فاتح ومدينة: محمد الثاني ينهي العصور الوسطى بفتح القسطنطينية

نشر في 25-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 25-07-2012 | 00:01
تولى السلطان "محمد الفاتح" عرش الدولة العثمانية سنة (855هـ/1451م)، وهو في ريعان شبابه والدولة في قمة قوتها، وكان حلم فتح عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (الروم) يراود أذهان المسلمين على مدار تسعة قرون إلا أن جميع المحاولات فشلت، وكانت الدولة العثمانية قد وضعت مخططاً يفضي بمحاصرة القسطنطينية التي تعد واحدة من أكبر مدن العصور الوسطى ومعقل المسيحية الشرقية، وعزلها عن محيطها تمهيدا لإسقاطها.

بدأ محمد الثاني مخططه بتوحيد بلاد الأناضول (آسيا الصغرى) تحت سلطته، وزاد في عدد قوات الجيش حتى وصل تعداده إلى ما يقارب الربع مليون جندي، حتى عد وقتها أقوى جيوش العالم، واستدعى المهندس المجري "أوربان" أشهر صانعي المدافع وقتذاك الذي كلفه بصناعة أكبر مدافع العالم حينها، الذي عرف باسم المدفع السلطاني، وسارع بزيادة عدد سفن الأسطول العثماني حتى وصلت إلى 400 سفينة استعدادا لحصار القسطنطينية بحرا.

وعمد محمد الثاني إلى رفع معنويات جنوده بترديد حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". وكان الفقهاء والوعاظ ينقلون هذا الحديث والخطب الحماسية إليهم لبث الحماسة في قلوبهم.

عندما أنهى السلطان محمد الثاني استعداداته، أمر بتحرك الجيوش من عاصمة ملكه "أدرنة" في المحرم من سنة 857هـ، وصل بعد شهرين أمام أسوار القسطنطينية الحصينة، وبدأت ملحمة حصار واحدة من أهم المدن في التاريخ، ورغم محاولات الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع عشر الدفاع عن المدينة، إلا أن ظروف العصر كانت قد آذنت بأفول نجم الإمبراطورية البيزنطية، فقد شن العثمانيون هجوما كاسحا برا وبحرا، في وقت نزلت صاعقة من السماء ضربت أبراج كنيسة "آيا صوفيا" فكانت نذير شؤم على أهالي القسطنطينية.

وفي يوم (الثلاثاء) الموافق 20 جمادى الأولى 857هـ بدأ الهجوم العام الشامل على المدينة ومن كل اتجاه مع استخدام أسلوب البدل بين كتائب المهاجمين، وبعد أربع موجات هجومية قام بها العثمانيون اقتحمت فرقة فدائية من خلاصة أبطال الجهاد أسوار المدينة ورفعت الأعلام العثمانية عليها وأصيب قائد الجند البيزنطيين"جوستنيان" إصابة خطيرة، فنزل قسطنطين إلى أرض القتال ليقود المدافعين عن المدينة وخلع ملابسه الملكية وظل يقاتل مترجلاً بسيفه حتى قتل في أرض المعركة وفاءً بقسمه أن يدافع عن المدينة حتى آخر نفس في صدره، وكان لانتشار خبر مصرعه فعل السحر فانهارت المعنويات، وسقطت المدينة في منتصف النهار، ودخل محمد الفاتح المدينة وخر لله ساجدا شكرا وحمدا، وأمر بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى جامع في الحال، وبتغيير اسم المدينة من القسطنطينية وروما الجديدة إلى المدينة "إستانبول" أي مدينة الإسلام، وعرف السلطان محمد الثاني بـ"الفاتح" بعد دخوله المدينة العظيمة.

back to top