الشاطر... مهندس الإخوان وقبضتها الحديدية
"مثل يوسف الصديق خرج من السجن ليحكم مصر"، تصدرت هذه العبارة أول "بوستر" دعاية لترشيح القيادي الإخواني خيرت الشاطر رئيساً للبلاد، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر) بعد نحو ساعة من تحذير مرشد الجماعة محمد بديع من "الافتراء على خيرت صاحب الدعوة المستجابة، التي استجاب لها الله وأسقط نظام حسني مبارك بثورة يناير".لم يكن ترشيح الشاطر مفاجأة لأغلب المصريين خصوصا من يعلم أنه "الرجل القوي الذي يُسير أمر الجماعة، لأنه الأغنى".
ظل الشاطر المولود في محافظة الدقهلية بدلتا مصر في مايو 1950 يعيش متواريا عن الأضواء دون إزعاج، طوال سنوات عضويته بالجماعة التي بدأت منذ 1974.وبدأ الشاطر، الذي حصل على عفو شامل من المجلس العسكري ليغلق ملفاً مليئاً بالقضايا آخرها قضيتا "مليشيات الإخوان في الأزهر"، و"غسل الأموال"، نشاطه السياسي عام 1966 منتمياً إلى منظمة الشباب الاشتراكي وهو طالب في المرحلة الثانوية، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إلا أن نكسة 1967 فتحت له الطريق أمام المشاركة في تظاهرات الطلاب 1968، ليسجن 4 أشهر، ويفصل من الجامعة. حصل الشاطر على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية عام 1974، ثم ماجستير الهندسة بكلية الهندسة جامعة المنصورة حتى أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا بنقله خارج الجامعة مع آخرين ضمن قرارات سبتمبر 1981م، وهرب الشاطر خارج مصر خوفاً من الملاحقة الأمنية من نظام السادات وأقام في السعودية، ثم الأردن ثم إنكلترا، طوال 7 سنوات اشتغل فيها بالتجارة.وبعد عودته، أسس الشاطر مع صديقه حسن مالك باكورة الأمبراطورية الاقتصادية، بتأسيس شركة خدمات الحاسب الآلي "سلسبيل"، وكانت هي الواجهة التي يديران من خلالها ملايين "الإخوان"، والتي صودرت أموالها عام 1992، وتم حبسه لمدة عام على خلفية القضية المعروفة إعلامياً بـ"سلسبيل".يدير الشاطر منذ وصوله إلى منصب نائب المرشد ملفي التنظيم وأموال الجماعة، وهما الملفان الأهم في الإخوان، وهو ما وضع أسرار التنظيم وأمواله تحت يده.وبحسب الموقع الرسمي للشاطر، فإن الرجل أصيب خلال سنوات سجنه الأخيرة قبل ثورة 25 ينايرعلى ذمة قضية "مليشيات الإخوان بالأزهر" بأمراض عديدة من بينها "السكري"، و"تضخم في عضلة القلب" أجرى على إثرها عملية "قسطرة"، وكذلك انخفاض نسبة الهرمون المفرز من الغدة الدرقية.يعتبر كثيرون أن الشاطر مهندس بناء علاقات "الإخوان" مع الغرب، وأنه يجيد طمأنة القوى الغربية تجاه الصعود الإسلامي، بدأ ذلك مبكراً بمقاله في صحيفة "الغارديان" البريطانية عقب فوز "الإخوان" في الانتخابات البرلمانية عام 2005، بعنوان "لا داعي للخوف منَّا".