د. إيمان سليمان: الصوم يقاوم الروماتيزم وخشونة المفاصل

نشر في 22-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-07-2012 | 00:01
يشكل الصوم في شهر رمضان فرصة لتنقية الجسم من الشوائب التي تلحق به شرط اتباع نظام صحي وسليم في تناول وجبتي الإفطار والسحور، ولا يخرج مرضى الروماتيزم عن هذه القاعدة، إذ وتؤكد د. إيمان سليمان، اختصاصية أمراض الروماتيزم، أن شهر الصوم فرصة ذهبية للتخلص من متاعب المفاصل وآلام الظهر وغيرها من الأمراض الروماتيزمية. عن نصائحها في هذا الشهر الفضيل كان اللقاء التالي معها.

كيف يتمتع مريض الروماتيزم بالفوائد الصحية للصوم؟

غالبا ما تسبّب أدوية الروماتيزم التهابات في المعدة، لذلك يريحها الصوم قليلا، شرط عدم الإفراط في الأطعمة أثناء الإفطار أو السحور، تجنب الأطعمة الحريفة، الإقلال من اللحوم والحلويات، عدم المكوث ساعات أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر.

هل يختلف البرنامج الغذائي والدوائي لمرضى الروماتيزم خلال رمضان؟

بالطبع، فمثلاً يجب أن يشرب مريض النقرس الماء بكثرة خلال الإفطار لتجنب حدوث حصوات في الكلى، ومقاومة الشعور بالعطش وتجنب الألم.

وماذا عن الأطعمة على مائدتي الإفطار والسحور؟

أنصحهم بالابتعاد عن المخللات والمواد الحريفة مثل: البهارات والفلفل الأسود والمياه الغازية، عدم الإفراط في تناول أطعمة دسمة وحلويات، تناول أطعمة غنية بالكالسيوم والفيتامينات والبروتينات مثل الأسماك في وجبة الإفطار والزبادي والفواكه في السحور، وهو أمر لا غنى عنه للمرضى أو الأصحاء.

ما خطورة الإفراط في تناول الدهون والمياه الغازية؟

الإفراط في تناول الطعام خطر سواء للمرضى أو الأصحاء، إذا كان المريض يعاني من ترقّق العظام فيجب الابتعاد عن المياه الغازية، وإذا كان يعاني من خشونة المفاصل فيجب عدم الإفراط في تناول الدهون والحلويات كي لا يزيد وزنه وتسوء حالة المفاصل المصابة.

هل أمراض الروماتيزم من العلل المزمنة التي تتطلّب دواء مدى الحياة؟

ليست كل الأمراض الروماتيزمية مزمنة وتحتاج إلى علاج مدى الحياة بل البعض منها، بينما كثير منها يشفى بالعلاج من المرة الأولى.

ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الروماتيزمية؟

تختلف من مرض إلى آخر، فمثلاً من العوامل التي تسبب خشونة المفاصل: عدم ممارسة الرياضة وخصوصاً المشي، الاستخدام الخاطئ للمفصل مثل ثنيه لفترات طويلة، السمنة، عدم التوازن الغذائي... لذلك يحدد الطبيب برنامجه العلاجي وفقاً لطبيعة الحالة المرضية، ويساعد التشخيص المبكر على الاستجابة إلى الدواء وفاعليته وصولا إلى الشفاء من المرض.

هل يؤثر العامل الوراثي في الإصابة بالروماتيزم؟

في بعض الأمراض الروماتيزمية، مثل الروماتويد المفصلي وتيبس العمود الفقري، لكن لا يدخل العامل الوراثي في أساليب العلاج المتبعة التي تحقق نتائج إيجابية في السيطرة على المرض وممارسة الحياة بشكل طبيعي. الأهم التزام المريض بتعليمات الطبيب المعالج وعدم الشعور باليأس، ما يقوي جهاز المناعة والتقدم السريع نحو الشفاء.

ما أسباب الإصابة بترقق العظام؟

ترقق العظام مشكلة رئيسة في معظم أنحاء العالم، إذ يعاني المريض نقصاً في كثافة العظام وقوتهاـ ما يجعلها أكثر عرضة للكسر. لا يقتصر العلاج على الأدوية بل على برنامج متكامل يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بالكالسيوم، أدوية معوضة للكالسيوم حسب تعليمات الطبيب المعالج، الالتزام ببرنامج رياضي، احتياطات وقائية مثل إبقاء الظهر مستقيماً عند ثني الركبتين، استعمال أحذية منبسطة ومضادة للانزلاق، استخدام عصا للمشي أو «مشاية» عند الضرورة.

كيف تسهم الوقاية والاكتشاف المبكر للمرض في الشفاء؟

الأمراض الروماتيزمية مثل أي أمراض أخرى، كلما كان العلاج مبكراً تضاءلت مضاعفاتها، لذلك تؤدي التوعية الصحية دوراً في اتخاذ تدابير وقائية، تجنب الإصابة بالمرض في المراحل العمرية كافة، عدم ممارسة سلوكيات خاطئة في الغذاء والحركة، تجنّب فوضى تناول عقاقير وأدوية من دون استشارة طبيب اختصاصي.

هل يمكن لمرضى الروماتيزم من الأطفال الصوم من دون متاعب صحية؟

يتوقف ذلك على درجة المرض ونوعية الأدوية التي يتناولها الطفل المريض، وفي هذه الحالة لا يجوز للآباء إجبار أبنائهم على الصوم من دون الرجوع إلى الطبيب، ثمة حالات بسيطة قابلة للشفاء ويمكنها الصوم من دون متاعب، وأخرى تحتاج إلى علاج مكثف، خصوصاً أن القوة الجسمانية للصغار تكون أقل من المراحل العمرية الأخرى.

متى تصبح الجراحة الحل الأمثل لمريض الروماتيزم؟

في حال حدث تآكل في المفاصل عندها لا يفيد العلاج الدوائي، وفي حال تعرّض المفاصل لأمراض روماتيزمية لأسباب مثل حدوث التهابات، الإصابة بميكروبات أو فيروسات، حساسية مفرطة لطعام أو دواء معين، وأيضاً ما يسمى بالحساسية الذاتية وهي سبب أساسي لكثير من الأمراض الروماتيزمية الشائعة.

ما الجديد في علاج أمراض الروماتيزم المختلفة؟

ثمة تطور في علاج الروماتويد المفصلي والذئبة الحمراء بالأدوية البيولوجية، وهو نوع جديد من الأدوية التي توقف نشاط المرض عن طريق الحدّ من سلسلة التفاعلات التي يحدثها. كذلك ثمة تخصص في طب علاج الألم بتقنياته الجديدة بعيداً عن التدخلات الجراحية، من خلال الشفط أو الحقن بمواد آمنة، وقد أثبت هذا العلاج فاعليته في مواجهة آلام خشونة الركبة المزمن وآلام أسفل الظهر والكتف والعضلات الليفية المزمنة.

back to top