الرحمن في كلمته إن المؤتمر سيكون علامة فارقة في ازدهار آسيا.

وأضاف ان هذه القمة ستساهم في تعزيز وتوثيق التعاون بين دول آسيا، وستكشف عن الهوية الآسيوية لمواجهة التحديات العالمية على الصعيد السياسي والاقتصادي وتحديات التغيرات المناخية، حيث إن مساحة آسيا الجغرافية تغطي 30 في المئة من أراضي العالم وسكانها 60 في المئة من سكان العالم.

وذكر ان الثروات الطبيعية الكبيرة والامكانيات الهائلة التي تمتلكها القارة الآسيوية وما تتميز به من تنوع ثقافي وحضاري تعتبر عوامل دافعة لتعزيز التعاون والحوار بين دول هذه القارة.

واوضح الرئيس البنغلادشي ان التعاون بين دول آسيا يجب ان يبنى على التناقضات التي فيها، لأن العديد من دول هذه القارة لديه مخزون هائل من الطاقة، والكثير من دولها بحاجة الى هذه الطاقة، كما ان دولا آسيوية عديدة حققت قفزات هائلة في مجال التطور التكنولوجي يمكن نقلها الى دول اخرى.

الجلسة الثانية

وافتتح سمو الأمير مساء أمس الجلسة الثانية للمؤتمر لاستكمال كلمات القادة ورؤساء الوفود. وتحدث في مستهلها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي أشاد بدور دولة الكويت الهادف إلى تحقيق التعاون والحوار بين دول القارة، بما يساهم في تحقيق مستقبل أفضل لشعوب هذه القارة.

وأكد أن بلاده تدعم الحوار الآسيوي وتدعم وضع الأسس الرسمية لهذا الحوار، معتبرا القمة التي تستضيفها الكويت فريدة من نوعها وتفتح الحوار بين دول آسيا كافة، وتساهم في انفتاح دول هذه القارة على بعضها بعضا في كل المجالات.

وقال إن هذه القمة تساهم ايضا في انفتاح الثقافات بين شعوب دولنا وتعزيز اوجه التعاون على كل المستويات.

من جهته، قال الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف في كلمته امام المؤتمر، ان بلاده تملك امكانات كبيرة في مجال المياه، وقامت باستثمارات كبيرة في مجال الطاقة الكهرمائية التي يمكن لدول آسيا التي تعاني من شح المياه الاستفادة منها في توفير المياه بصورة دائمة.

وأكد أن بلاده منفتحة على جميع الدول الآسيوية في هذا المجال، مشيرا الى ان بلاده تنتج 524 مليار كيلوواط تستهلك منها حوالي أربعة في المئة.

وأعرب عن تأييد بلاده لخطوة توسيع التعاون وتعزيز العمل المشترك بين دول آسيا، معربا عن ثقته بأن هذا المنتدى سيساهم في تعزيز التعاون وتحقيق مكتسبات مهمة للقارة الآسيوية.

وأشار إلى وجود امكانات كبيرة للتعاون متعدد الاطراف بين دول آسيا، مشددا على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا المجال لتدعيم اقتصاد البلدان الآسيوية، خصوصا في مجال الطاقة والمواصلات والبنية التحتية والبيئية.

واعتبر أن اهم القطاعات المفتوحة للتعاون بين الدول الآسيوية ترتكز في مجالات الأمن والتكنولوجيا والمعلوماتية والزراعة والبيئة والسياحة، لافتا الى ضرورة توسيع هذا الحوار ليشمل بلدانا أخرى.

واقترح الرئيس الطاجيكي ان يكون عام 2013 عاما دوليا للتعاون في مجال المياه، يتم خلاله معالجة كل القضايا المتعلقة باحتياجات المياه حول العالم، لاسيما في مجال مياه الشرب، اضافة الى التركيز على استخدام الطاقة المتجددة.

وأكد أهمية تأسيس امانة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، لافتا الى استعداد بلاده لإنجاح الحوار والمفاوضات التي تساعد في تأسيس هذه الأمانة والخروج بنتائج بناءة تخدم هذا المشروع الحيوي.

back to top