اختبارات القلب الفائقة... هل تطيل العمر؟
الخضوع لاختبارات تشخيصية لقلبك «للاطمئنان فقط» لا تساعدك على العيش لفترة أطول أو الشعور بالتحسن، حتى إنها قد تسبب لك ضررًا كبيرًا. إليك التفاصيل.
يعاني واحد من كل ثلاثة رجال أميركيين أحد أشكال أمراض القلب والشرايين، وفقًا لجمعية القلب الأميركية. ليس من المستغرب إذًا أن يطلب الرجال من الأطباء إجراء اختبارات إضافية لمعرفة مدى صحة القلب لديهم. أليس من الذكاء التحقق من وقت إلى آخر من المخاطر الخفية، مثل انسداد الشريان التاجي؟ليست هذه الحال دائمًا، إذا لم تكن تعاني أعراضًا أو خطر الإصابة بأمراض القلب، فقد لا تقدم لك الاختبارات أي منافع وتكبّدك تكاليف ومخاطر محتملة. يقول الدكتور توماس لي من جامعة هارفرد: «لا يمكنك أن تجعل شخصاً صحته جيّدة يشعر بأنه أفضل، ولا تتوافر أدلة حول إمكان تطويل عمر الشخص الذي يتمتّع بصحة جيدة من خلال خضوعه للاختبارات. إذًا، ما العمل؟».
تصوير القلب أصدرت الكلية الأميركية لأمراض القلب أخيراً قائمة بالاختبارات اللازمة التي تستخدم عادة ولكن ليس دائمًا، وركزت على التصوير الفائق التكنولوجيا للقلب إلى جانب تخطيط صدى القلب.تلتقط اختبارات تصوير إجهاد القلب صورًا لقلبك عندما يجبر على العمل بجهد أكبر. قد يأخذ الإجهاد شكل تمارين رياضية قوية، على غرار المشي السريع على آلة المشي، أو تناول دواء يجعل نبضاته أسرع.«تهدف هذه الاختبارات إلى الكشف عن مرض الشريان التاجي الخفي الذي لا يمكن الكشف عنه في اختبار آخر»، يقول الدكتور ويليام الزغبي، مدير معهد تصوير القلب والأوعية الدموية في مستشفى ميثوديست في هيوستن والرئيس الحالي للجمعية الأميركية لطب القلب. تنتج اختبارات التصوير المتقدمة الموسعة، مثل تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، صورًا دقيقة عن القلب والشرايين التاجية التي تغذيه. كذلك تستخدم تقنية مسح نسبة ترسب الكالسيوم في الشريان التاجي معلومات من الصور المقطعية المحوسبة، لقياس مدى ترسب اللويحات الغنية بالكالسيوم في الشرايين التاجية.تصوير القلب غير الضروريتسلط توصيات الكلية الأميركية لأمراض القلب الضوء على سيناريوهات يعجز فيها تصوير القلب الفائق التكنولوجيا عن الكشف عن أي شيء من شأنه تغيير العلاج بطريقة مفيدة.تقييم المخاطر الروتينية: توصي الكلية الأميركية لأمراض القلب بألا يشكل تصوير الإجهاد القلبي جزءًا من التقييم الأولي للمخاطر التي يتعرض لها الشخص، إذا كان لا يظهر أي أعراض، مثل ضيق في التنفس أو عدم راحة في الصدر. فضلاً عن ذلك، الاختبارات الطبية غير مناسبة للأشخاص الذين لا يعانون مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع الكولسترول في الدم، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، التدخين والتاريخ العائلي لأمراض القلب.- متابعة روتينية: تذكر توصيات الكلية الأميركية لأمراض القلب أن تصوير الإجهاد القلبي غير مناسب للمتابعة الروتينية لدى الأشخاص الذين يتمتعون بحالة قلب مستقرة أو لا يظهرون أي أعراض، بما فيهم أولئك الذين خضعوا لجراحة في القلب لمعالجتهم من مرض الشريان التاجي ولم تظهر عليهم أعراض جديدة أو مغايرة.- تخطيط صدى القلب (Echocardiography): قد يلجأ الأطباء إلى تخطيط صدى القلب للتحقق من الصمامات الراشحة أو الصمامات التي لا تفتح تمامًا. وفق الكلية الأميركية لأمراض القلب، الأشخاص الذين يعانون أمراضاً خفيفة ومستقرة في الصمام أو لا يظهرون أي أعراض، يستفيدون من المتابعة الروتينية مع تخطيط صدى القلب.