النجوم وذكريات الطفولة... «خربشات» فنية رتّبتها الأيام
مهما تمرّ الأيام والسنون يبقى الحنين إلى الطفولة كامناً في ذواتنا، وإذا كانت أحلامنا التي ترافق هذه المرحلة تبقى أحياناً طي الذاكرة، إلا أن أحلام النجوم تشكل جزءاً من تاريخهم الذي يستعيدونه في كل مرة يُسألون عن علاقتهم بالفن، كونها تعود إلى مراحل طفولتهم المبكرة حيث دغدغت عقولهم ووجدانهم بعالم زاخر بالشهرة والأضواء، من دون أن يدرك عقلهم الطفل ما يحتويه هذا العالم من مشاقّ ومعوقات.
كيف عاش النجوم طفولتهم وهل أثرت بشكل أو بآخر في مسيرتهم الفنية؟ سؤال طرحته «الجريدة» على نجوم عرب وسجلت الانطباعات التالية.
كيف عاش النجوم طفولتهم وهل أثرت بشكل أو بآخر في مسيرتهم الفنية؟ سؤال طرحته «الجريدة» على نجوم عرب وسجلت الانطباعات التالية.
براءة وأحلام وردية
أحمد عبد المحسنمحمد الصيرفي« البراءة والحيوية والنشاط أفضل ما في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى اللهو والمرح»، يؤكد الفنان محمد الصيرفي موضحاً أننا في مرحلة الطفولة لا نحزن ولا نحقد ولا نغار، ولا تلفتنا هموم الدنيا ولا تجرفنا في دوامتها.يضيف: «عندما كنا أطفالاً كان داخلنا نظيفاً ورسمنا أحلاماً بأن نصبح أفضل ما في هذه الدنيا متسلحين بأمل لا حدود له أو مدى يتوقف عنده. بالنسبة إلي، حلمت منذ الطفولة بأن أكون مشهوراً وفناناً محبوباً واجتهدت لتحقيق هذا الحلم، فتعلمت وخضعت لتدريبات أهلتني خوض عالم الأضواء بثقة وبفضل الله تحقق هذا الحلم». في المقابل، يشير الصيرفي إلى ندمه على دخوله مجال الفن، ويقول: «في الطفولة رسمت في خيالي مجالا خالياً من الصعوبات، لكني فوجئت بالواقع ووصلت بي الحال في ما بعد إلى كره الفن، وتمنيت أن أكون في مجال آخر غير التمثيل}. يرى أن أغلب الفنانين لديهم غيرة مفرطة من زملائهم، وهذه أسوأ العيوب لأنها تجعل الفن مشحوناً وغير مطمئن ويحوي كثيراً من الجدل والنزاعات الخاصة والمنافسة غير النزيهة «في النهاية لكل منا أحلامه ومناخه الذي عاش فيه لذا يختلف الأمر من شخص إلى آخر». شوق «البراءة والعفوية من أبرز سمات الطفولة وعلى هذا الأساس يرسم الأطفال أحلاماً ويسعون إلى تحقيقها في المستقبل»، توضح الفنانة الشابة شوق لافتة إلى أن الشخص يستمتع عندما يستعيد ذكريات طفولته الجميلة.تضيف: «كانت طفولتي بسيطة ومرحة وظهرت خلالها موهبتي الفنية، لكني تريثت لغاية عمر الشباب وهذا من حسن حظي، وأنا راضية الآن عن نفسي ومرتاحة لأنني خضت مجال الفن بوعيٍ ومسؤولية. ربما لو حدث ذلك في الطفولة لما استطعت اتخاذ قرارات مهمة كتلك التي أتخذها الآن وهي مبنية على تفكير سليم وشخصية ناضجة».وترى شوق أن براءة الطفل لا تخوّله تكوين نظرة صحيحة عن المحيطين به، ما يدفعه إلى اتخاذ قرارات غير صائبة قد تضر به في المستقبل كأن يتراجع عن المستوى الفني الذي حققه، فثمة أطفال يستغل الأهل موهبتهم مثلاً لكسب أرباح مادية... في النهاية تبقى الطفولة أجمل المراحل في الحياة. ليلى عبد الله «في مرحلة الطفولة، رسمت أحلاماً في مخيلتي وحلمت بإنجازها عندما أكبر، وتمنيت أن أصبح فنانة، فالفن حلمي الذي لا ينتهي وأنا ما زلت صغيرة والأحلام كثيرة، وأتمنى أن أحققها في المستقبل. من بينها أن أكون مذيعة، إذ جذبني التقديم منذ نعومة أظفاري»، تقول الفنانة اليافعة ليلى عبد الله، وتضيف: «لدي أحلام أخرى إلى جانب الفن، كأن أصبح طبيبة أسنان أو طبيبة صحة، قد يصعب تحقيقها بعد انخراطي في مجال الفن الواسع والجميل لأنه يأخذ وقتاً، كذلك الأمر بالنسبة إلى دراسة الطب، لذا يجب تنظيم وقتي، وإلا لن يتوافق الأمران معاً. أتمنى متابعة مسيرتي الفنية وبلوغ الشهرة في المستقبل».