هولاند يعترف للجزائر: الاستعمار كان ظالماً ووحشياً

نشر في 21-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-12-2012 | 00:01
No Image Caption
اتفاق على إنشاء مصنع لـ«رينو» ومنحه الامتياز الحصري في الجزائر

توّج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته التاريخية للجزائر أمس، بالاعتراف بمساوئ ووحشية استعمار بلاده لذلك البلد، مؤكداً أهمية قول الحقيقة وعدم بناء المستقبل على أساس نسيان ما حدث.

في اليوم الثاني من زيارته التاريخية للجزائر، اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أمام البرلمانيين الجزائريين بـ"المعاناة" التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي "الظالم والوحشي" للجزائريين الذي دام أكثر من قرن، ودعا هذا البلد إلى ضرورة قول الحقيقة حول الماضي "مهما كانت مؤلمة".

وأكد الرئيس الفرنسي في خطاب أمام أعضاء مجلسي البرلمان الجزائري: "أعترف هنا بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري"، وذكر أحداث "سطيف وقالمة وخراطة (التي) تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين وضميرهم".

وأوضح هولاند أنه "خلال 132 سنة (1830-1962) خضعت الجزائر لنظام ظالم ووحشي وهذا النظام يحمل اسماً هو الاستعمار".

ووسط تصفيق البرلمانيين الجزائريين المجتمعين، قال هولاند إنه "في الثامن من مايو 1945 بسطيف (300 كلم شرق الجزائر) عندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية". وأضاف: "يجب أن نقول هذه الحقيقة لكل من يريد وخاصةً الشباب" الذين يشكلون نصف عدد السكان الجزائريين "لتعيش الصداقة بين البلدين".

وقال الرئيس الفرنسي إنه "مهما كانت الأحداث مؤلمة فلابد أن نفصح عنها" ويجب ألا نبني علاقاتنا "على نسيان ما حدث"، مؤكداً أنه "يجب قول الحقيقة أيضاً حول الظروف التي تخلصت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، حول هذه الحرب التي لم تُسمَ باسمها في فرنسا، أي حرب الجزائر".

وتابع: "نحن نحترم الذاكرة كل الذاكرة، ومن واجبنا أن نقول الحقيقة حول العنف والظلم والمجازر والتعذيب".

ويُدرَّس الثامن من مايو 1945 في المدارس الجزائرية، على أنه مناسبة وطنية قتل فيها الجيش الفرنسي "45 ألف جزائري" وأحد أسباب قيام حرب التحرير في 1954 التي أدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962.

ويتحدث المؤرخون الفرنسيون عن سقوط ما بين 15 وعشرين ألف قتيل منهم 103 أوروبيين.

وكان هولاند أعلن في اليوم الأول من زيارته أنه لم يأت إلى الجزائر "للاعتذار أو التعبير عن الندم" ولكن لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي: "هناك حقيقة يجب قولها حول الماضي وهناك خاصة إرادة للنظر للمستقبل، وزيارتي هي للمستقبل وهي من أجل تعبئة مجتمعينا".

توقيع اتفاقيات

وأبرز ما سيميز المستقبل بين البلدين التوقيع على ست اتفاقيات تخص الدفاع والاقتصاد والتعليم، بالإضافة إلى توقيع إعلان "الصداقة والتعاون" بعد التخلي عن "معاهدة الصداقة" بسبب فشل المفاوضات حولها منذ عام 2003.

ومن أبرز الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها أمس الأول، بحضور الرئيسين الجزائري والفرنسي، عقد إنشاء مصنع لسيارات رينو في وهران (غرب) يعطي للشركة الفرنسية "الامتياز الحصري في السوق الجزائري مدة ثلاث سنوات" لا يمكن خلالها عقد أي اتفاق مشابه مع مصنع آخر للسيارات، بحسب وزير الصناعة الجزائري شريف رحماني.

وأوضح رحماني أن مصنع رينو الذي سيدخل مرحلة التشغيل في غضون "18 شهراً" سيبدأ في إنتاج 25 ألف وحدة سنوياً للوصول "بسرعة" إلى 75 ألف وحدة يتم تصدير حصة منها نحو بلدان "خارج الاتحاد الأوروبي". وكان رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية في البرلمان الجزائري) عبدالقادر بن صالح رحب بالرئيس الفرنسي بوصفه "صديق الجزائر الذي وقف إلى جانبها في الأوقات الصعبة". وقال: "نستقبلكم كصديق للجزائر التي تعرفونها وتعرفكم". وأضاف: "ندرك إرادتكم إلى جانب إرادة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لإعطاء دفع جديد للتقارب بين البلدين، وإننا نشارككم هذا المسعى". وتابع بن صالح: "إننا نعلم أنكم تقاسموننا القناعة بضرورة اعتماد سياسة متجددة في العلاقات".

وألقى هولاند خطاباً أمام طلاب جامعة أبو بكر بلقايد في تلمسان حيث قُدمت له دكتوراه شرفية. ومن تلمسان سيعود الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له إلى باريس منهياً زيارة "كانت منتظرة لأنها الأولى التي أقوم بها باعتباري رئيساً للجمهورية، ولأنها الأولى إلى هذه المنطقة، ولأنها زيارة تأتي في عام 2012 وهو تاريخ رمزي، بعد 50 سنة على استقلال الجزائر".

(الجزائر ــــــــ أ ف ب، رويترز،

يو بي آي)

back to top