- دعامات النوبات القلبية: تشمل توصية أخرى للكلية الأميركية لأمراض القلب القسطرة: إجراء شائع لفتح الشرايين المسدودة أو الضيقة، يقوم على تثبيت أنبوب معدني قابل للتوسيع (دعامة) في منطقة الانسداد لفتح الشريان واستعادة تدفق الدم إلى القلب. هذا العلاج مفضّل لمعالجة النوبة القلبية الحادة، لكن تحذر الكلية الأميركية لأمراض القلب الأطباء من وضع دعامات إضافية في الشرايين التاجية التي لا علاقة لها بالنوبات التي تصيب المريض، ما دامت الحالة مستقرة.إيجابيات الاختبار وسلبياتهعندما يخضع المرضى لفحوص غير ضرورية، قد يحصلون على فوائد غير مؤكدة مع تكبد تكاليف مالية ومواجهة مخاطر حقيقية: - التعرض للإشعاع: يعرضك بعض اختبارات التصوير إلى كمية صغيرة وإنما غير منطقية من الإشعاع، خصوصًا الأشعة المقطعية، لذا وضعت مبادئ توجيهية حول التعرض للإشعاع، فلماذا لا نوفر هذه الاختبارات للوقت الذي نحتاج فيه إليها حقًا؟- انذارات كاذبة: مع كل اختبار، قد نحصل على نتائج «إيجابية كاذبة»، يعني ذلك أن الاختبار يبين ما إذا كان قلبك يعمل بشكل غير طبيعي في وقت تشعر فيه أن كل شيء على ما يرام. وتؤدي الايجابيات الكاذبة إلى مزيد من الفحوص، وربما إلى علاجات غير ضرورية.- التكلفة: في هذا العصر الذي نشهد فيه ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، يمكن أن تكلفك اختبارات التشخيص أموالاً طائلة. في الواقع، أنت من سيتحمّل الكلفة الإجمالية للاختبارات غير الضرورية.- وقت ضائع: يتراكم إجمالي الوقت الذي تمضيه في ترتيب الاختبارات والخضوع لها ومتابعتها، وتنفق جزءًا منه في القلق بشأن نتائج الاختبار أيضًا.قرار مشتركتشجع توصيات الكلية الأميركية لأمراض القلب على اتخاذ مزيد من القرارات المستنيرة ومناقشة الهدف من الاختبارات مع الطبيب المختص. يقول الدكتور لي: «من المعقول أن يسأل المرضى: هل المقصود من الاختبار دفعنا إلى الشعور بتحسن أو عيش فترة أطول؟».بالنسبة إلى المريض الذي تظهر الأعراض عليه، يمكن لتشخيص أمراض القلب الكامنة وعلاجها أن يحقق الأهداف كافة. لكن تُظهر الأبحاث أن من غير المرجح الكشف عن أي مشكلة في القلب لدى الشخص الذي يخضع للاختبارات ولا يظهر أي أعراض أو عوامل خطر، وبما أنه يتمتع بحالة جيدة فلن يشعر على نحو أفضل نتيجة الاختبار. يضيف الدكتور لي: «ينصح معظم التوصيات أساسًا بعدم إجراء اختبارات للأشخاص الأصحاء».تعرف إلى اختبارات القلب الفائقة التكنولوجيا- تخطيط صدى القلب: تعكس صورة صدى القلب موجات القلب الصوتية بهدف جمع معلومات عن حجمه وشكله ووظيفته. كذلك يمكن للاختبار أن يكشف ما إذا كان الدم يتدفق بشكل صحيح.- تخطيط صدى القلب الإجهادي: يجمع تخطيط صدى القلب مع الإجهاد أو الدواء الذي يجعل القلب ينبض أسرع. يبين الاختبار مدى فاعلية القلب تحت الضغط، عندما يطلب منه العمل بجدية أكبر.- اختبار الإجهاد النووي: للقيام بهذا الإجراء، يتم حقن مادة كيماوية مشعة في الدم لتمتصّها خلايا عضلة القلب. يجبر القلب على تسريع نبضاته من خلال ممارسة الرياضة أو تناول الأدوية، عندئذٍ يتم فحصه بواسطة كاميرا خاصة لمعرفة مدى تدفق الدم الى عضلة القلب عندما يعمل بجهد.- تصوير القلب المقطعي: يستخدم تصوير القلب المقطعي الأشعة السينية لإنتاج صور مفصلة من القلب، بما في ذلك تركيبته وإمدادات الدم.- تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية المحوسبة: يبين صور الشرايين التي تزود عضلة القلب بالدم.- يستخدم اختبار ترسب الكالسيوم في الشريان التاجي معلومات المسح المقطعي لتقييم تراكم الترسبات الغنية بالكالسيوم في الشرايين التاجية.- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: يستخدم المغناطيس وموجات الراديو لإنتاج صور مفصلة للقلب. عكس تصوير القلب المقطعي، فهو لا ينطوي على التعرض للأشعة السينية.- يظهر تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي الشرايين التي تزود عضلة القلب بالدمّ.