مسيرة «كرامة وطن»... مطاردات وتوقيفات وإصابات

نشر في 22-10-2012 | 01:25
آخر تحديث 22-10-2012 | 01:25
3 ساعات من المواجهات... وتدخل «الحرس الوطني» يمنع تجمع المتظاهرين في «الإرادة»

3 ساعات عاشتها مناطق العاصمة أمس من المواجهات والمطاردات بين القوى الأمنية وقوى الأغلبية أدت إلى إصابة 64 شخصاً واعتقال العشرات.

فرقت القوى الأمنية أمس تجمعات دعت اليها اغلبية مجلس 2012 المبطل وبعض المجاميع الشبابية، رفضا لمرسوم تعديل آلية التصويت في الانتخابات النيابية، تحت شعار «كرامة وطن».

وشهدت مناطق التجمعات، التي حددها المشاركون منطلقا لمسيراتهم, وهي بالقرب من قصر نايف، ومحيط قصر العدل، وبالقرب من برج البابطين, عمليات كر وفر بين القوى الامنية، التي ضربت طوقا محكما حول تلك المناطق، والمتظاهرين الذين احتشدوا بالمئات في تلك الأماكن، قبل ان يبدأ تفريقهم من القوى الامنية، التي ابلغتهم بإخلاء التجمعات المخالفة للقانون، قبل ان تبدأ باستخدام القنابل الصوتية والمسيلة للدموع.

وتحت وطأة الاجراءات الامنية لجأ المتظاهرون الى «خطة بديلة»، قضت بالتجمع في ساحة ابراج الكويت، التي قصدها المشاركون من اماكن التجمع الثلاثة، وسط مطاردات من العناصر الامنية التي اغلقت الطرقات داخل مربع امني، امتد من شارع الخليج الى الاماكن الداخلية التي حددها المنظمون كمراكز تجمع للمسيرات التي ينطلق منها المشاركون الى مركز التجمع في ساحة الارادة.

تجمع «العدل»

وبدأ المتظاهرون في التجمع قرابة السابعة مساء، في المناطق التي حددت للانطلاق بالمسيرات، وابرزها محيط قصر العدل امس، حيث احتشد المئات في حديقة البلدية، ليقابلوا بعدد من القنابل الصوتية لتفريقهم.

لكن المتجمهرين اصروا على البقاء ليؤدوا صلاة العشاء في ساحة حديقة البلدية، المقابلة لقصر العدل، ثم ينتقلوا بعدها في مسيرة على الاقدام، مرددين العديد من الهتافات، ومنها «لن نسمح لك»، الاكثر ترديداً، ومرت المسيرة امام «البورصة»، وتوقفت امام دوار مكتبة البابطين عند حسينية معرفي، بعد ان حاصرتهم قوات الامن الخاصة.

واتجه المشاركون في المسيرة نحو شارع الخليج، للاندماج مع المسيرات الاخرى التي انطلقت من امام قصر نايف وبرج البابطين، وقد حاصرتهم القوى الامنية مجددا، واطلقت باتجاههم القنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ما حدا بعدد كبير منهم الى الفرار باتجاه نقعة الشملان بالقرب من سوق شرق، بينما خرق بعض المشاركين الاجراءات الامنية وصولا الى ابراج الكويت.

وبينما عاود المتظاهرون الاتجاه في مسيرة راجلة حاصرتهم القوات الخاصة فوق جسور سوق شرق، مستخدمة القنابل الدخانية والصوتية، ما اسفر عن بعض الاصابات وحالات اغماء، وقد رفض المتجمهرون الانصياع لاوامر القوات الخاصة، وساروا في تظاهرة محدودة ضمت العشرات، وعبرت منطقة شرق الى شارع فهد السالم للذهاب الى ساحة الارادة, لكن القوات الخاصة شكلت حاجزا أمنيا أمام مجلس الأمة في الطريق المؤدي إلي قصر السيف.

وقد تمركزت قوات مكافحة الشغب، التابعة للحرس الوطني، أمام ساحة الإرادة، وامهلت المتجمهرين مدة ربع ساعة لإخلاء الساحة، تحت طائلة استخدام القوة معهم، لتنتهي التجمعات بعد ساعات من المواجهات.

تجمع برج التحرير

أما بالنسبة لنقطة التجمع الأساسية التي كانت مقررة للدائرتين الثانية والرابعة أمام برج التحرير بالعاصمة، فقد نجحت القوات الخاصة في فضها بالقوة، من خلال إطلاق القنابل الصوتية، مما أجبر القائمين على مسيرة «كرامة وطن» على تغيير نقطة التجمع الى أبراج الكويت، التي تجمع فيها آلاف المواطنين، وتسببت القنابل في إصابة عدد من المواطنين قدرتها المصادر الطبية بـ 64 إصابة.

وكانت القوات الخاصة فاجأت المتظاهرين عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس بإطلاق القنابل الصوتية التي أثارت الرعب بينهم ونجحت في تفريقهم، بعد أن منحتهم فرصة أولى وأخيرة لفض التجمع أمام برج التحرير وقصر نايف، ورفض ذلك النائب السابق وليد الطبطبائي، فقامت بعد إطلاق القنابل باعتقاله على الفور، ثم أغلقت جميع الطرق المؤدية الى قصر نايف وبرج التحرير بعد مغادرة المتظاهرين.

