الديحاني وخصخصة الرياضة

نشر في 16-08-2012
آخر تحديث 16-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 حسن مصطفى الموسوي في البداية نبارك لبطلنا الأولمبي الرامي فهيد الديحاني حصوله على البرونزية الثانية له وللرياضة الكويتية في تاريخ الألعاب الأولمبية، فلم يكن هذا الإنجاز ليتحقق مجدداً لولا عزيمته القوية ومثابرته وإصراره على النجاح، ونتمنى له حصد الميدالية الذهبية في المرة القادمة بإذنه تعالى. لكن هذا الإنجاز وما سبقه من حادثة كسر بندقيته قبل المسابقة الأولى واضطراره لاستعارة بندقية زميله القطري، يسلط الضوء وللأسف الشديد على مشهد متكرر في البلد، وهو الهدر المالي في المكان الخطأ وبدون أي فائدة تذكر، ومن أوجه هذا الهدر هو كيفية إنفاق الدولة على المجال الرياضي، فهل يعقل في ظل الصرف الكبير على هذا المجال سواء على الهيئة العامة للشباب والرياضة بما لديها من جيش الموظفين أو على الأندية والاتحادات، هل يعقل ألا يجد البطل الديحاني دعما ماديا أو جهة راعية من الدولة أو حتى القطاع الخاص من أجل تسهيل عملية سفره وشحن بنادقه الاحتياط مجانا؟! وهل يعقل ألا يستطيع أن يأخذ معه مرافقين من أجل تشجيعه ورفع معنوياته كما هي حال الرياضيين في كثير من الدول الأخرى التي ليس لديها القدرات المادية التي تملكها حكومتنا؟ ثم أين ذهبت ميزانية الأولمبياد البالغة مليوني دينار فقط لا غير؟! لكن هذا الواقع ليس بغريب لأنه أصبح ظاهرة خاصة في المجال الرياضي الذي بات مجرد واجهة تدريب ووجاهة لبعض أبناء الأسرة، تمهيدا لتقلد مناصب أخرى، بينما معظم الأندية غارقة في الفساد وصرف أموال الدولة في غير أوجهها الصحيحة، والطائفية والقبلية مسيطرتان على انتخاباتها، والدولة تصرف الملايين لاستضافة مقار منظمات رياضية إقليمية ودولية، ولشراء مناصب دولية ثبت من التجربة أنها استغلت للمصالح الشخصية ومحاربة قوانين الدولة لا الدفاع عنها. فما دامت الحكومة هي التي تصرف على الرياضة بينما لا يحق لها التحكم باختيار من يدير لها تلك الأموال، فلن تنصلح حال الرياضة وستبقى الإنجازات الدولية لرياضيينا (مثل إنجاز الديحاني) معتمدة على جهودهم الشخصية أكثر من دعم الدولة. أما إذا أردنا فعلا تطور الرياضة ورفع اسم بلدنا عالميا، فلا مناص من تطبيق الاحتراف الكامل وخصخصة الأندية وفتح باب الاستثمار في هذا المجال، بينما تكتفي الدولة برصد الجوائز للفائزين بالمسابقات المحلية ومكافأة الأندية التي تصنع الأبطال وتحرز البطولات العالمية مثل الأولمبياد، بدلا من أن تصرف هذه الأموال دون أي نتيجة تذكر مثلما هو حاصل الآن.  فهناك الكثير من المواهب التي ابتعدت نتيجة الإهمال، وهناك كثير من المواهب لم تدخل أصلا في المجال الرياضي نتيجة للوضع التعيس الذي يعيشه، وهناك رؤوس أموال مستعدة للاستثمار في هذا المجال متى ما توافرت الظروف المناسبة لذلك، وأبرز مثال على ذلك هو فواز الحساوي الذي استثمر في الرياضة خارج الكويت بعدما أراده البعض في نادي القادسية مجرد بقرة حلوب تقتصر مهمتها على الصرف بينما يتحكمون هم بكل القرارات.
back to top