مرسي ووعد الـ100 يوم

نشر في 11-08-2012
آخر تحديث 11-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 نواف فهد البدر من يعرفني جيدا يعرف أني من عشاق جمهورية مصر العربية، وهذا العشق وراثي من والدي الذي اعتاد أن يتنفس هواء القاهرة بشكل دوري قبل زاوجه، وبعده أصبحنا نستنشق هواءها بشكل دوري، واعتدنا أن نشرب من نيلها الجميل، ولذلك لا نملك إلا أن نعشقها بكل أحوالها وأوقاتها وظروفها، وما يجمع الكويتيين مع مصر هو قصة حب من نوع آخر.  قبل أيام كنت في زيارة إلى مصر وهي الأولى بعد الثورة، فمصر تغيرت لكنه ليس تغييرا كبيرا، فما زال جوها في المساء جميلاً، وما زال نيلها يروي كل ظامئ، ولكن هناك تغييرات ملحوظة أولها نفسيات الشعب المصري، فأصبح الجميع يتحدث بالسياسة بعد أن كان الكل يقول «ما لنا ومال السياسة»، و توقعت أن أشاهد مصر بصورة سيئة حسبما نسمع، لكن ولله الحمد الأمن موجود ومستقر بعيداً عن حادث شمال سيناء الأخير.  والرئيس الدكتور محمد مرسي أصدر وعداً بتحقيق إصلاحات وتنمية في مجالات مهمة تعانيها مصر وهي الأمن والمرور والخبز والنظافة والوقود، وتلبية هذه الاحتياجات صعبة لذلك قسمها إلى 64 بندا، وكما هو واضح هناك عقبات كبيرة أمام تطبيق هذه الوعود التي قاربت على تجاوز نصف المدة التي أعلنها الرئيس. ويجب أن يعي أعداء مرسي ومنافسيه وأعداء الإخوان، أن «مرسي خلاص قعد عالكرسي»، وأن يقوم فلول الوطني أو الأحزاب المتنافسة ومن يكرهه بعرقلة مسيرة الرئيس وعمله، فهو إيذاء لمصر وشعبها وليس للرئيس فقط، فما زالت مصر تعاني انقطاع الكهرباء في عدة مناطق وبأوقات مختلفة، ومن المواقف التي حصلت معي قبل أسبوع في مصر، حيث كنت في أحد المطاعم للسحور وفجأة انقطعت الكهرباء، وبعد صيحات الاستهجان أخذ أحد المصريين يصرخ «بركاتك يامرسي» وبطريقة كوميدية، وهذا هو الجميل في الشعب المصري رغم الألم والمعاناة فإن روح الدعابة والمرح لا تفارقهم.  وكان من المشاهد المؤلمة التي شاهدتها في عيني، أن قال لي أحد سائقي «التاكسي» إن هناك من مسؤولي النظافة من يتعمد أن يرمي الزبالة بأماكن عامة، بالبداية لم أصدقه لكن كنت أسايره في الحديث، وبعد يومين كنت في طريق المحور وهو طريق سريع في مصر ورأيت بنفسي عمالاً يقومون بإنزال الزبالة في طريق فرعي من المحور، وإغلاق حارتين من أصل ثلاث حارات! للأسف هناك من يحارب مرسي لأي سبب كان، ولكن من المؤكد أنهم ينتقمون من مصر وشعبها لا من الرئيس أو الإخوان، والمشكلة المرورية في مصر بعد الثورة بسبب إهانة رجال الأمن وزوال هيبتهم ومكانتهم السابقة، وهو بكل أسف نتاج ممارساتهم القمعية لعقود من الزمن للشعب الذي انتفض وانتقم منهم، لكن جزءا من المشكلة هو الباعة المتجولون الذين يقومون بالبيع بأي شارع كان وإغلاق حارة من أجل ذلك، كل هذا دون أن يستطيع رجل الأمن فعل شيء! وعد المئة يوم خطأ ارتكبه الرئيس لأنه فتح المجال أمام أعدائه وهم كثر لاستغلالها ضده، وللأسف ضد تنمية مصر.
back to top