شركة مساهمة لاستيراد الفتنة!

نشر في 28-04-2012
آخر تحديث 28-04-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد خلف الجنفاوي المؤسسون:

أنظمة فاشلة تريد تصدير فشلها السياسي والتنموي وإلهاء شعوبها، يتعاون معها أصحاب إيديولوجيات مظلمة يبحثون عن كل ما هو شاذ في قمامة التاريخ لكي ينشروا فكرهم المريض، وها هم يروجون نفس الشعارات وإن اختلفت وجوهها الكالحة!

المساهمون في هذه الشركة:

كل من يردد شعاراتهم بسطحية وغباء، وكل من يساهم في ترويج إشاعاتهم، وكل من يصفق لخوائهم المرفوض من ديننا الإسلامي الذي يحضنا على السماحة والتعايش والتعقل الذي يدفعنا إلى الحوار والإقناع والتغلب على اختلافاتنا وإثراء معرفتنا بالآخر المجهول... فالإنسان عدو ما يجهل.

من السهل جداً هدم البلدان بآتون الاختلافات والطائفية، لكن الأسهل من ذلك هو نشر التسامح والعدالة من خلال المناهج التعليمية، وبألا تتخلى الدولة عن دورها حيال التعليم والثقافة والعلم والمجتمع. وأن تكون الدولة يقظة تتابع نشوء أي ظاهرة وتسعى إلى حصار شرارتها الأولى أولاً بأول حتى إن بدت بسيطة، فمعظم النار من مستصغر الشرر!

وعلى الدولة تعزيز روح المواطنة والعمل على تعزيز "المشترك"، وهو دائما الأكبر والأنفع، وهو الحل الأنجع لتحصين الدول من رياح السموم التي يبثها "مؤسسو" و"مساهمو" هذه الشركة المدمرة لكل ما هو جميل، فما من دولة سكتت عن هذه الشركة بأن يكون لمؤسسيها موطئ قدم، ولمساهميها "اكتتاب عام"، إلا وحل بها الخراب.

كنت أسأل نفسي كيف كانت الكويت مختلفة في محيطها، حتى علمت أن سر تميز هذا البلد أنه، حتى في أحلك الظروف حين كان التعصب هو الهم السائد لدى الآخرين، اختارت الكويت التسامح سبيلاً، وآثرت الانفتاح بدلاً من الانغلاق، وغلّبت التوافق حكماً بديلاً عن التسلط. كل هذا جرى في زمن مضى بحلوه ومره، لكن الأجداد بإباء وشموخ سلموها لنا مرفوعة الرأس تكسوها الحرية والتسامح والمشاركة في السلطة والثروة.

لنفسي ولكم أقول يا شباب الكويت... "لكل إنسان وطن يعيش فيه إلا درتنا الكويت فهي وطن يعيش فينا".

رحم الله "أبو الدستور" الأمير عبدالله السالم حينما كان يردد في افتتاح دورة مجلس الأمة أبيات الشاعر الأفوه الأودي صلاءة بن عمرو بن مالك:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جُهالهم سادوا

تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت

فإن تولوا فبالأشرار تنقــاد

back to top