إلى متى؟

نشر في 09-06-2012
آخر تحديث 09-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 عفاف فؤاد البدر أحب أن أشارككم بعض الملاحظات التي انتهيت بها خلال سفري في شهر مايو إلى الدول الأوروبية التي كثيراً ما تحدث الناس عنها وعن نظامها في تخطيط الشوارع وطرق السير وتوزيع الأبنية، ونظافتها في الأماكن العامة قبل الخاصة والمتنزهات، وخاصة دورات المياه التي تفتقر بلادنا العربية إلى الاهتمام بها.  وكذلك التزامهم بالمواعيد التي هي من أخلاق الإسلام، والالتزام بالقوانين خاصة المرورية، فلا تجاوز للسرعة أو تخطٍّ لإشارة إلا في الأوقات والأماكن التي يسمح بها بحيث تجبرك على اتباعها، واحترام الغير حتى لو خالف دينه دينك.  أما الأمانة والصدق فهما صفتان يتحلى بهما الأوروبيون ويدفعون ما هو أقل من الفلس، ولا يتعذر أحدهم بعدم توافره بعكس دولنا العربية التي ترغمك على التنازل عنها، فالحق واضح عندهم.  كما أعجبني وبشدة اهتمامهم بصحتهم من دون إسراف ولا مغالاة، وذلك بعدم السماح ليومهم بالمرور دون ممارسة الرياضة، وأقلها المشي، فلا يبقى صغير ولا كبير إلا يمارسها بشتى أنواعها، فيا لها من حياة صحية!! كما أعجبني رعايتهم لبيوتهم بأنفسهم دون الحاجة لأيد عاملة ترفع الضغط. حتى إننا سكنا في فندق تقوم مالكته بنفسها بحجز الغرف، وتعد الإفطار وتنظف الغرف وتهتم بسقي الزرع، ورغم كبر سنها فإنها تقوم بكل هذه الأعمال لوحدها وهي مستمتعة، كما أنها تستقبل الزائر بكل سعادة وسرور، وهو فندق لا شقة، فكم استصغرت كل من تُقْبِل على الزواج وترفق بالعقد شرط الخادمة أو العاملة. وتذكرت هناك مقولة الإمام محمد عبده عندما زار بلاد الإفرنج فقال مقولته الشهيرة "وجدت إسلاما ولم أجد مسلمين"، فمتى يعود الإسلام إلى المسلمين ليتحلوا بأخلاق نبيهم ويلتزموا بالنظام في جميع تعاملاتهم ومعاملاتهم؟ ومتى تكون استراحات الطريق نظيفة وذات رائحة زكية؟ وإلى متى نتأخر عن مواعيدنا؟ أليس مخالفة الميعاد من صفات المنافق؟  وإلى متى لا نحترم قوانين المرور وخاصة من يستهتر في تجاوز الإشارة الحمراء في المناطق الداخلية ويسرع ليدرك الإشارة فإذا به يحتضن سيارة أخرى؟ وإلى متى نخون الأمانة ولا يهمنا إلا أنفسنا وليذهب الآخرون للجحيم؟ وإلى متى لا نخلص في أعمالنا وهذا سبب تأخرنا وفساد أخلاق مجتمعاتنا؟ وإلى متى ننوي المحافظة على صحتنا وما هي إلا دقائق حتى تغرينا قطعة من الكعك ولا يأتي في خاطرنا أن نمشي ولو لنصف ساعة يوميا حتى نبدو أكثر صحة ولياقة؟ وإلى متى سنعتمد على غيرنا في خدمتنا؟ ولمَ لا نكون مثل الأمهات في السابق بحيث تقوم الأم بتدبير المنزل وترعاه وتربي أبناءها دون الحاجة إلى تلك العمالة التي تجلب المصائب وصداع الرأس؟ هذا ما لاحظته وأثّر بي بالغ التأثير وأعجبني حقا... فإذا نويت أن تبدأ بالتغيير فأخبرني لنغير سويا؟!
back to top