إسرائيل تعلن عن «السحاب 2» وتستهدف حكومة غزة

نشر في 18-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2012 | 00:01
No Image Caption
• باراك: مصممون على الأهداف • مقتل 8 فلسطينيين وإصابة 4 جنود إسرائيليين

لم تثن التحركات الدولية والإقليمية الحثيثة حكومة بنيامين نتنياهو عن المضي قدماً في مشروع المجزرة الجديدة التي تنوي ارتكابها في غزة، فغداة موافقتها على تعبئة ما يصل إلى 75 ألف جندي تمهيداً للاجتياح البري، أعلنت أمس قرب بدء المرحلة الثانية من عملية «عمود السحاب»، بينما قصفت طائرات إسرائيلية مباني تابعة لحكومة حركة «حماس» ومكتب رئيس الوزراء ومقراً للشرطة.
أدت سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي على غزة أمس في إطار عمليته المستمرة «عمود السحاب» إلى مقتل ثمانية فلسطينيين وتدمير مقر حكومة «حماس» المقالة في القطاع أثناء زيارة وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام.

وأطلع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك نظيره الأميركي ليون بانيتا في اتصال هاتفي أمس على سير عملية «عمود السحاب»، مشدداً على أن إسرائيل مصممة على تحقيق أهداف العملية.

وكان الجيش الإسرائيلي حذر أمس من قرب تنفيذ المرحلة التالية من العملية، إذ بعث رسائل نصية عبر الهواتف إلى نحو 21 ألفاً من سكان غزة دعاهم فيها إلى الابتعاد عن أفراد حركة حماس، مؤكدا أن المرحلة التالية من الحملة على الأبواب.

وأكد جيش الاحتلال، الذي أصيب أربعة من جنوده في أشكول بجروح بصاروخ أطلق من غزة، مواصلة غاراته لليوم الرابع على التوالي، متحدثاً عن انخفاض عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع حيث قتل 38 فلسطينياً منذ بدء العملية الأربعاء.

وقال الجيش أمس إن «القوات الجوية شنت أكثر من 830 غارة على غزة منذ بدء عملية عمود السحاب منها نحو 180 غارة على قطاع غزة ليل الجمعة السبت»، مضيفاً أنه «أطلق أكثر من 350 صاروخاً من غزة على إسرائيل من بينها أكثر من 200 صاروخ تم اعتراضها من نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ». وأصيب أربعة جنود إسرائيليين أمس بصاروخ أطلق من قطاع غزة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي تزامن إعلانه مع صدور بيان لكتائب «القسام» الجناح العسكري لحماس بأنها أطلقت «خمس قذائف هاون» على «موقع ريعيم العسكري» قرب كيسوفيم القريب من وسط قطاع غزة.

وعلى ضوء هذا التصعيد، نشرت إسرائيل أمس بطارية خامسة من منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى، والتي كان من المقرر نشرها في غضون شهرين.

غارات وقتلى

في المقابل، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس أن ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة من ناشطي كتائب «القسام»، قتلوا في الغارات التي استهدفت منطقة رفح جنوب القطاع، ووسطه. وقال الناطق باسم الإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبوسلمية إن «أربعة فلسطينيين قتلوا في غارة على منطقة شمال رفح استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الزهور».

وأصيب أكثر من ثلاثين فلسطينيا بجروح في غارة جوية إسرائيلية صباح أمس استهدفت منزل إبراهيم صلاح مدير العلاقات العامة والدولية في وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في مخيم جباليا شمال القطاع.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة وقال المتحدث باسم حكومة «حماس» طاهر النونو إن «مقر رئاسة الوزراء دمر كلياً وأصيبت المنازل المجاورة بأضرار كبيرة نتيجة للقصف الهمجي الإسرائيلي»، مضيفاً أن «استهداف الحكومة غيظ منها حيث إن زيارة أمير قطر ورئيس الوزراء المصري لغزة ولمجلس (الوزراء المقال) شكلت ضربة للاحتلال».

