نظرة إلى المكملات الغذائية

نشر في 16-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 16-12-2012 | 00:02
No Image Caption
يلجأ كثر إلى المكملات الغذائية، على اعتبار أنها سبيلهم الأمثل إلى صحة أفضل. ولكن من الضروري تبني مقاربة متزنة تستند إلى الأدلة في تقييمنا لهذه المكملات.
في ما يتعلق بأهمية المكملات الغذائية، من الصعب أحيانًا الموازنة بين الأحكام العلمية السليمة والادعاءات البسيطة الجازمة. نقدّم لكم في ما يلي بعض التحذيرات التي يجب أن تأخذوها في الاعتبار خلال تقييمكم المكملات الغذائية:

• حذارِ الادعاءات المبالغ فيها. إذا بدا لكم المكمل الغذائي أفضل من أن يُصدّق، فهو بالتأكيد غير فاعل.

• لا تولوا الشهادات والتأكيدات، التي تثبت فاعلية المكملات الغذائية، أي أهمية، حتى لو كانت صادرة عن مشاهير. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الروايات، التي يخبرك بها أصدقاؤك وأقاربك عن فاعلية منتج ما، لا تُعتبر دليلاً علميًّا قاطعًا، وإن كانت نيتهم سليمة ولا يملكون أي دافع مادي ليروجوا لهذه المنتجات.

• حذارِ من المنطق القائل: «إن كان القليل جيدًا، فالكثير أفضل». على سبيل المثال، لا شك في أن الفيتامين A ضروري للصحة. غير أن جرعاته التي تتخطى الكمية الموصى بها (3000 وحدة دولية للرجال و2330 وحدة دولية للنساء) تفاقم خطر الإصابة بكسور. كذلك قد تزيد الجرعات المفرطة من حمض الفوليك خطر الإصابة ببعض الأورام.

• حذارِ من المصطلحات التي لا معنى لها. تشمل لائحة هذه المصطلحات: طبيعي، غني بمضادات الأكسدة، مثبت مخبريًّا، مضاد للشيخوخة، وغيرها من ادعاءات غامضة وإنما مغرية توحي للمستهلك أن هذا المنتج يعزز صحة القلب، مثلاً، أو البروستاتا، أو القوة الجنسية أو الطاقة أو قوة العضلات، أو يساعد في خسارة الوزن أو الدهون وغيرها.

• يجب التنبه لأي تفاعل سلبي بين المكمل الغذائي والأدوية التي تتناولونها. أظهرت دراسة شملت أكثر من ثلاثة آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 57 و85 سنة أن 49% منهم يتناولون مكملاً غذائيًّا واحدًا على الأقل، في حين يأخذ 81% منهم دواء واحدًا على الأقل وصفه لهم الطبيب. كذلك يتناول 37% من الرجال الذين تخطوا سن الرابعة والسبعين خمسة أدوية أو أكثر. لذلك استشيروا الطبيب والصيدلي دومًا قبل أخذ أي مكملات غذائية. واحرصوا على سؤالهما بالتحديد عن أي تفاعل بينها وبين الأدوية التي تأخذونها.

• حذار من المنتجات المغشوشة. فقد سحبت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية أكثر من 140 منتجًا من الأسواق لأنها احتوت على مواد غير مصرّح عنها. ولعل المثال الأبرز المكمل الغذائي PC-SPES، الذي رُوِّج له على أنه يساهم في معالجة سرطان البروستاتا. لا شك في أن هذا المكمّل الغذائي خفّض مستويات مستضد خاص بالبروستاتا (PSA). لكن تأثيره هذا لا يعود إلى الأعشاب الصينية الثماني الغامضة التي يتألف منها، بل إلى ما يحتوي عليه من إستروجين قوي (diethylstilbestrol)، فضلاً عن مضاد للتخثر (وارفارين) ومضاد للالتهاب غير ستروئيدي (indomethacin). صحيح أن PC-SPES سُحب من الأسواق منذ زمن، إلا أن الكثير من هذه المكملات لا يزال يُباع في الصيدليات. يُروَّج اليوم لمنتجات كثيرة على أنها تعزز الأداء الرياضي أو تساهم في خسارة الوزن، إلا أنها ملوّثة بأدوية لا يجب تناولها عشوائيًّا.

• حذارِ من المنتجات التي تحتوي على جرعات أكبر وأصغر مما تدعي. من الصعب أن تعرف ما تتناوله في هذه المكملات، خصوصًا أن بعضها لا يجتاز اختبار المؤسسات المسؤولة عن الصحة العامة. لذلك قد يكون من الأفضل أن تختار منتجات تعرف يقينًا أنها خضعت لتجارب دقيقة من مؤسسات علمية موثوق بها.

back to top