«الجيش الحر» يكثف هجماته في إدلب وحلب

نشر في 13-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 13-10-2012 | 00:01
No Image Caption
العاهل السعودي يلتقي الإبراهيمي... والدوحة تدعو الأمم المتحدة إلى تشريع دعم المعارضة بالسلاح

كثف «الجيش الحر» أمس محاولته للسيطرة على مناطق استراتيجية في إدلب وحلب، في وقت تواصل التوتر بين سورية وتركيا على خلفية إجبار طائرة سورية على الهبوط في أنقرة. إلى ذلك، التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، في حين دعت قطر الأمم المتحدة إلى تشريع دعم المعارضة بالسلاح.
صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة في سورية أمس هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، في وقت سجل امس الاول وقوع اكبر حصيلة من القتلى في صفوف القوات النظامية منذ بدء النزاع.

وقتل 14 عنصرا من القوات النظامية صباحا في هجوم للمقاتلين المعارضين على حاجز في قرية خربا، قرب بلدة معربة في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى مقتل ستة من المقاتلين في الهجوم، وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا الخميس جراء هجمات عدة، لاسيما في ادلب، حيث قتل 39 عسكريا، في حصيلة هي الاكبر التي تتكبدها القوات النظامية في يوم واحد منذ بدء النزاع.

وأبلغت مصادر طبية وكالة فرانس برس ان ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا، وجرح عدد مماثل منذ منتصف مارس 2011، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية الى عشرين، واستمرت المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب، التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، ويحاولون مد سيطرتهم على كل المنطقة وطريق الامداد الى مدينة حلب.

واشار المرصد الى ان القوات النظامية لجأت الى الطيران الحربي في استهداف مبنيين في معرة النعمان، تزامنا مع محاولتها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية التي تمر بها كل تعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب.

 وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا امس الأول من السيطرة على نحو خمسة كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب معرة النعمان، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة ايام، بحسب المرصد.

وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال، «ان لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، فسأسلم بنهاية النهار».

وافاد المرصد عن قصف عنيف بالطيران الحربي لمحيط المعسكر امس، ويعد وادي الضيف الذي يبعد خمسة كيلومترات عن معرة النعمان، اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة.

كما شن مقاتلون معارضون فجر امس هجوما على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة (الى الشرق من حلب)، واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان المقاتلين سيطروا على جزء من الكتيبة.

وفي حلب كبرى مدن الشمال، افاد المرصد بتعرض احياء الحيدرية (في شمال شرق المدينة) والسكري والفردوس (جنوب) لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على اطراف احياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر (شرق)، بحسب المرصد.

موسكو والطائرة

في سياق آخر، افادت صحيفة روسية أمس بأن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا خلال رحلة من موسكو الى دمشق كانت تنقل قطع رادار روسي لانظمة مضادات الصواريخ السورية، وليس اسلحة.

ونقلت صحيفة كومرسانت الروسية عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها ان الطائرة كانت محملة بـ12 صندوقا، تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري، ونفت اتهامات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن الشحنة كانت تشمل ذخائر.

وقالت المصادر ان الشحنة لم تكن تتطلب اي وثيقة خاصة، لانها لا تشكل اي خطر على طاقم الطائرة او حتى على الطائرة، مضيفة: «هذا ليس سلاحا»، متسائلة: «اذا حمل شخص ما جهازا لاسلكيا مغلقا على متن طائرة، فهل هذا يشكل تهديدا للطائرة او الركاب؟»، مضيفا: «لم يتم انتهاك اي قوانين دولية».

ونفى المتحدث باسم وكالة تصدير الاسلحة الروسية «روسوبورن-اكسبورت» فياشيسلاف دافيدنكو «وجود اي شحنة تخص الوكالة» على متن الطائرة كما قال اردوغان.

ونقلت كومرسانت عن المصادر قولها إن جهاز الامن الفدرالي الروسي يمكن ان يفتح تحقيقا حول كيفية تسرب المعلومات بأن الطائرة كانت تحمل شحنة حساسة، الى السلطات التركية.

العاهل السعودي  

الى ذلك، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس في جدة مع المبعوث الدولي والعربي الى سورية الأخضر الابراهيمي السبل الكفيلة بإنهاء العنف في سورية، بحسب مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الانباء السعودية أن اللقاء شمل «الاوضاع الراهنة في سورية والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف، ووقف نزيف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الانسان» في هذا البلد.

وحضر الاجتماع الامير مقرن بن عبدالعزيز، المستشار والمبعوث الخاص للملك، والامير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية، وكان نائب وزير الخارجية السعودي استعرض مع الابراهيمي مساء امس الاول تطورات ومستجدات الأزمة السورية، وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والاقليمية، وسيزور الابراهيمي اليوم تركيا.

قطر

في السياق، نفى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية «قيام بلاده بتزويد المعارضة السورية بالاسلحة او قيامها بتمويل مشتريات المعارضة من السلاح»، مشددا في الوقت عينه على أنه «على الامم المتحدة تشريع هذا الشكل من الدعم، كما عليها دراسة موضوع اقامة مناطق حظر طيران في سورية لحماية المدنيين السوريين».

ولفت العطية، في تصريح أمس في العاصمة اليابانية طوكيو، إلى أن «قطر لا تزود المعارضين السوريين الا بالغذاء والدواء، لأن تزويدهم بالسلاح يتطلب موافقة الامم المتحدة، واقامة منطقة حظر طيران».

(دمشق، جدة، طوكيو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top