الدوحة تدعو إلى مراجعة «مبادرة السلام» وعباس يتمسك بها

نشر في 10-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 10-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• نتنياهو: لن ننسحب من الضفة كما فعلنا في غزة • بيريز يستبعد تنفيذ أعمال استيطانية في المنطقة «إي 1»

أطلقت قطر أمس موقفاً لافتاً، بخصوص مبادرة السلام العربية إذ دعت إلى تعديلها، تبعاً للمتغيرات التي حصلت في العالم بعد عشر سنوات من تبنّيها في قمة بيروت العربية في عام 2002، في حين دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التمسك بالمبادرة، إذ إن البديل سيكون الحرب.
بعد سلسلة من الإنجازات الميدانية التي تمثلت بصمود غزة في الحرب الأخيرة والسياسية بعد حصول فلسطين على صفة دولة غير مراقب في الأمم المتحدة، التي حققها الفلسطينيون أخيراً، عقدت اللجنة الوزارية العربية لمبادرة السلام اجتماعاً في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، دعا فيه رئيس اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى إعادة النظر في مبادرة السلام العربية، في حين دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الإبقاء عليها، لأن البديل هو الحرب.

وقال الشيخ حمد بن جاسم في مستهل الاجتماع: «قلنا منذ البداية إن مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة للأبد، إننا لا نسعى للسلام بأي ثمن والسلام بالنسبة لنا لا يعني الاستسلام». وأضاف: «من الطبيعي والمنطقي أنه من بعد هذه السنوات العشر أن نقف وقفة موضوعية لإعادة تقييم عملية السلام بما فيها المبادرة العربية، ولأن ندرس بعمق المتغيرات المتلاحقة في المنطقة وفي العالم، وأن نحدد بدقة خطانا وخارطة طريقنا للمرحلة القادمة».

كما انتقد حمد بن جاسم اللجنة الرباعية الدولية. وقال إنه «كذلك لابد من مراجعة أداء اللجنة الرباعية الدولية وبحث جدوى استمرارها، فقد أثبتت فشلها وعجزها عن تحقيق أي انجاز».

عباس متمسِّك

من جهته، أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن موقف مخالف للموقف القطري، إذ قال في كلمته أثناء الاجتماع: «بالنسبة للمبادرة العربية لا يجوز بأية حال من الأحوال الحديث عن إزاحتها من الطاولة. يجب أن تبقى». وأضاف: «هي مبادرة مهمة جداً ونتمنى الا نتحدث في كل مرة عن إزاحتها من الطاولة، لأننا إن أزحناها فهي الحرب»، متسائلاً: «هل نحن مستعدون للحرب؟ أقول عن نفسي لا لست مستعداً لذلك».

إلا أن عباس اتفق مع رئيس الوزراء القطري حول عدم فاعلية اللجنة الرباعية، وقال إنها «لم تفعل شيئاً». واقترح عباس في المقابل «وضع آلية مدة ستة أشهر تقول بالانسحاب من الأراضي المحتلة وبإطلاق سراح الأسرى ووقف الاستيطان». وأضاف: «إذا حصل هذا فمن الممكن أن تكون هناك مفاوضات ذات جدوى».

من جهة أخرى، شدد رئيس السلطة الفلسطينية على أن شرط المصالحة الفلسطينية هو المرور إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقال: «بدون هذه الانتخابات لا توجد مصالحة».

«شبكة الأمان»

إلى ذلك، طالب عباس الحاضرين في الاجتماع بتوضيح موقفهم من «شبكة الأمان المالي» التي وعد بها العرب الفلسطينيين، والتي قيمتها مئة مليون دولار، على ضوء إحجام السلطات الإسرائيلية عن تحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.

وقال عباس: «نتمنى أن تقولوا لنا هل أنتم موافقون على هذه الشبكة أم لا؟». وأضاف: «عند ذلك يمكن أن نعرف موطئ أقدامنا في الخطوة القادمة»، مشيراً إلى أنه «صحيح حصلنا على دولة لكن على الأرض هناك انهيار للسلطة، إذ لسنا قادرين على دفع الرواتب».

كما طلب رئيس السلطة الفلسطينية من الحاضرين إبداء ملاحظاتهم حول مشروع الدستور الفلسطيني وقال في هذا الصدد: «آن الأوان ليكون لنا دستور، ونتمنى أن نسمع من إخواننا مواقفهم وملاحظاتهم حول هذا الدستور الذي سنعلنه قريباً».

نتنياهو ينتقد

في المقابل، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عباس بشدة «بسبب عدم إدانته التصريحات الأخيرة الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو القول خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته إن «عباس لم يستنكر أيضاً الاعتداءات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة، فضلا عن سعيه إلى الوحدة مع حركة حماس المدعومة من إيران». وأضاف: «شعب إسرائيل سيتغلب على أعدائه الذين يتفوهون بتصريحات تكشف عن وجوهم الحقيقية، فهم يريدون تدمير دولة إسرائيل وبطبيعة الحال سيفشلون». وشدد نتنياهو على أن إسرائيل «لن تنسحب من الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب كما حدث في غزة».

بيريز يستبعد

من ناحية ثانية، استبعد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تنفيذ أعمال بناء استيطانية في المنطقة «إي 1» الواقعة بين القدس الشرقية والكتلة الاستيطانية «معاليه أدوميم» بموجب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن بيريز قوله في مؤتمر اقتصادي في إسرائيل، أمس، أنه «تم في الماضي اتخاذ قرارات حكومية بالبناء في هذه المنطقة، وهذا مجرد قرار آخر».

واعتبر بيريز أن القرار يصبح مهماً «فقط في حال قررت إسرائيل ضم هذه المنطقة إليها».

(الدوحة، القدس ـ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top