خلدون النقيب... شعلة تنوير وباحث ثائر

نشر في 28-11-2012 | 00:02
آخر تحديث 28-11-2012 | 00:02
معرض الكتاب استعاد محطات من حياته

يحتفي معرض الكويت للكتاب بالدكتور الراحل خلدون النقيب، مستذكراً مشواره الزاخر بالعطاء والبحث العلمي.
نظم معرض الكويت للكتاب نسخته الـ37 ندوة بعنوان «خلدون النقيب... شعلة تنوير»، حاضر فيها أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب - جامعة القاهرة - الدكتور أحمد زايد والأديب إسماعيل الفهد، أدار الأمسية الدكتور عامر الصالح.

بداية، تحدث الدكتور أحمد زايد عبر ورقته البحثية «خلدون النقيب... بين تكوين الوعي وتكوين الأفكار» عن ثلاث مراحل من مسيرة الراحل، إذ خصص المرحلة الأولى عن ظروف نشأته، مبيناً أن وعيه التاريخي قد تشكل في الفترة المبكرة من حياته، فالتاريخ يكتب أمامه، وهو يشارك فيه أحيانًا، كما أن أعظم ما كتب في علم الاجتماع كان معتمدًا على التاريخ كمصدر من مصادر جمع المادة العلمية.

ويستعرض زايد رحلة النقيب في البحث عن المعرفة، من أجل التكوين الأكاديمي، مبيناً إطلاعه على جل تراث علم الاجتماع، وخبر مستويات تدريسية في جامعات عديدة «عربية وأجنبية» كما أنجز بحثا هاما عن التدرج الاجتماعي في الكويت، وقد عكس هذا البحث وعيا مبكرا بقضية البناء الطبقي والمداخل النظرية في دراسته.

النظم التسلطية

في المرحلة الثانية، يؤكد زايد: «أن النظرة إلى الدولة التسلطية لدى النقيب تكونت منذ الصغر، لذلك حرص الدمج بين استخدام النظم البيروقراطية الحديثة وبين الأدوات التراثية كالقبيلة وأرث الأبوية، فالنظم التسلطية العربية يتجذر تاريخها في «الدولة السلطانية» التي انتظمت الحكم في الإمبراطورية العثمانية، ومن قبلها في الحكم المملوكي.

مرحلة التأمل

أما المرحلة الثالثة، فيسرد فيها تفاصيل مشروعه الفكري والبحثي، معتبراً أنه محاولة لتشريح الحداثة العربية أو حالة التخلف العربي، وقد اتضح ذلك بجلاء من حياته لاسيما أن التأمل كان حاضراً بقوة خلال هذه الفترة، مضيفا أن الاحتفاء بذكرى خلدون النقيب هو احتفاء بالثورة، فقد كان النقيب باحثا ثائرا لا يخاف في الحق لومة لائم، ولا يخشي من أي خطر مهما كان.

وبدوره، أورد الأديب إسماعيل الفهد مواقف شخصية وأحداث منوعة تقاسمها مع النقيب، مؤكداً عبر ورقته البحثية أنه يصعب الكتابة عن صديق غاب أبدا، ممتدحاً رؤيته الحضارية الاستشرافية المنسجمة مع ذاتها بصرف النظر عن أي مكاسب، متتبعاً مشواره في دراسته الأكاديمية.

تحليل موضوعي

وأضاف الفهد: «في مناسبات جمعتني وإياه استشهد الدكتور خلدون بقراءات للمفكرين أدوار سعيد ونعوم تشومسكي، بما حفزني إلى أن أحاججه مرة: تأخذ بقراءتهما لمتغيرات المجتمع الغربي وتعارضهما بما ذهبا إليه، أجابني: تعجبني دقتهما في التحليل الموضوعي ولا تقنعني النتائج التي توصلا إليها، تبقى الأدوات البحثية لأيهما متابع للحراك الاجتماعي قاصرة إن لم يكن ملما بالمادية الجدلية، والإحالة هنا على الديالكتيك، غالبية المحدثين من علماء الاجتماع أخذوا بالبنائية لبدء مشاريعهم ومراكمتها معرفيا لحين بلوغ القصد، الذي فعله خلدون النقيب أنه أخذ المقولات الجاهزة بصفتها خلاصة منجزة، لينكب على تفكيكها بصبر وأناة بالغين مستعينا بالمنهج العلمي الأكاديمي.

أحداث مهمة

ويشير الفهد إلى أن النقيب من مواليد عام 1941، لما كانت الحرب العالمية الثانية في أوج  اشتعالها، وانسحابها أو انسحاب آثارها على طفولته المبكرة، ولا يغيب عن بالنا الدور الإنكليزي الأول في النكبة الفلسطينية عام 1947، وتأثر عقلية الطفل خلدون بالنقاشات الدائرة في وسطه العائلي أيامها، ثم يسرد الفهد مجموعة أحداث مهمة كان لها الأثر الكبير في حياته منها الثورة المصرية عام 1952 والعدوان الثلاثي على مصر العام 1956.

يذكر أن الندوة أقيمت في صالة 6 في معرض الكتاب استجابة إلى تذمر بعض المشاركين في فعاليات المقهى الثقافي في قاعة 5 بسبب عدم مواءمة المكان لتنظيم ندوات ومحاضرات.

back to top