قدّم استقالته من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي

نشر في 07-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 07-12-2012 | 00:02
No Image Caption
د. عزت أبو عوف: عملت في ظروف صعبة

قرر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان عزت أبو عوف تقديم استقالته في ختام الدورة الحالية من المهرجان. في لقائه مع «الجريدة»، يكشف السر وراء هذه الاستقالة والصعوبات التي واجهته خلال هذه الدورة وتقييمه لها.
أعلنت أنك ستقدم استقالتك من المهرجان بعد انتهاء هذه الدورة، فهل ما زلت مصراً على قرارك؟

بالتأكيد، واتفقت على ذلك مع مديرة المهرجان سهير عبد القادر التي ستقدم استقالتها أيضاً، كي نتيح الفرصة لأجيال جديدة من السينمائيين لتتولى إدارة المهرجان، لا سيما أن الدورات المقبلة منه تحتاج إلى فكر جديد وإدارة مختلفة تتفاعل بشكل أكبر مع العالم الخارجي.

لكن يرى البعض أن الصراع على إدارة المهرجان أدى دوراً في هذا القرار.

بغض النظر عن هذا الصراع أو المنازعات حول إدارة المهرجان، إلا أنني قبلت تولي رئاسة المهرجان هذا العام كمشاركة مني في عودة المهرجان إلى الحياة، لأن غيابه كان سيعرضه للشطب من قائمة المهرجانات الدولية، وهو أمر يضر بسمعة السينما المصرية، لذا كان عليّ التحرك من منطلق خوفي على مهرجان بلدي.

 

هل كانت فترة التحضير للمهرجان كافية؟

بدأ العمل الفعلي لإدارة المهرجان قبل موعده بستة أسابيع فقط، ورغم الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا في ما يتعلق بالدعم المادي والتواصل مع دول العالم للمشاركة بأفلامهم في الدورة الجديدة، فإن فريق العمل القائم على التنظيم ساعدني كثيراً في حل هذه المشكلة، بالإضافة إلى استكمال ما بدأته الإدارة السابقة للمهرجان في ما يتعلق بالتنظيم.

لكن المهرجان تأخر في إعلان أسماء المكرمين الدوليين، وحضور المخرج الصيني زانج بيمو.

يرتبط النجوم العالميون عادة بأعمال أو مشاركات في مهرجانات أخرى، وحضورهم كان يتم التخطيط والتنسيق له قبل المهرجان بأشهر عدة. أضف إلى ذلك تخوف البعض من الحضور إلى القاهرة بسبب الظروف السياسية وغيرها، والاعتقاد بأن مصر غير آمنة. أشير هنا إلى أن المخرج الصيني زانج بيمو قامة سينمائية كبيرة، وكي أشجعه على الحضور أرسلت له فيديوهات لي وأنا أسير في شوارع القاهرة والتقط صوراً تدل على أن الحياة تسير بشكل طبيعي في القاهرة.

طالما شكّل الفيلم المصري مشكلة في المهرجان، فهل تكررت هذه الدورة أيضاً؟

بحثنا عن الأفلام المصرية التي يمكن أن تشارك في المسابقة الرسمية، وعندما تحدثنا إلى شركة «مصور قتيل» المنتجة حول مشاهدة الفيلم ومعرفة مدى مناسبته للمشاركة في المهرجان تحمست للفكرة، ووجدت لجنة المشاهدة أن العمل جيد. أتمنى أن يحصل على جائزة، خصوصاً أن تصويره تمّ في ظروف صعبة.

قرار تعديل موعد المهرجان قبل حفلة الافتتاح بيوم، هل كانت له آثار سلبية؟

اتخذنا القرار بعد دراسة الأوضاع السياسية، خصوصاً أن افتتاح المهرجان في دار الأوبرا وتأمين وصول الضيوف والفنانين إليها بالتزامن مع التظاهرات المليونية كان أمراً مستحيلاً وقد يحرم عدداً كبيراً من حضور المهرجان، ما يهدد صورته أمام العالم. هكذا اتخذنا القرار بالتأجيل لمدة يوم، لكن لم يؤثر التعديل على البرنامج المعد سلفاً.

ما حقيقة رفض فريق عمل «الشتا اللي فات» عرضه في المسابقة العربية؟

لم يحدث هذ الأمر مطلقاً. وجدنا أن «الشتا اللي فات» تحديداً هو الفيلم الأكثر مناسبة لحفلة الافتتاح لكونه يتحدث عن الثورة المصرية، التي أهدينا هذه الدورة لشهدائها، ومن ثم كان لا بد من وجود ممثل لأفلام الربيع العربي في المسابقة العربية، الأمر الذي دفعنا لاحقاً إلى إقامة قسم خاص تعرض خلاله مجموعة من هذه الأفلام تقديراً منا لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأرواحهم لأجل تحرير أوطانهم.

تعرضت أخيراً لوعكة صحية، فهل أثرت على قدرتك في التفاعل مع القيمين على المهرجان؟

اضطررت إلى مخالفة أوامر الأطباء في ما يتعلق بالراحة، بسبب العمل المتواصل في الترتيب للمهرجان. صحيح أنني تعرضت للإرهاق الشديد مرتين، لكن مع استمرار العلاج ومتابعة الطبيب استطعت التغلب على المرض، وسأحصل على إجازة طويلة فور الانتهاء من المهرجان.

لماذا حذفتم يومين من أيام المهرجان؟

بسبب الميزانية المالية المخصصة لنا، فرغم وجود رعاة للمهرجان يوفرون خدمات الدعم فإن الدعم المالي لم يكن كبيراً بسبب الظروف التي تمر بها الدولة، لذا ولأن الأهم بالنسبة إلينا إقامة المهرجان في موعده كي لا يتعرض للشطب من قائمة المهرجانات الدولية، قلصنا الفعاليات المصاحبة له ترشيداً للإنفاق.

هل أقيمت الفعاليات في مكان واحد لدواع أمنية؟

كلا، فالجمع بين مختلف الأفلام المعروضة في مكان واحد كان مطلباً للسينمائيين منذ فترة طويلة، ذلك لتوفير الوقت ومتابعة الأفلام كافة والتنقل بين قاعات العرض بسهولة. أتمنى أن تستمر هذه الخطوة في المستقبل، فقد قلصت حالات الارتباك الناتجة من تأخر وصول الضيوف والندوات، كذلك أتاحت إمكان إبلاغ الجمهور بالتعديلات في مكان واحد.

كيف ترى الانتقادات التي تعرض لها المهرجان بسبب سوء التنظيم؟

تطاول التعديلات على الفعاليات المهرجانات العالمية كافة، وتنظيم مهرجان القاهرة هذه الدورة لم يكن سيئاً، بل جاء جيداً للغاية. أما بالنسبة إلى التعديلات، فكانت بسيطة للغاية وتحدث في المهرجانات العالمية. لكن للأسف، الصحافة المصرية اعتادت انتقاد المهرجان في كل دورة وبشكل غير مبرر.

back to top