زمان يا فن : إستيفان روستي... الشرير ابن السفير

نشر في 23-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2012 | 00:01
No Image Caption
هو أبو العز في «قطار الليل»، مسألش في «سمارة»، الوجيه رستم في «سيدة القصر»، شريف بيه في «شاطىء الغرام»...

إنه استيفان روستي الفنان الذي جمع بين أدوار الشر والكوميديا ببراعة فاستحق لقب «الكوميديان الشرير»..

أمتعنا استيفان روستي بأفيهاته التي نرددها لغاية اليوم. من منا ينسى دوره في «سيدة القصر» أو عبارته الشهيرة «نشنت يا فالح» عندما أصابه محمد توفيق برصاصة خطأ.

كان والده سفير النمسا لدى مصر في أواخر القرن التاسع عشر، وخلال إقامته فيها أُغرم بفتاة إيطالية وتزوجها وسكنا في حي شبرا حيث ولد استيفان في 16 نوفمبر 1891.

لما علمت حكومة النمسا بزواجه سراً من إيطالية أقالته من منصبه، وهددت أسرته بالتبرؤ منه وسحب لقب «كونت» باعتباره من إحدى العائلات الحاكمة، فاضطر الأب إلى هجر زوجته وعاد إلى بلاده.

استمرّ الأب في إرسال نفقات ابنهما الوحيد، ثم توقف بعد رفض زوجته الإقامة معه في بلده، وانقطعت الصلة بينهما وتفرغت الأم لتربية استيفان بعد حصولها على الجنسية المصرية. بعد ذلك تزوجت من نجار إيطالي يعمل في محلات «بونتريمولي»، فعانى الابن متاعب بسبب زوج أمه الذي كان عنيفاً معه.

أول مخرج

بداية استيفان الفنية كانت مع فرقة سليم عطا الله (1912)، ثم تبناه عزيز عيد. سافر إلى أوروبا ومثل في أفلام من بينها: «البرج الهائل» وأفلام في فرنسا، ثم عاد إلى مصر وعمل مع فرق: روز اليوسف، نجيب الريحاني، يوسف وهبي واسماعيل ياسين.

بين 1925 و1927 تعرف استيفان إلى عزيزة أمير التي أسندت إلى مخرج تركي مهمة إخراج أول فيلم روائي طويل، لكنها اكتشفت بعد عام أنه بدد أموال الفيلم، فاستعانت باستيفان الذي حاول إصلاح ما أفسده التركي، وتغير اسم الفيلم من «يد الله» إلى «ليلى»، وعرض عام 1927 فأصبح روستي أول مخرج مصري لأول فيلم مصري، بعد ذلك أخرج خمسة أفلام هي: «عنتر أفندي، الورشة، ابن البلد، أحلاهم، جمال ودلال»، كذلك كتب سيناريوهات أفلام منها: «قطار الليل، بلدي وخفة، رقصة الوداع، قاطع طريق، صراع الجبابرة».

هكذا تحوّل استيفان إلى فنان شامل: يمثل ويكتب ويترجم ويخرج ويضحك ويبكي... وكانت أهم هواياته إلى جانب ذلك لعب الطاولة في المقهى مع حسين رياض ولعب البلياردو مع يوسف وهبي.

شارك في بطولة 284 فيلماً على مدى 40 عاماً واشتهر بأدوار الشرير منها: الظريف، الطماع خفيف الدم، وزعيم العصابة المودرن الذي يستخدم الحيل والمؤامرات بدلا من السكين والرصاص، وكان يؤدي هذه الأدوار بأسلوب متفرد.

حب وزواج

وعلى رغم اقتران اسمه بمغامرات نسائية، إلا أنه توقف فجأة بعدما التقى فتاة إيطالية يتيمة أحبها وتزوجها، وكانت مريضة فلم تنجب إلا بعدما بلغ الخامسة والخمسين من عمره، وكان طفلهما الوحيد مريضاً فمات بعد ثلاث سنوات، ما أثر على حالة استيفان النفسية فساءت واشتد عليه المرض.

والمثير في حياة استيفان أنه في أوائل العام 1964 تسربت إشاعة حول وفاته، وصادف أنه كان مع زوجته في زيارة أصدقاء في الإسكندرية، وطالت الزيارة عشرة أيام، ما ساعد على انتشار الإشاعة، فأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين له، إلا أن الأعضاء ما لبثوا أن أغمي عليهم عند دخول استيفان القاعة بشحمه ولحمه.

وفي 26 مايو من العام نفسه رحل استيفان روستي ولم يكن في جيبه سوى ثلاثة جنيهات. أما آخر فيلم له فكان «آخر شقاوة» إخراج عيسى كرامة، بطولة: أحمد رمزي وحسن يوسف ومحمد عوض.

بعد وفاته سرقت سيارته فأصيبت زوجته بالجنون وفقدت عقلها لأن السيارة آخر ما تمتلكه، وماتت سنة 1968.

back to top