دمعة وبسمةبيروت- ربيع عوادلم تكن طفولة ميريام فارس سهلة، فقد افتقدت حنان الأب منذ سنواتها الأولى وعوّضت والدتها هذا الغياب بحبها لابنتيها وتضحياتها... وفي إطلالة أخيرة لها بكت ميريام وهي تتحدث عن طفولتها وقالت إنها فتحت عينيها على الدنيا على صورة والدها وهو يبذر المال ويضرب والدتها، وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها طلبت من والدتها أن تصطحبها وشقيقتها رولا بعيداً عن المنزل.كذلك روت ميريام في الحديث نفسه كيف التحقت هي وشقيقتها بمدرسة داخلية بعدما تركهما والدهما، وكيف خاضت شقيقتها مجال العمل في وقت مبكّر وكيف اضطرت هي للغناء في أحد المطاعم في الليل ومتابعة الدروس في المدرسة في النهار.قسوة وتضييق حرمت قسوة الوالد ديانا حداد من عيش طفولتها كباقي أصدقائها، ولم يتح لها زواجها المبكر الاستمتاع بأحلام المراهقة. فقد كشفت في إطلالة لها أنها عشقت الفن منذ طفولتها إلا أنها كانت تخشى أن تخبر والدها، وفي التاسعة من عمرها شاركت في حفلة فنية حضرها أمير الكويت آنذاك الشيخ جابر الصباح، وكانت تبكي وهي تغني خوفاً من والدها الذي شاهدها على شاشة التلفزيون فعاقبها بالضرب. من هنا حرصت في تربيتها أولادها على أن يعيشوا طفولتهم كما يجب ويستمتعوا بها ضمن حدود العقل والمنطق حسب قولها.أما نانسي عجرم، التي كان أول صعود مسرحي لها في مهرجان بلدة ميروبا في جبل لبنان ولم تتجاوز الثالثة من عمرها، فكشفت في حديث لها أن والدها سعى إلى بلوغها النجومية وزاد من قوة شخصيتها، إلا أن ذلك كان على حساب طفولتها التي لم تعشها بعدما تحملت مسؤولية الفن باكراً، وقالت: «كنت أرى أصدقائي في المدرسة يقصدون السينما ويستمتعون بطفولتهم، أما أنا فلم أعش هذه الفترة الجميلة كوني بدأت الغناء باكراً جداً. لكن لو لم أخطُ هذه الخطوة لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم».عن كيفية تربيتها ابنتيها أوضحت أنها تحرص على أن تستمتعا بوقتهما وبالأمور التي لها علاقة بعمرهما، كاشفة أنها لا تمانع خوضهما مجال الغناء ولكن بعد تخطيهما عمر الطفولة، «حرمت من طفولتي ولا أريد أن تحرم ابنتاي منها». حبّ وتضحيةبعد تعرضه لمحاولة اغتيال سافر والده إلى الخارج وكان الفنان غسان المولى لا يزال طفلاً فتحمّل مسؤولية العائلة في عمر مبكر، ما حرمه عيش طفولة طبيعية على غرار أولاد الجيران أو الأقارب وغيرهم... وقد كشف أنه عاش حباً جميلاً وهو في السابعة من عمره.بأجمل الكلمات وصفت مادونا طفولتها التي عبقت بالحب والحنان والعاطفة، حسب قولها، موضحة أن والدها كان صيدلانياً ووالدتها ربة منزل وسيدة مجتمع من الطراز الأول، فتربت على المحبّة والتسامح والإيمان، وكانت محطّ إعجاب الجميع.أضافت أن حب الفن ولد معها وكبر مع السنوات وأنها شاركت في طفولتها في إعادة تقديم مسرحيات الرحابنة في منطقتها من بينها: «ناطورة المفاتيح»، «المحطة»، «لولو»، «ميس الريم» وغيرها.