إفرازات الأنف لا تسبّب رائحة فم كريهة
أعاني مشكلة مزمنة مع تدفق إفرازات الأنف منذ سنوات عدة فأصبحت رائحة نَفَسي كريهة نتيجةً لذلك. هل من علاقة بين الأمرين ولماذا؟ ماذا يمكن أن أفعل للتخلص من رائحة النفس الكريهة بسبب تدفق إفرازات الأنف؟
لا علاقة لمشكلة تدفق إفرازات الأنف برائحة النفس الكريهة عموماً، بل إنها تنجم في غالبًا عن تفكك الطعام في الفم، أو وجود جراثيم في أنسجة الفم أو في اللوزتين، أو مشاكل في الأسنان، أو جفاف الفم، أو مرض كامن في حالات نادرة. قد تنجم رائحة النفس الكريهة في حالتك عن مشكلة في الجيوب الأنفية مثل التهاب معين. لكن في هذه الحالة، لا بد من ظهور عوارض أخرى بالإضافة إلى مشكلة تدفق إفرازات الأنف. لتحديد سبب رائحة النفس الكريهة في حالتك وما يمكن فعله لمعالجة المشكلة، لا بد من تقييم الوضع بشكل مفصّل.تصنّع أنسجة الأنف المخاط طوال الوقت لترطيب المجاري الأنفية وتنظيفها. كل يوم، ينتج الأنف والجيوب الأنفية حوالى كوبين من المخاط. يتم ابتلاع معظم هذه الكمية خلال اليوم. يمكن أن ترتفع كمية المخاط بسبب زكام أو إنفلونزا أو حساسية أو عوامل مزعجة في الهواء مثل دخان التبغ. قد تزيد سماكة المخاط أيضاً بسبب الجفاف أو الالتهاب.
يتحدث عدد من الناس المصابين بمشكلة تدفق إفرازات الأنف بشكل مزمن عن وجود عوارض مثل تفريغ الحلق، أو السعال، أو بحّة الصوت، أو تغيّر الصوت. تشير هذه العوارض كلها إلى وجود ارتداد معوي، حتى لو لم تكن عوارض الحرقة في المعدة حادة. يؤدي الارتداد المعوي إلى ألم في الحلق، ما يعطي شعوراً بزيادة كمية البلغم في الحلق.قد يكون تدفق إفرازات الأنف عاملاً مزعجاً طبعاً، لكنه لا يؤدي في العادة إلى رائحة نفس كريهة لأن المخاط لا رائحة له. بالتالي، قد يكون الالتهاب الحاد في الجيوب الأنفية أحد أسباب هذه الرائحة، لكن لا يمكن أن تدوم هذه الحالة لسنوات. كذلك، من غير الشائع أن يكون تدفق إفرازات الأنف العارض الوحيد الذي يشير إلى وجود التهاب في الجيوب الأنفية. في العادة، تترافق هذه الالتهابات أيضاً مع احتقان الأنف وألم في الوجه وشعور بالضغط وسعال وتراجع حاسة الشم.ثمة سبب محتمل آخر قد يسبّب رائحة النفس الكريهة ويرتبط بمشاكل في الجيوب الأنفية، وهو انسداد الأنف المزمن الذي يدفع الشخص إلى التنفس عبر الفم بشكل مستمر. يؤدي التنفس عبر الفم إلى جفاف اللعاب، ما يسبب رائحة كريهة لأن اللعاب ينظف الفم طبيعياً، وبالتالي يتراجع حجم الجزيئات التي تسبب نفساً كريهاً. لكن بناءً على وصف حالتك، لا يبدو أن تدفق إفرازات الأنف مرتبط بانسداد الأنف المزمن، لذا يبدو أن هذا التفسير لا ينطبق على حالتك. أسباب كثيرةعلى الأرجح، ينجم النفس الكريه في حالتك عن أمر يحدث في فمك. قد تنشأ مشكلة رائحة النفس الكريهة نتيجة مشاكل في الأسنان مثل قلة نظافة الفم أو أمراض في اللثة أو أسنان اصطناعية لا تناسب الفم. قد يكون استعمال منتجات التبغ جزءاً من المشكلة أيضاً. يؤدي التدخين إلى جفاف الفم، ما يسبب رائحة نفس كريهة في أغلب الأحيان.قد تسبب الكتل التي تتجمع في اللوزتين رائحة نفس كريهة أيضاً حين تعلق الجراثيم التي تنتج الكبريت داخل اللوزتين. يمكن رؤية تلك الكتل الصغيرة البيضاء أو الصفراء أو الشعور بها داخل خبايا اللوزتين. يمكن تفكيك الكتل المكوّنة في اللوزتين من خلال غرغرة الفم بالماء الفاترة والملح. لكن في الحالات الحادة، قد يكون استئصال اللوزتين ضرورياً.قد ترتبط رائحة النفس الكريهة أحياناً بحالة طبية كامنة مع أن هذا الأمر ليس شائعاً جداً. على سبيل المثال، قد يؤدي داء السكري ومرض الارتداد المعوي المريئي وبعض الاضطرابات الأيضية إلى رائحة كريهة.في ما يخص تدفق إفرازات الأنف، ننصح بمعالجة الارتداد المعوي. يشمل العلاج رفع مستوى السرير ليلاً، وفقدان الوزن الزائد، وتجنب تناول الطعام قبل موعد النوم، و/أو معالجة الحالة بدواء مضاد للارتداد المعوي بين 3 و6 أشهر وفق إرشادات الطبيب. فضلاً عن ذلك، يساهم شرب كمية إضافية من الماء وتجنب تفريغ الحلق في تخفيض الانزعاج في الحلق. إذا كنت تعاني مشاكل في اللوزتين أو في الجيوب الأنفية من دون تدفق إفرازات الأنف، فمن الأفضل أن يعاين الطبيب وضع الأنف والحلق.يتوقف علاج رائحة النفس الكريهة على سبب المشكلة. لمعرفة المزيد عن الأسباب، تقضي الخطوة المفيدة الأولى بأخذ موعد مع طبيب الأسنان لإجراء معاينة دقيقة لأنسجة الفم والأسنان.