الاقتصاد يُسقط أوباما أمام رومني في المناظرة الأولى
• المرشح الجمهوري ينتقد عدم وفاء خصمه بوعوده • المرشح الديمقراطي يمتنع عن مهاجمة منافسه
ظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مظهر المتردد، في المناظرة الأولى التي جمعت بينه وبين منافسه الجمهوري ميت رومني، في جامعة دنفر في ولاية كولورادو أمس فجرا، بينما بدا الأخير واثقا بنفسه وأكثر جاهزية، ونجح في تسليط الضوء على عدم وفاء أوباما بمعظم وعوده الانتخابية الاقتصادية.
ظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مظهر المتردد، في المناظرة الأولى التي جمعت بينه وبين منافسه الجمهوري ميت رومني، في جامعة دنفر في ولاية كولورادو أمس فجرا، بينما بدا الأخير واثقا بنفسه وأكثر جاهزية، ونجح في تسليط الضوء على عدم وفاء أوباما بمعظم وعوده الانتخابية الاقتصادية.
بدا المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ميت رومني هادئا ومصمما، خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعته بخصمه الديمقراطي الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ قدم أداء جيدا اتسم بالهجومية، مستهدفا سياسات منافسه الاقتصادية التي «سحقت» الطبقة الوسطى الأميركية، على حد قوله.وواصل رومني، الذي كان بحاجة ماسة إلى الخروج من المناظرة في موقع قوة لتخطي تخلفه في استطلاعات الرأي، نهجه الهجومي طوال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، وبدا أكثر ارتياحا في هذا النوع من المبادلات، بينما بدا أوباما في بعض الأحيان عصبيا، يسعى إلى تفادي المواجهة المباشرة، وفي أحيان أخرى غير مهيأ بشكل جيد.
وقال رومني معلقا على برنامج أوباما: «إن الرئيس لديه رؤية مشابهة كثيرا لتلك التي عرضها حين ترشح قبل أربع سنوات: رؤية لحكومة أكبر حجما مع المزيد من النفقات والمزيد من الضرائب والمزيد من الضوابط»، مضيفا: «هذا ليس الرد المناسب لأميركا. سأعيد لأميركا الحيوية التي تعيدها إلى العمل».التخفيضات الضريبيةورد أوباما مؤكداً أن رومني سيقر تخفيضات ضريبية بقيمة 5.4 تريليونات دولار، يستفيد منها بصورة خاصة الأكثر ثراء، متهما خصمه بعدم تحديد الثغرات في النظام الضريبي التي يعتزم سدها.وقال الرئيس الأميركي: «إن الحاكم رومني لديه نظرة تقول انه إن خفضنا الضرائب عن الأثرياء وخفضنا الضوابط فسنكون أفضل حالا، أما أنا فلدي نظرة مختلفة»، داعيا إلى «الوطنية الاقتصادية».وتحدى رومني أوباما قائلا إن «كل ما قاله عمليا عن خطتي الضريبية غير دقيق»، مؤكدا أن الاقتصاد «عانى» بسبب «الإفراط في فرض ضوابط».الطبقة الوسطىوأكد رومني أن الاقتصاد الأميركي سلك «طريقا غير مثمرة» منذ بدء رئاسة أوباما في يناير 2009، مشددا على أن الطبقة الوسطى «سُحقت» في تذكير بهفوة ارتكبها نائب الرئيس جو بايدن، وسارع الجمهوريون إلى استغلالها.ولفت بصورة خاصة إلى أن الأرقام تعبر بنظره عن سوء أداء الرئيس المنتهية ولايته على الصعيد الاقتصادي، خصوصا في ما يتعلق بالعجز في الميزانية، الذي لم ينخفض عن ألف مليار دولار رغم وعود أوباما بتخفيضه إلى النصف. ورد أوباما: «حين وصلت إلى المكتب البيضاوي، كان ينتظرني عجز يفوق ألف مليار دولار، وكلنا نعلم من أين أتى»، ولم يذكر سلفه الرئيس السابق جورج بوش غير أنه أشار إلى «حربين تم دفع نفقاتهما بواسطة قروض ومجموعتين من التخفيضات الضريبية التي لم تكن ممولة».الضمان الصحيودار سجال أيضاً بين المرشحين حول مسألة الضمان الصحي، خلال المناظرة التي حضرتها في الصف الأمامي زوجتا المرشحين ميشال أوباما وآن رومني.وأكد رومني مرة جديدة عزمه إلغاء الإصلاح الذي أقره الرئيس الديمقراطي في عام 2010 فرد أوباما: «من السخرية اننا رأينا هذا النموذج يعمل بشكل فاعل جدا في ماساتشوستس»، في إشارة إلى إصلاح مماثل أقرّه رومني في ولايته حين كان محافظا لها.وختم المرشح الجمهوري: «إذا أعيد انتخاب الرئيس، فعليكم أن تعتادوا بطالة مزمنة»، مغتنما هذا المنبر المتاح له من أجل تعزيز حظوظه بعدما لم ينجح ترشيحه رسمياً في المؤتمر الوطني الجمهوري، ولا اختياره لمرشحه لنيابة الرئاسة بول راين في تحقيق ذلك.من جهته، ختم أوباما وهو يبتسم: «قلت قبل أربع سنوات انني لست رجلاً مثاليا، وانني لن أكون رئيساً مثالياً، وهذا هو الوعد الذي يعتقد الحاكم رومني أنني وفيت به». وتابع: «لكنني وعدت أيضاً بأنني سأناضل كل يوم من أجل الشعب الأميركي، وقد وفيت بهذا الوعد، وإذا انتخبتموني فسوف أواصل نضالي هذا خلال ولايتي الثانية».الامتناع عن الهجوموكان من المتوقع أن يواجه رومني هجوما خلال المناظرة بشأن شريط الفيديو الذي تم تسريبه ويتهم فيه «47 في المئة من الأميركيين» بأنهم «يعتقدون أنهم ضحايا»، مؤكدا أنهم «لا يهمونه»، وبشأن الترتيبات الضريبية التي تحظى بها شركاته في الخارج وفق نظام معقد، والتي يقول الديمقراطيون انها تمكنه من التهرب من دفع ضرائب.لكن الرئيس الأميركي لم يأت على ذكر هاتين المسألتين، كما أنه لم يذكر شركة باين كابيتال، التي ساهم رومني في تأسيسها، ومكنته من جمع ثروة طائلة، غير أن أسلوبها في تعاطي الأعمال موضع جدل.(دنفر - أ ف ب،رويترز، يو بي آي)