أشارت مادونا إلى أنها اكتسبت حب الأناقة من والدتها التي كان يُضرب بها المثل في هذا المضمار, وفي سن المراهقة استخدمت أقمشة ستائر المنزل لتصمِّم منها فستاناً لها، فهي تعشق الأناقة وتحرص على أن تبدو جميلة على الدوام. شقاوة وخجلالقاهرة - فايزة هنداوييوضح صلاح عبد الله أنه أمضى طفولته في بولاق الدكرور وهو حي شعبي يتمتع الناس فيه بالبساطة و{الجدعنة»، وكان له أصدقاء يشاركهم الألعاب المختلفة ويكتب شعراً بسيطاً ويلقيه عليهم. يضيف عبد الله أنه في تلك المرحلة كان يخجل من إقامته في منطقة شعبية بحكم أنه لم يكن واعياً، لذلك كان يدّعي أمام أصدقائه أنه يقيم في حي راق يفصل شارع بينه وبين بولاق الدكرور.الملابس والأكسسوارات ورسم الحناء أهم ما كان يشغل جنات في طفولتها، ولم تكن تشعر ببهجة العيد إذا لم ترسم على يديها بالحناء، أما حلم الغناء فراودها منذ الطفولة وعاشت على أمل تحقيقه.تؤكد زينة أن أيام الطفولة مرتبطة في ذهنها بصديقتها مي التي رافقتها منذ بداية سنوات دراستهما الأولى وشاركتها الألعاب والنشاطات والدرس. فيما تتذكر علا غانم طفولتها بحنين إلى الشقاوة واللعب وعدم الأخذ بالتحذيرات، مشيرة إلى أن والدتها كانت أقرب أفراد الأسرة إلى قلبها وكاتمة أسرارها.صداقة ترتبط ذكريات طفولة خالد سرحان بتامر عبد المنعم، الذي تقاسم معه صداقة قوية أخذاها من والديهما اللذين كانا صديقين في الأساس، فالكاتب الصحافي محمد عبد المنعم كان صديقاً للكاتب الراحل سمير سرحان...أمضت داليا البحيري أجمل ثلاث سنوات في طفولتها في السودان حيث نقل والدها للعمل في الخطوط المصرية للطيران في الخرطوم، فعاشت في حي شمبات بالخرطوم الذي يتميز أهله بالطيبة، ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة «سنتر سكول» وكانت تتحدث اللهجة السودانية بطلاقة.تعني الطفولة بالنسبة إلى سمية الخشاب اللعب والمرح والبراءة، فقد عاشتها في الإسكندرية، مسقط رأسها، التي تعشقها ولديها ذكريات لا تنسى فيها، من بينها أن والدها كان يحرص على شراء عروسة المولد لها وكانت مكونة من الحلوى، وكانت بنات العائلة يأكلن العروسة، فيما فضلت هي الاحتفاظ بها. وفي أحد الأيام نامت وعروستها إلى جوارها لتستيقظ على النمل وقد تجمع على العروسة الحلوى ولدغها من يديها وقدميها، ما أصابها برعب شديد وجعلها تحتفظ بعروستها في الثلاجة.شقاوةتقول منة شلبي إنها كانت طفلة شقية ومشهورة بتدبير مقالب في الجيران والأصدقاء، وكانت تستمتع باللعب مع أبناء الحي. كذلك كان أحمد الفيشاوي طفلاً شقياً وكان في الخامسة من عمره، عندما اشترى له والده فاروق الفيشاوي أول فانوس، لكنه كسره في اليوم نفسه فحزن لرؤية الفوانيس في يد أصدقائه وطلب من والده شراء فانوس آخر، فوافق بعد إلحاح وقد حافظ عليه حتى رمضان في العام الذي تلاه.يتذكّر صلاح السعدني طفولته في منطقة الجيزة حيث كان يستمتع باللعب مع أصدقائه، كذلك يتذكر المدرسة الابتدائية التي التحق بها وخطا فيها خطواته الأولى في الفن من خلال مشاركته بالجوقة فيها، وفي أحد الأيام رافقها لتسجيل حلقة مع «بابا شارو» في الإذاعة فاجتمعت الأسرة للاستماع إلى مقطوعة موسيقية عزفها بسعادة.يتذكر السعدني علاقته بشقيقه محمود السعدني الذي كان بمثابة أب له، إذ توفي والدهما وهو ما زال في مراحل طفولته الأولى وتعهد محمود بتربيته فأثَّر في تشكيل وجدانه وثقافته.بدورها تتذكر رانيا فريد شوقي طريقة الثواب والعقاب التي كان يعاملها بها والدها فريد شوقي، مشيرة إلى أنه حرمها مرة من السفر مع الأسرة إلى الخارج لأنها لم تحصل على درجات عالية في المدرسة كان يتوقعها.