وكان عند برج التحرير لحظة إطلاق القنابل النواب السابقون جمعان الحربش ومبارك الوعلان وحسين الدوسري، اضافة الى مئات المواطنين، ومنعت قوات الشرطة المواطنين والصحافيين من الوصول الى شارع الخليج للالتحاق بالمسيرة عند ابراج الكويت، كما اغلقت كذلك الطرق المؤدية الى ساحة الارادة.

وأعطى الحرس الوطني عند الساعة العاشرة فرصة مدتها 15 دقيقة للمحتشدين في ساحة الارادة ليفضوا التجمع وإلا فسيُفض بالقوة، واستجاب المتظاهرون لمطلبهم، وكان هناك النائب السابق محمد هايف اضافة الى عضوي المجلس المبطل خالد شخير وعبدالله الطريجي، وأعلن هايف انتهاء المسيرة وطلب من ابناء الدائرة الرابعة الحضور إلى ديوانه مساء اليوم تضامنا مع النواب والشباب المحتجزين.

«الداخلية»: إصابة 11 من رجال الشرطة

«لن نسمح بالخروج في مسيرات مهما كانت الأسباب»

أعلنت وزارة الداخلية أنه على الرغم من التنبيهات والتحذيرات المتكررة التي أكدتها الوزارة من خلال البيانات الصادرة عنها بعدم القيام بأية مسيرات أو تجمعات مخالفة للقوانين والإجراءات أياً كانت المبررات والدوافع حفاظاً على الأمن والنظام، فإن مجموعات من المتجمهرين خالفوا هذه التعليمات ما أدى إلى تعطيل حركة السير والمرور والمصالح التجارية والحيوية.

وقالت الوزارة في بيان لها أصدرته مساء أمس «إن مجموعات من المتجمهرين تعمدوا الخروج بمسيرات شملت المناطق التجارية وسط العاصمة وبالقرب من أبراج الكويت بشارع الخليج العربي غير عابئين بالتعليمات والإرشادات بحظر تلك المسيرات، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة السير والمرور والمصالح التجارية والحيوية والوصول إلى المستشفيات، ورشق رجال الأمن بالحجارة وغيرها ما أدى إلى إتلاف عدد من المركبات الأمنية، وإصابة عدد أحد عشر من رجال الشرطة، نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقى العلاج نتيجة الإصابات التي تعرضوا لها، ما اضطر أجهزة الأمن بدعم من الحرس الوطني إلى التعامل الفوري والمباشر مع هذه التجاوزات الصريحة والخرق العلني للقانون، حيث تم ضبط عدد من مثيري الشغب والعنف وإحالتهم مباشرة إلى جهة التحقيق المختصة».

وشددت «الداخلية» مجددا على أنها لن تسمح مطلقا بالخروج في مسيرات أيا كانت الأسباب والدواعي، مناشدة الجميع عدم مخالفة القوانين، ومؤكدة أن أجهزة الأمن المعنية ستتعامل مع هذه المسيرات بكل الحزم والشدة، داعية الجميع إلى التعاون معها تحملا للمسؤولية الوطنية، وإدراكا لخطورة تلك المخالفات الجزائية للحيلولة دون الوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية.

الزميل العبدالله يساوم بالسلم ويُضرب بالمطاعة!

استخدمت القوات الامنية امس أسلوب الكر والفر مع المتظاهرين، ولم تسلم السلطة الرابعة من العنف والقسوة رغم حضور الاعلاميين بشكل محايد بهدف تأدية عملهم. وهذا ما حدث للزميل يوسف العبدالله امس خلال تغطيته احداث «الارادة» مع زملائه الصحافيين، فقد حاصرته قوات الداخلية اسوة بالمتجمهرين امام سوق شرق بعد ان نزلوا الى البحر في نقعة الشملان مما جعل احد أفراد قوات الامن الخاصة يدعوه إلى الصعود والخروج من البحر، وعند تلبية النداء قوبل العبدالله بالضرب من رجلين من القوات الخاصة بالأرجل، بالاضافة الى ضربه بالمطاعة رغم تعريف الزميل العبدالله عن نفسه وإبراز هويته الاعلامية.

ولم يقتصر انتهاك وسائل الاعلام على الزميل العبدالله فقط، فقد قامت قوات الامن ايضا بالاعتداء على الزميلين فهد القبندي من صحيفة القبس وأنور الفكر من صحيفة الراي اثناء تأدية عملهما.

انعقاد دائم لمجلس الدفاع

أكد مصدر أمني لـ«الجريدة» أن مجلس الدفاع الأعلى كان في حالة انعقاد دائم، وقررت القيادات الأمنية والعسكرية تحريك قوات الحرس الوطني إلى ساحة الأحداث، بعد أن أظهرت التقارير الأمنية أن المتظاهرين أخذوا يجوبون الشوارع التجارية في العاصمة، ما ينذر باندلاع عمليات سلب ونهب من قبل المتربصين وضعاف النفوس والمندسين، فضلاً عن أن قوات الحرس الوطني كانت في حالة استنفار وجاهزية عالية، للتحرك والتعامل مع أي شغب محتمل في أي موقع آخر.

فريق العمل: فهد التركي ومحمد الشرهان ويوسف العبدالله وعلي صنيدح ومحيي عامر وخالد الدوسري وجورج عاطف وعادل سامي ومحمد راشد وفهد الرمضان

تصوير: رائد قطينة ونوفل إبراهيم وعبدالله الخلف وشهدي جرجس وحمدي شوقي وجورج ريجي

back to top