وفي ساعات الفجر الأولى قصفت الطائرات الحربية مقر قيادة الشرطة الذي تديره «حماس» في منطقة الرمال غرب مدينة غزة ما أدى الى اندلاع حريق هائل في المبنى ألحق دماراً كبيراً في مباني المقر.

وقبل ذلك تعرض مقر الأمن الداخلي في حكومة حماس في شمال مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة للقصف الجوي أيضاً ما أسفر عن وقوع أضرار جسيمة في المبنى الذي يضم سجناً.

مباحثات دولية

دبلوماسياً، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن إسرائيل هي المسؤولة عن خرق الهدنة، التي كانت قائمة مع الفلسطينيين.

وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في اسطنبول قبيل مغادرته إلى مصر أمس، إن إسرائيل «اعتادت تنفيذ مثل تلك العمليات قبل موعد الانتخابات فيها». وانتقد الأطراف التي تتهم الفلسطينيين بتصعيد الوضع، واصفاً إياها بصاحبة «المقاربة الخاطئة». وذكر أنه تبادَل وجهات النظر، في اتصالات هاتفية، مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، والمصري محمد مرسي، الذي التقاه أمس خلال زيارته للقاهرة. كما تحدث إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وأوضح أردوغان أنه يسعى مع جميع الأطراف الدولية إلى ضمان وقف لإطلاق النار، في أسرع وقت ممكن، لاسيّما أن أعداد الضحايا في ازدياد، لافتاً إلى أن حركة حماس أبدت استعدادها لبحث الأمر، إلا أنها تطالب بضمانات أميركية، للتأكد من جدية الجانب الإسرائيلي.

من جهته، دان أمس وزير الخارجية التونسي، الذي تفقد خلال زيارته التي استمرت بضع ساعات، مقر الحكومة المدمر «العدوان الإسرائيلي السافر» على غزة. وقال «لم يعد هذا مقبولاً ولا مشروعاً بأي مقياس من المقاييس».

وبينما كان يتفقد دمار المقر سمع دوي انفجار نجم عن غارة جوية جديدة على شرق مدينة غزة.

كما أدان وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم غير العادي الذي عقد في القاهرة أمس، العدوان المتواصل على القطاع، معتبرين أنه عدوان همجي يتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني ويصب في خانة إشعال الأوضاع بالمنطقة.

وأوعز العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس بإرسال مساعدات إنسانية «عاجلة» إلى الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يواجه معاناة إنسانية وظروفاً معيشية صعبة، كما أوعز الملك إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن «باتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لتعزيز إمكانات ودعم كوادر المستشفى العسكري الميداني الأردني العامل حاليا في قطاع غزة».

وقف العدوان

بدوره، طالب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس كل من له علاقات قوية بإسرائيل بأن يمارس ضغوطاً عليها لوقف «عدوانها» على قطاع غزة ووقف «العمليات الإجرامية» والاغتيالات التي تقوم بها.

وقال عمرو، في تصريحات صحافية عقب مباحثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو، إن «العمليات الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل غير مقبولة بالمرة».

وحول الخطوات التي ستتخذها مصر في حال ما قرَّرت إسرائيل البدء في حملة عسكرية برية على قطاع غزة، أكد عمرو أنه على اتصال مستمر مع عدد من نظرائه في عدد من الدول، مشيراً إلى أنه أجرى أمس وأمس الأول اتصالات بحوالي 11 وزير خارجية ومنهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والبرازيل والأرجنتين.

واتهم وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس إسرائيل بارتكاب جرائم حرب أثناء هجومها على قطاع غزة، مبيناً أن «توقف جرائم الكيان الصهيوني ممكن فقط من خلال التضامن والمبادرة الثورية والتعامل بالمثل من قبل العالم الإسلامي».

(غزة، تل أبيب، القاهرة- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top